تستغل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنكر أزمة تغيّر المناخ، حرائق الغابات المميتة في هاواي لدفع نظريات مؤامرة تتحدث عن استخدام أشعة ليزر عالية الطاقة لإشعال النيران.

أدت منشورات تتحدث عن هذه التقنيات أو تدعي أن الحرائق تم إشعالها عمداً بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، إلى ملايين المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس. 

اعلان

وكتب الإذاعي اليميني المتطرف ستو بيترز عبر المنصة المذكورة “فقط سلاح طاقة موجهة يمكنه التسبب بهذا النوع من الدمار”. وغرّد تغريدات أخرى تصبّ في هذا الاتجاه. 

تلقي هذه السردية الضوء على ما يعتبر خبراء المعلومات المضللة أنه توجه ينكر فيه منظرو المؤامرة علم تغير المناخ استجابة لأحداث الطقس المتطرفة.

“هاواي مستهدفة بأنظمة عسكرية متقدمة”

ضاقت منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس بمنشورات تدعي كذباً أنها تعرض صوراً ومقاطع فيديو يظهر فيها استهداف هاواي بأنظمة عسكرية متقدمة، تستخدم طاقة كهرومغناطيسية مركزة ويتم تطويرها في الولايات المتحدة للدفاع الصاروخي والمسيرات.

ولكن الصور التي تنتشر عبر الإنترنت غير مرتبطة بالحرائق التي أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 111 شخصاً وإلى تدمير مدينة لاهاينا الساحلية في جزيرة ماوي.

وكشفت خدمة تقصي الحقائق في فرانس برس عن منشورات مزيفة تحرف لقطات لإطلاق صاروخ سبيس إكس في كاليفورنيا، وشعلة في مصفاة نفط في أوهايو، وتوهج خطوط كهرباء في لويزيانا، وانفجار قمر صناعي ومحول صيني في تشيلي، من بين صور أخرى قديمة متداولة بلغات متعددة.

وقام البعض بمشاركة صورة تم التلاعب بها لإضافة شعاع من الضوء في السماء، بينما ادعى آخرون أنّ ظواهر طبيعية- مثل عدم احتراق بعض الأشجار– تدل على وجود أشعة ليزر.

مؤامرات

قال إيان بويد، وهو خبير في أسلحة الطاقة الموجهة في جامعة كولورادو، لفرانس برس إن نظرية المؤامرة تتحدى الواقع جزئياً لأن الليزر الذي يتمتع بقوة كافية لإشعال حرائق هاواي يتطلب “كمية هائلة من الهواء” أو مركبة فضائية لا يمكن أن تمرّ من دون أن تتم ملاحظتها.

وحتى الآن، لا تزال السلطات تحقق في سبب اندلاع الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة. ووضع جزء كبير من أرخبيل هاواي في حالة إنذار قصوى [اللون الأحمر] من خطر اندلاع حرائق مع مرور إعصار جلب رياحاً قوية إلى منطقة تحوي نباتات جافة.

وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن سقوط خطوط الكهرباء كمصدر محتمل للحريق، غير أن ذلك يبقى حتى الآن في خانة التكهنات. 

“كذبة تكبُر مع السنوات”

من جانبها، أشارت جيني كينغ رئيسة أبحاث وسياسات المناخ في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن إلى أنّ المعلومات المضللة عن حرائق الغابات تطورت مدى الأعوام.

ففي عام 2018، أشارت عضو الكونغرس مارجوري تايلور غرين عبر منشور على فيسبوك إلى احتمال تسبب شعاع أطلق من الفضاء في اندلاع حرائق في كاليفورنيا ذلك العام.

اعلان

ولاحظت كينغ أن غالبية المعلومات المضللة حول حرائق الغابات العالمية في عام 2019 سعت إلى إلقاء اللوم على أشخاص بدلاً من التغير المناخي. 

وبحسب كينغ فإن المزاعم الحديثة العهد حول استخدام الحكومة لأشعة ليزر بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، تركز على الفكرة المركزية نفسها التي تدعي أن الاحتباس الحراري ليس مهماً. وتقوم أيضاً باستدعاء نظرة عالمية لدى داعمي نظريات مؤامرة أخرى بينها “كيو آنون”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.