أفاد مراسل الجزيرة أن الجيش السوداني قصف بالمدافع الثقيلة مواقع للدعم السريع وسط مدينة أم درمان، في حين ردت قوى الحرية والتغيير على خريطة الطريق التي قدمتها الحكومة والتي تقوم على وقف فوري للقتال وتدشين حوار شامل يؤسس لمرحلة انتقالية.

ورصد مراسل الجزيرة تحليقا لمقاتلات الجيش السوداني في سماء مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، بالتزامن مع إطلاق نار من أسلحة ثقيلة لقوات الدعم السريع، في اتجاهات مختلفة بالعاصمة السودانية.

وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن الجيش قصف بالمدفعية صباح اليوم الخميس مواقع لقوات الدعم السريع في أحياء جنوب وشرق الخرطوم.

ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن اشتباكات جديدة بأسلحة ثقيلة وخفيفة اندلعت جنوبي العاصمة الخرطوم، وتحديا في محيط منطقة “المدينة الرياضية”، مع تحليق مكثف للطيران الحربي، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.

كما قال شهود إن قوات الدعم السريع شنت هجوما على مدينة الفولة بولاية غرب كردفان (جنوب)، ونهبت مؤسسات حكومية ومحلات تجارية.

وفي مدينة نيالا، غربي السودان، قالت مصادر محلية للجزيرة إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش والدعم السريع في أحياء تكساس وكرري والوداي، وأشارت إلى أن تلك المعارك أدت إلى موجة نزوح بسبب تساقط القذائف على منازل المواطنين.

وفي ولاية غرب دارفور، قال سلطان قبيلة “المساليت” إن ما يحدث في مدينة الجنينة ليس صراعا قبليا، بل صراع بين الدعم السريع ومكونات المدينة.

وأضاف أن قوات الدعم السريع تخطط للاستيلاء على مدينة الجنينة لأهميتها الإستراتيجية؛ وأوضح أن قوات الدعم السريع ترغب في جعل ولاية غرب دارفور منطلقا لها، لارتباطها بتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا، كما أنها تمثل عمقا إستراتيجيا للدعم السريع أمنيا واقتصاديا لوجود الذهب واليورانيوم فيها.

مبادرة مالك عقار

سياسيا، قال عضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى لحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي بابكر فيصل إن التحالف يتفق مع ما ورد في خارطة الطريق حول قضية الحرب بالبلاد، التي عرضها مالك عقار نائب رئيس المجلس السيادي في دعوته لضرورة وقف الحرب فورا عبر الحوار والتفاوض.

وشدد فيصل في بيان على أهمية إطلاق عملية سياسية تشمل الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني المعزول وواجهاته، والذي قال عقار إن “بضاعته منتهية الصلاحية”.

وذكر فيصل في تصريح صحفي، إن قوى الحرية والتغيير تتفق، أيضا مع عقار في حتمية إلقاء القبض على المجرمين والمتهمين الذين هربوا من السجون أثناء الحرب، وفي مقدمتهم قيادات النظام البائد والمطلوبين للعدالة الدولية، وفق تعبيره.

لكن فيصل قال إن التحالف يختلف مع عقار في طرحه الداعي لتشكيل حكومة مؤقتة لتسيير دولاب الدولة، مشيرا إلى أن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيؤدي لإطالة أمد الحرب ويعيق جهود الوصول لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.

واعتبر عضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى لحرية والتغيير أن النظام المعزول عاد للسيطرة الكاملة على دولاب الدولة، خصوصا في الولايات التي لا تشملها الحرب، كما أنه يمارس نفس الممارسات التي ظل يمارسها قبل الثورة من اعتقال للنشطاء السياسيين وأعضاء لجان المقاومة ومنع قيام الندوات وقمع وملاحقة المطالبين بوقف الحرب، وهو الأمر الذي يتطلب تظافر الجهود من أجل مقاومته ومنعه.

وكانت الحكومة السودانية قد تقدمت -في إعلان مفاجئ قبل يومين- بخريطة طريق تقوم على وقف فوري للقتال وتدشين حوار شامل يؤسس لمرحلة انتقالية.

وجاء إعلان خريطة الطريق الجديدة في خطاب لمالك عقار الذي قال إن السلطة التنفيذية ستشرف على تنفيذ خريطة طريق لإنهاء الأزمة الحالية.

وأضاف أن خريطة الطريق هي الخطوة الأولى التي ستؤدي إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد، مشيرا إلى أن عملية سياسية شاملة ستعقب إنجاز خريطة الطريق وتضم جميع القوى السياسية المدنية المهتمة بتأسيس الدولة السودانية.

استهداف عمال الإغاثة

في غضون ذلك، قال “إیدي رو” منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان بالإنابة إن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني بالسودان يجب أن تتوقف فورا.

وعبر رو، في بيان، عن أسفه لمقتل 19 من عمال الإغاثة في 17 هجوما بالسودان خلال العام الجاري، وأشار إلى أن مقتل العدد الكبير من عمال الإغاثة في السودان دليل آخر على أن البلاد تتراجع نحو واحد من أكثر الفصول كآبة في تاريخها.

وأشار البيان إلى أن المرافق الإنسانية تعرضت للهجوم، حيث تم نهب ما لا يقل عن 53 مستودعا للمساعدات الإنسانية و87 مكتبا، وسرقة 208 سيارات حتى 13 أغسطس/آب.

وحث البيان جميع أطراف النزاع في السودان على تسهيل العمل الإنساني وحماية الذين يقدمونه، في حين لم يصدر تعقيب فوري من أطراف الصراع بشأن البيان الأممي.

ومع دخول القتال في السودان الشهر الخامس، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 3 آلاف أغلبيتهم من المدنيين، كما أشارت إلى أن أكثر من 6 ملايين سوداني باتوا على شفا المجاعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.