تحتفل مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، ويقترن احتفالها هذا العام بإنجازات قياسية حققتها في عام 2022، حيث أنفقت عبر 35 مؤسسة تندرج تحت مظلتها 1.4 مليار درهم على جميع المبادرات الإنسانية والتنموية والبرامج المجتمعية، واستطاعت بجهود 847 موظفاً و150266 متطوعاً الوصول إلى 102 مليون إنسان في 100 دولة حول العالم، وهو أكبر عدد من المستفيدين في عام واحد، بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

ونجحت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» في تحقيق هذا الإنجاز، بتكاتف وتعاون الكادر البشري في المؤسسة، وبفضل الشراكات الواسعة التي أبرمتها ضمن محاور عملها الخمسة: محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومحور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، ومحور نشر التعليم والمعرفة، ومحور ابتكار المستقبل والريادة، ومحور تمكين المجتمعات.

شراكات دولية وأممية

وتحرص مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» على توسيع شراكاتها الدولية وتعزيز تعاونها مع مختلف المنظمات الأممية، بما يدعم العمل العالمي المشترك لمواجهة تحديات عدة لا سيما الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.

وأبرمت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» مطلع مارس الماضي، اتفاقيتي تعاون جديدتين مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 46 مليون درهم تقريباً لدعم النازحين قسراً، لترفع بموجبهما المؤسسة مساهماتها في جهود المفوضية إلى 100 مليون درهم تقريباً لتقديم الدعم لمجتمعات اللجوء والنزوح في المناطق الأقل حظاً من العالم.

وفي مارس الماضي أيضاً، أعلنت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عبر مبادرتها «مليار وجبة»، عن دعمها لصندوق الأمم المتحدة الاستئماني (يونيتلايف) الهادف إلى مكافحة سوء التغذية المزمن في مناطق من العالم.

وبموجب التعاون تقدم «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» 5.5 ملايين درهم، إلى صندوق الأمم المتحدة الاستئماني (يونيتلايف) الذي يتولى حوكمته كل من الحكومة الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأغذية العالمي ومؤسسة «إيكوبنك»، وذلك من أجل دعم تطوير الحلول المبتكرة في مجال الزراعة، وتمكين النساء والأمهات، ومكافحة سوء التغذية، لا سيما لدى الأطفال، في السنغال، والنيجر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية لفائدة أكثر من 300 ألف إنسان.

كما وقعت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، في يوليو 2022 اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بهدف توزيع 49 مليون وجبة تقدمه المؤسسة في 7 دول هي بنغلاديش والأردن وفلسطين وسوريا، وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر.

وفي مايو 2022، وقعت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» اتفاقاً مع المنتدى الاقتصادي العالمي لإنشاء منصة عالمية لشبكة مراكز الابتكار الغذائي التي أسسها المنتدى العالمي، بحيث تسهم المنصة في تسريع وتوسيع نطاق الابتكار في مجال التحول الغذائي نحو خيارات مستقبلية مستدامة أكثر كفاءة، وتحسين آليات إنتاج الغذاء حول العالم.

كما يجعل الاتفاق من دبي المقر الدولي لانعقاد الاجتماع السنوي لمراكز الابتكار الغذائي، ويشمل الاتفاق أيضاً انضمام «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» إلى مجلس الإشراف على مبادرة نظم الغذاء واللجنة التوجيهية لمراكز الابتكار الغذائي التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي.

مبادرات مبتكرة

واستطاعت المؤسسة ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية تقديم المساعدة إلى 30.2 مليون إنسان خلال عام 2022، ووصل حجم إنفاق مختلف المبادرات والمشاريع والبرامج تحت هذا المحور إلى 910 ملايين درهم.

وينضوي تحت محور المساعدات الإنسانية والإغاثية كل من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومؤسسة بنك الإمارات للطعام، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة.

وضمن هذا المحور، ساهمت الكوادر البشرية في النجاحات التي حققتها سلسلة مبادرات إطعام الطعام الرمضانية بدءاً من حملة «10 ملايين وجبة» في العام 2020، و«100 مليون وجبة» في العام 2021، و«مليار وجبة» في العام 2022، وصولاً إلى حملة «وقف المليار وجبة» في العام 2023، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام.

وفي سياق جهودها لدعم حملة «مليار وجبة» في عام 2022، أطلقت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع بنك الإمارات تحت مظلتها، حملة «مليون وجبة من فائض الطعام» التي هدفت بدورها إلى توفير الدعم الغذائي للمحتاجين، وذلك بالتعاون مع نحو 200 شريك استراتيجي، بما في ذلك ما يزيد على 55 فندقاً و65 منشأة غذائية و35 من المتاجر الكبرى وأسواق الخضار والفواكه و13 جمعية خيرية، و10 مطابخ مركزية، وشارك في عملياتها المباشرة أكثر من 150 متطوعاً، ونجحت الحملة في توزيع أكثر من 2.3 مليون وجبة غذائية.

