أكد سعيد الرميثي الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات – أركان «إمستيل» أن الشركة تعمل على تطوير مجموعة متنوعة من منتجات الحديد عالي القوة لإرساء معايير جديدة للاستدامة في قطاع الإنشاءات وتعزيز مكانتنا العالمية، ويأتي ذلك في إطار التزامنا إنتاج الصلب ومواد البناء بشكل آمن ومستدام، وتماشياً مع المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050.

وقال في حوار لـ«البيان»: «تمتلك المجموعة حصة كبيرة في السوق المحلي؛ إذ تلبي 65 % من احتياجاته من حديد التسليح، ولفائف أسلاك الحديد، والمقاطع الإنشائية الثقيلة وصدّرت نحو 45 % من إنتاجها إلى أنحاء العالم في النصف الأول من العام الجاري».

وأضاف سعيد الرميثي: «وصلت صادرات منتجات الصلب التي تقدمها المجموعة في العام الماضي إلى أكثر من 70 سوقاً في أنحاء العالم، موزعة على أمريكا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط، بعدما كانت صادراتها تغطي أقل من 38 دولة قبل 3 أعوام، وصدّرت المجموعة في الربع الأول منتجات الكلنكر والأسمنت إلى البحرين والكويت وبنغلاديش أول مرة» وفي ما يلي نص الحوار:

 

ما أبرز الإنجازات التي حققتها «حديد الإمارات» العام الماضي؟

قدمنا في العام 2022 منتجاً جديداً إلى السوق وهو حديد التسليح الجديد منخفض الانبعاثات الكربونية وفائق القوة (ES600) المصمَّم لتعزيز إمكانات عملاء الشركة في قطاع البناء باستخدام منتجات حديد أكثر صداقة للبيئة، والمساعدة على تقليل البصمة الكربونية للمجموعة من عمليات إنتاج الصلب. ونواصل أيضاً العمل مع شركائنا في رسم خريطة شاملة لخطة تحقيق الحياد المناخي والتي تتماشى مع الأهداف الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، فنجحنا في خفض كثافة الانبعاثات الكربونية عبر وحدات إنتاج الصلب 19 % مقارنة بالسنوات السابقة.

كما وقعنا تعهد «الشركات المسؤولة مناخياً»، وعززنا جهودنا في مجال كفاءة الطاقة وأيضاً في سنة 2022، قمنا بخفض استهلاك الطاقة 4 % كما قمنا بشراء شهادات الطاقة النظيفة التي تغطي الطاقة الشمسية والنووية بمجمل 7272000 جيجا جول، تشكل 13 % من مجمل الطاقة المباشرة وغير المباشرة التي تستهلكها وحدات إنتاج الصلب لدينا.

وعلاوة على ذلك وفي إطار استراتيجية المجموعة طويلة المدى واستثمارها المستمر في توسيع قاعدة عملائها، قامت المجموعة بزيادة أسواقها التصديرية الدولية 25 % إلى 70 دولة مقارنة بـ56 دولة في سنة 2021.

 

صنع في الإمارات

ما الأولويات التي تركز عليها «حديد الإمارات» في 2023؟

تركز استراتيجيتنا على الترويج لمنتجات الحديد ومواد البناء تحت علامة «صنع في الإمارات»، وتعزيز حضورنا شركة رائدة عالمياً على صعيد الاستدامة. ولتحقيق ودعم هذه الاستراتيجية وقعنا مذكرة تفاهم مع مجموعة موانئ أبوظبي وITOCHU وJFE Steel للتعاون على إنشاء مجمع متكامل لسلسلة توريد الحديد منخفض الكربون في أبوظبي.

 

خطط التوسع

ما خطط التوسع وكيف تقيّمون نمو الطلب على مبيعات المجموعة في السوق المحلي؟

وصلت صادرات منتجات الصلب التي تقدمها المجموعة في 2022 إلى أكثر من 70 سوقاً في أنحاء العالم، موزعة على أمريكا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط، بعدما كانت صادراتها تغطي أقل من 38 دولة قبل 3 أعوام، وصدّرت المجموعة نحو 45 % من إنتاجها إلى أنحاء العالم في النصف الأول من العام الجاري.

