قال مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن لدى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عبد الفتاح موسى -اليوم السبت- إن المجموعة لا تحتاج لموافقة مجلس الأمن الدولي للتدخل عسكريًا في النيجر، بينما تلقّى الرئيس المعزول محمد بازوم زيارة من طبيبه، مع تنامي القلق على مصيره.

جاء ذلك بعد ساعات من قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بإرجاء اجتماعه المقرر اليوم -السبت- لبحث تعليق عضوية النيجر، وذلك لإجراء مزيد من المشاورات. في حين حذّرت روسيا من أن التدخل العسكري في هذا البلد سيزعزع استقرار المنطقة.

وأكّد مفوّض السلم والأمن في إيكواس أن لدى المجموعة أسسًا قانونية للتدخل في النيجر، وهي لا تحتاج لموافقة مجلس الأمن الدولي، مشددًا على أن إيكواس أبلغت مجلس الأمن الدولي بعدما تحركت عسكريًا في تدخلاتها السابقة.

وأضاف أنه لا يوجد إجماع شعبي على تأييد الانقلاب، وأنه يجري تعبئة المواطنين لإظهار الدعم للانقلاب.

وتابع موسى أنه إذا حدث تدخل عسكري في النيجر، فسيكون هناك من ينقلب على المجلس العسكري من داخل الجيش.

وساطة دينية

بدوره، أعلن مصدر مقرب من المجلس العسكري في النيجر وصول وفد وساطة يضم رجال دين من نيجيريا إلى نيامي.

وتأتي زيارة وفد الوساطة -الذي استقبله رئيس الوزراء المدني المعين مؤخرا علي الأمين زين- في وقت تواصل فيه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة بعدما كانت قد أعطت موافقتها على نشر قوة تدخل لإعادة بازوم.

من جانبه، قال مراسل الجزيرة إن برلمان مجموعة إيكواس سيعقد عبر تقنية الاتصال المرئي -اليوم السبت- جلسة طارئة، لمناقشة التطورات السياسية الأخيرة في النيجر.

وقال متحدث باسم برلمان مجموعة إيكواس السبت إن البرلمان يعتزم إرسال لجنة إلى النيجر، لعقد لقاء مع قادة الانقلاب العسكري الذين استولوا على السلطة في يوليو/تموز الماضي، ويرفضون حتى الآن الضغوط الدبلوماسية لإعادة الحكم المدني.

تأجيل اجتماع أفريقي

وفي وقت سابق، قرّر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إرجاء اجتماعه المقرر اليوم -السبت- لبحث تعليق عضوية النيجر، وذلك لإجراء مزيد من المشاورات.

وقال حسومي مسعودو (وزير الخارجية بحكومة الرئيس محمد بازوم) إن الخيار العسكري الذي تدرسه إيكواس ليس حربًا ضد النيجر وشعبها؛ بل هو عملية ضد محتجزي الرهائن، داعيًا قادة المجلس العسكري لوضع حد للانقلاب لتفادي تلك العقوبات.

وقد أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) -على لسان المتحدث باسمها- أن قادة جيوشها سيجتمعون الأسبوع المقبل من أجل التخطيط لتدخل عسكري محتمل في النيجر.

وكان من المقرر أن يلتقي قادة أركان جيوش دول “إيكواس” في العاصمة الغانية أكرا -اليوم السبت- لكن الاجتماع جرى تأجيله “لأسباب فنية”.

وكان اجتماع إيكواس الاستثنائي -الذي عُقد أول أمس بالعاصمة النيجيرية- قد انتهى إلى الإعلان عن اللجوء للحلول الدبلوماسية بشأن الأزمة، مع الإبقاء على كل الخيارات مطروحة على الطاولة، كما طالب بتفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة على الفور.

زيارة الطبيب

في سياق متصل، أفاد أحد المقرّبين من رئيس النيجر المحتجز في مقره في نيامي منذ الانقلاب في 26 يوليو/تموز الماضي، أن بازوم تلقّى زيارة من طبيبه اليوم، وقد جلب الطعام له وكذلك لنجله وزوجته المحتجزين معه.

وبعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب الذي أطاح به، تتزايد المخاوف بشأن ظروف اعتقال بازوم.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في وقت سابق إن المعاملة التي يلقاها بازوم وأسرته “غير إنسانية وقاسية”، مشيرة إلى أنه محروم من الكهرباء منذ 2 أغسطس/آب الحالي، وليس هناك أي تواصل معه منذ أسبوع.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن سفير النيجر بالولايات المتحدة أن خطة مَن وصفهم بالقادة العسكريين في النيجر هي تجويع رئيس البلاد المحتجز محمد بازوم حتى الموت.

