أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، عن تنفيذ عملية عسكرية دقيقة استهدفت أسلحة وعربات قتالية تم تهريبها عبر ميناء المكلا. هذه العملية، التي تهدف إلى منع تصعيد الأوضاع في اليمن، سلطت الضوء على التوترات المتزايدة داخل التحالف وتأثيرها على مساعي تحقيق السلام. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه الضربة، خلفية الصراع، والأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة في سياق الأزمة اليمنية المستمرة.
عملية عسكرية نوعية تستهدف أسلحة مهربة في المكلا
نفذ تحالف دعم الشرعية في اليمن عملية عسكرية محدودة، لكنها ذات تأثير كبير، استهدفت شحنات أسلحة وعربات قتالية تم تهريبها عبر ميناء المكلا. وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة “الإخبارية” السعودية آثار الضربة، حيث ظهرت الأسلحة والعربات وهي تحترق. هذه العملية تؤكد على جهود التحالف المستمرة لمنع تدفق الأسلحة غير المشروعة إلى اليمن، والتي تغذي الصراع وتعيق جهود السلام.
تفاصيل العملية وأهدافها
أفاد اللواء الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، بأن العملية جاءت بعد رصد وتوثيق دقيق لوصول سفينتين من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا. وأوضح أن طاقم السفينتين قام بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بهما في محاولة لإخفاء مسارهما، قبل أن يبدأ في إنزال كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية.
وقد نفذت قوات التحالف الجوية الاستهداف بدقة عالية، مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، لضمان عدم وقوع أي أضرار جانبية في الميناء الحيوي. الهدف الرئيسي من هذه العملية هو منع وصول هذه الأسلحة إلى الأطراف التي تسعى إلى تقويض الاستقرار في اليمن.
خلفية الصراع اليمني وتصاعد التوترات داخل التحالف
الصراع في اليمن مستمر منذ عام 2014، عندما تدخل التحالف بقيادة السعودية في عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثي. ومع مرور الوقت، ظهرت خلافات بين أعضاء التحالف، خاصة بين السعودية والإمارات العربية المتحدة.
دور الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي
تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى إلى تحقيق الاستقلال أو الحكم الذاتي لمنطقة جنوب اليمن. هذا الدعم يضع المجلس الانتقالي في مواجهة مباشرة مع الحكومة الشرعية التي يدعمها التحالف اسمياً. العملية العسكرية الأخيرة في المكلا تعتبر مؤشراً واضحاً على هذه التوترات، ورسالة سعودية حازمة ضد أي تحركات أحادية الجانب قد تزيد من تجزئة المشهد اليمني. الأسلحة المهربة كانت، بحسب التحالف، مخصصة لدعم قوات المجلس الانتقالي في المحافظات الشرقية.
الأهمية الاستراتيجية للعملية وتأثيراتها المتوقعة
تكمن أهمية هذه الضربة في استهدافها المباشر لشحنة أسلحة كانت تهدف إلى دعم المجلس الانتقالي الجنوبي في مناطق مثل حضرموت والمهرة. هذا التدخل يحد من القدرات العسكرية للمجلس الانتقالي ويقلل من احتمالية تصعيد الموقف في هذه المناطق.
التأثيرات الإقليمية والدولية
إقليمياً، تؤكد هذه العملية على قيادة السعودية للتحالف وسعيها لفرض رؤيتها لإنهاء الصراع، والتي ترتكز على دعم وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية. دولياً، تعتبر هذه العملية تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) لعام 2015، الذي يفرض حظراً على توريد الأسلحة إلى الأطراف التي تهدد السلام والاستقرار في اليمن. تهريب الأسلحة يعد انتهاكاً صارخاً لهذا القرار.
المالكي شدد على أن هذه الأعمال تمثل مخالفة صريحة لمساعي التهدئة والوصول إلى حل سياسي شامل، مؤكداً استمرار التحالف في مراقبة كافة المنافذ اليمنية لمنع أي خروقات مستقبلية. الصراع اليمني يحتاج إلى حلول سياسية شاملة، ومنع تدفق الأسلحة هو جزء أساسي من هذه الحلول.
الخلاصة
العملية العسكرية التي نفذها تحالف دعم الشرعية في اليمن في ميناء المكلا تمثل تطوراً هاماً في سياق الصراع اليمني. إنها ليست مجرد ضربة عسكرية تستهدف أسلحة مهربة، بل هي رسالة واضحة حول التوترات داخل التحالف، وأهمية الحفاظ على وحدة اليمن، والالتزام بالقرارات الدولية. منع تدفق الأسلحة إلى اليمن هو خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. نأمل أن تساهم هذه العملية في دفع الأطراف المتنازعة نحو طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سياسي شامل يضمن مستقبلًا أفضل للشعب اليمني.
هل لديك أي أسئلة حول هذا الموضوع؟ شارك برأيك في التعليقات أدناه.