وتمتلك المجموعة حصة كبيرة في السوق المحلي؛ تلبي 65 % من احتياجاته من حديد التسليح، ولفائف أسلاك الحديد، والمقاطع الإنشائية الثقيلة وصدّرت المجموعة في الربع الأول من العام منتجات الكلنكر والأسمنت إلى البحرين والكويت وبنغلاديش أول مرة.

 

ما أبرز خططكم لتسهيل مبادرات الاستدامة؟

تلتزم المجموعة دعم أهداف الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات وتحقيق أهداف التقاط الكربون إذ انضمت إلى البرنامج الوطني لتسجيل واعتماد انبعاثات الكربون والهادف إلى تقليل انبعاث غازات الدفيئة ودعم المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.

ونحن ملتزمون خفض انبعاثات الكربون 40 % بحلول 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 وهذا يدل على التزامنا مكافحة التغير المناخي.

 

الذكاء الاصطناعي

كيف تنظرون إلى التطور في عمليات والاستعانة بالذكاء الاصطناعي في التصنيع؟

إن التطور الذي طرأ على عمليات المجموعة والاستعانة بالذكاء الاصطناعي في التصنيع كان مفيداً للغاية فنحن ملتزمون استخدام أحدث التقنيات لتحسين عملياتنا ومنتجاتنا وخدماتنا إذ يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في هذه الجهود، وقد رأينا بالفعل العديد من الفوائد من استخدامه فعلى سبيل المثال، يساعدنا الذكاء الاصطناعي على تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وزيادة الإنتاج. وبالنسبة لجهودنا في خفض البصمة الكربونية فنحن ملتزمون خفض البصمة الكربونية 40 % بحلول 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.

ونعمل بجدٍ للحد من التأثيرات المناخية والبيئية لقطاع الصلب عبر 5 ركائز رئيسة: تعزيز الاندماج في الاقتصاد الدائري، ومضاعفة مستوى كفاءة الطاقة، وتسريع اعتماد الطاقة النظيفة، وتعزيز استدامة سلسلة القيمة، وتكريس الابتكار.

وتعد الكثافة الكربونية للمجموعة أقل بنحو 40 % من المتوسط القياسي، و44 % أقل من المعدل الوسطي المسجل لدى الاتحاد العالمي للصلب. وتدير المجموعة منشآت إنتاج حديثة ومنخفضة الانبعاثات تعتمد على تقنية الاختزال المباشر للحديد.

 

تحسن الإيرادات

كيف ترى نتائج أعمال المجموعة في النصف الأول من العام الجاري؟

كشفت نتائج النصف الأول من 2023 عن مرونة أعمال وحدة الحديد للمجموعة في مواجهة اضطرابات السوق، فضلاً عن التحسن المستمر والملحوظ في إيرادات وأرباح وحدة مواد البناء. ووصلت إيرادات المجموعة للنصف الأول إلى 4.43 مليارات درهم مقارنة بـ4.61 مليارات في الفترة نفسها من 2022.

وفي ضوء الفجوة العالمية بين العرض والطلب والتي أدت إلى ارتفاع أسعار مبيعات منتجات المجموعة مؤقتاً في النصف الأول من 2022، فإن إيرادات المجموعة في النصف الأول من هذا العام تعد ممتازة.

وبلغت الأرباح قبل حسم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين لهذه الفترة 612 مليون درهم وبزيادة 3 % على النصف الأول من 2022، نتيجةً لتعزيز مستويات الكفاءة عبر المجموعة.