وقال سفير النيجر إنه يتعين على العالم ألا يسمح بذلك؛ وأضاف أن بازوم يجلس مع عائلته في قبو غير مضاء بمجمعه الرئاسي، بينما يعاني من قطع إمدادات الطعام والكهرباء.

وفي الجهة المقابلة، نقلت الوكالة عن مستشار ما يُسمّى “المجلس الوطني لحماية الوطن” في النيجر أن بازوم محظوظ لأنه لم يؤخذ إلى أي مكان، وتُرك في قصره ومعه هاتفه.

وفي تحذير للدول التي تدعم خيار التدخل العسكري، هدّد المصدر ذاته بأنه إذا جرى أي تدخل عسكري من أجل إعادة بازوم للسلطة، فإن من المؤكّد أن جنودًا سيضعون حدًّا لحياة بازوم.

روسيا تحذّر

في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الروسية إن التدخل العسكري في النيجر سيؤدي لمواجهة مطوّلة، ويزعزع الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، حسب تعبير بيان الوزارة.

وأعلن البيان الروسي الترحيب بجهود الوساطة التي تقوم بها مجموعة إيكواس من أجل إنهاء الأزمة.

وفي المقابل، قال مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن لدى إيكواس عبد الفتاح موسى إن المجموعة ستحمّل روسيا المسؤولية إذا انتهكت شركاتها العسكرية حقوق الإنسان بالمنطقة.

وأشار موسى -في مقابلة مع قناة نيجيرية محلية- إلى أن مجموعة “فاغنر” موجودة في مالي عبر اتفاق مع روسيا، ومن ثم فأيّ “تخريب” تحدثه، فإن موسكو تتحمل المسؤولية، حسب تعبيره.

وشدّد على أن “إيكواس” لن تسمح بأن تكون منطقة غرب أفريقيا ساحة حروب بالوكالة، ولا تريد أن تتدخل الشركات العسكرية الخاصة في بيئة الصراع بالمنطقة “لأننا نعرف عواقب أفعالهم، ونحن نتخذ كل الخطوات للتأكد من أننا سنوقف ذلك”.

وأشار موسى إلى أن مجموعة “فاغنر” ليست متورطة في الانقلاب العسكري بالنيجر، لكنها قد تستفيد مما يحدث، حسب تعبيره.

اتصال بلينكن وإيسوفو

أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير أنتوني بلينكن أعرب -في اتصال مع رئيس النيجر السابق محمد إيسوفو- عن قلقه البالغ من استمرار اعتقال الرئيس محمد بازوم وعائلته بشكل “غير قانوني” وفي ظل ظروف سيئة.

وأعرب بلينكن عن استيائه من رفض -مَن استولوا على السلطة في النيجر- الإفراج عن أفراد عائلة بازوم، كبادرة حسن نية.

وأكّد الوزير عزم الولايات المتحدة على إيجاد حلّ سلمي يضمن للنيجر أن تظلّ شريكًا يُعوّل عليه في المنطقة، وفق الخارجية الأميركية.

مظاهرات ضد فرنسا

وفي العاصمة النيجرية، تجمّع آلاف من مؤيدي الانقلاب للاحتجاج قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي.

ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لباريس، كما ردّدوا هُتافات ضدّها وضدّ منظمة إيكواس.

وينصبّ قدر كبير من الغضب على فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي طردت الجارتان مالي وبوركينا فاسو قواتها في أعقاب الانقلابين هناك. ويتعرض وجود فرنسا بالنيجر لتهديد أيضًا. وفي الأيام التي أعقبت الانقلاب، هاجم محتجون السفارة الفرنسية.

وفي تطور آخر، عقدت الحكومة التي شكّلها المجلس العسكري في النيجر أول اجتماع لها أمس برئاسة عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري الحاكم.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الحكومة عيّنت مديرًا عامًا جديدًا للشرطة.

على الصعيد نفسه، التقى وزير الدفاع المعيّن من المجلس العسكري برئيس السلطة الانتقالية بمالي، العقيد أسيمي غويتا، وجرى اللقاء في العاصمة المالية باماكو، دون الكشف عمّا دار فيه.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.