كما أطلقت المؤسسة في يناير 2022 المبادرة الخيرية «لنجعل شتاءهم أدفأ»، بالتعاون مع حملة «أجمل شتاء في العالم»، لدعم الشعوب التي تعاني ظروفاً صعبة بسبب البرد، ومساندة اللاجئين الذين اضطرتهم ظروفهم إلى سكن الخيام، كما قدمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية خلال العام 2022 المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، حيث أرسلت نحو 747 طناً من الإمدادات، استفاد منها أكثر من 1.6 مليون شخص.

وتضمنت مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية في العام 2022 بناء 3 مدارس للمرحلة الابتدائية في قرغيزستان، و3 مدارس في طاجيكستان، ومجمع عمر بن الخطاب التعليمي في إندونيسيا، كما نفذت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية مشروع «الحقيبة المدرسية» في 5 دول خلال العام 2022، كما حرصت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية على مواصلة برنامج بناء البيوت للفقراء والمحتاجين في طاجيكستان، حيث تم تشييد وتجهيز قرية متكاملة الخدمات بمساكن لـ 103 أسر، بتكلفة إجمالية تزيد على 3.3 ملايين درهم.

علاج الأطفال المحرومين

وفي إطار حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية على الاهتمام بعلاج أكبر عدد ممكن من الأطفال المحرومين المصابين بالتشوهات القلبية، وفرت مبادرة «نبضات» الطبية الإنسانية في العام 2022 علاجاً لـ 1377 طفلاً في مصر وطاجيكستان وموريتانيا، وقرغيزستان، بتكلفة إجمالية تزيد على 4.8 ملايين درهم، كما تابعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية مبادرتها السنوية في بناء العيادات الطبية في المناطق النائية، حيث تم بناء 4 عيادات ومستشفيين، شملت 3 عيادات ومستشفى مركزي للنساء والولادة في طاجيكستان، ومستشفى عام في قرغيزستان، وعيادة واحدة متكاملة في الفلبين، بتكلفة تزيد على 4.2 ملايين درهم، سيستفيد منها 44800 شخص.

وأسهمت مؤسسة سقيا الإمارات في تحسين حياة أكثر من 13.7 مليون شخص في 37 دولة، ونفذت أكثر من 1000 مشروع مياه مستدام حتى نهاية العام 2022، كما أطلق مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة في 2022 مبادرة «صكوك الوقف»، بالشراكة مع مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي وشركة الصكوك الوطنية، وتعد أول وقف خيري من نوعه في المنطقة لتفعيل دور الوقف في تنمية المجتمعات بأسلوب مبتكر ومتاح للأفراد والشركات.

توفير الرعاية الصحية

وفي محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، أثمر تعاون موظفي مؤسسة نور دبي ومؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية، مع المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية في عشرات الدول، عن تقديم العون إلى 9.4 ملايين شخص في العام 2022، بحجم إنفاق بلغ 42.5 مليون درهم.

وشرعت مؤسسة الجليلة في العام 2022، في إنشاء أول بنك حيوي مدعوم بتقنيات الروبوت في دولة الإمارات، باستثمارات تصل إلى 17 مليون درهم.

وفي العام 2022، نجحت نور دبي، ضمن «برنامج التوزيع الجماعي للأدوية» (MDA) في توزيع جرعات المضاد الحيوي «زيثروماكس» (Zithromax)، على 9142612 شخصاً وتم تدريب نحو 15 ألف عامل في مجال الصحة العامة على مكافحة التراخوما وآليات الرعاية الدوائية.

ويهدف التعاون بين نور دبي و«مركز كارتر» إلى تقديم 43 مليون جرعة من المضاد الحيوي لنحو 14.3 مليون شخص، علاوة على إجراء مسح لتقييم التأثير ودعم الدورات التدريبية لأكثر من 74 ألف عامل في القطاع الصحي بحلول عام 2025.

صناعة الأمل

وأثمرت جهود الكوادر البشرية ضمن محور تمكين المجتمعات نجاحات نوعية وتوسعاً في البرامج والمشاريع خلال عام 2022، حيث يضم هذا المحور: كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ومركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري، ومنتدى الإعلام العربي، وجائزة الإعلام العربي، وقمة وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب، ومؤتمر دبي الرياضي الدولي، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، والمنتدى الاستراتيجي العربي، ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة، ومبادرة صناع الأمل.

وبلغ عدد المستفيدين من برامج هذا المحور 2.3 مليون شخص في 2022 ووصل إجمالي حجم الإنفاق على مبادرات هذا المحور في العام 2022 إلى 95.1 مليون درهم.

أهداف نبيلة

وأطلقت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» في العام 2015، لتكون مظلة حاضنة لمختلف المبادرات والمؤسسات التي رعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مدى أكثر من عشرين عاماً.

وتنضوي تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 35 مبادرة ومؤسسة تغطي مجالات عملها مختلف القطاعات الإنسانية والمجتمعية والتنموية، مع التركيز على الدول الأقل حظاً والفئات المحتاجة والمحرومة في المجتمعات الهشة، وتعد مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الأكبر من نوعها محلياً وإقليمياً، سواء لجهة عدد المبادرات ذات الطابع المؤسسي المنضوية تحتها أو النطاق الجغرافي الذي يتوزع فيها نطاق عملها.

كما تهدف إلى الارتقاء بواقع التعليم في المجتمعات المهمشة والمحرومة، ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة، وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.