 

مشروعات تطويرية

ما أبرز المشروعات التي قمتم بتوريد حديد ومنتجات لها؟

نفخر بإسهامنا في عدد من أضخم المشروعات المتميزة في دولة الإمارات، وأبرزها معرض إكسبو 2020 دبي وبرج خليفة، ونشارك في مجموعة من المشروعات التطويرية الجديدة، ومن ذلك الاتحاد للقطارات ومتحف جوجنهايم أبوظبي ومنشأة بروج التوسعية الرابعة «بروج 4» في مجمع الشركة لإنتاج البولي أوليفينات في الرويس بأبوظبي، كما بدأنا بتوريد منتجات الحديد إلى مشروع «نيوم» في المملكة العربية السعودية. ونجحت المجموعة في تسويق حديد التسليح المبتكر منخفض الكربون وعالي القوة ES600، فتم استخدامه في مشروعين عقاريين في دبي.

وتوسعت المجموعة في 3 أسواق جديدة للحديد، وقامت بتصدير الأنابيب البلاستيكية المدعمة بالزجاج (GRP) إلى 3 مشروعات في فرنسا.

 

فرص عمل

ما جهودكم لرفع نسبة التوطين؟ وكم تقدر نسبة الإماراتيين العاملين في المجموعة؟

قطعنا في حديد الإمارات – أركان شوطاً كبيراً في توطين الوظائف إذ تبلغ نسبة التوطين في المجموعة أكثر من 20 % وتشكل الموظفات 7 % من موظفينا الإماراتيين. ومن إسهاماتنا في تعزيز القيمة الوطنية المضافة، فإن حديد الإمارات أركان توفر أكثر من 600 فرصة عمل لأبناء الإمارات.

أداء تشغيلي

ما حجم الإنتاج السنوي لحديد الإمارات؟ وماذا عن الاندماج بين «حديد الإمارات» و«أركان»؟

بلغ حجم الإنتاج السنوي 3.5 ملايين طن وهي الطاقة الإنتاجية لمصانع الحديد. وكان للاندماج تأثير إيجابي في الأداء التشغيلي للشركتين، إذ درسنا بعناية الطريقة الأكثر جدوى لتمكين الشركة من الاستفادة من نقاط القوة والتآزر المشتركة بين شركة حديد الإمارات وشركة أركان لتحقيق طموحاتنا الاستراتيجية وتطلعات النمو عبر توفير مجموعة متكاملة من منتجات وحدتي تصنيع الحديد ومواد البناء لعملائنا داخل وخارج الدولة.

 

مشروع الـ300 مليار

كيف تسهم المجموعة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة «مشروع الـ300 مليار»؟

تلتزم المجموعة دعم أهداف التنويع والنمو الاقتصادي لدولة الإمارات إذ تسهم بحصة 11 % من حجم النشاط الصناعي في أبوظبي. ويعد مشروع الـ300 مليار خطوة محورية لدعم القطاع الصناعي في الدولة وتعزيز دوره في حفز الاقتصاد الوطني. وتعدّ المجموعة جزءاً لا يتجزأ من مشروع الـ300 مليار وتتوافق أنشطتها كلياً مع أهدافه. 

ونحن ملتزمون تماماً الإسهام في نجاح هذه المبادرة الاستراتيجية عبر الاستثمار في الممارسات الصناعية المستدامة والمسؤولة، واعتماد أحدث التقنيات، والاستثمار في البحث والتطوير، فضلاً عن الاستمرار في تطوير ورعاية المواهب المحلية.

 

ما توقعاتكم لأداء قطاع الصناعة في الدولة في 2023؟

توقعات قطاع الصناعة في الإمارات 2023 إيجابية فمن المتوقع أن ينمو القطاع 5 %، مدفوعاً بزيادة الطلب على السلع والخدمات الصناعية كما من المتوقع أن تستمر الحكومة في دعم القطاع بتوفير الحوافز والدعم المالي.

أما بالنسبة للمجموعة، فنتوقع أن يستمر نمو إنتاجها وأن ترتفع إيراداتها لتواصل دعم نمو قطاع الصناعة في الدولة. وحققت المجموعة صافي أرباح بلغ 280.5 مليون درهم في النصف الأول من العام الجاري، مقابل 279.9 مليون درهم، في الأشهر الستة الأولى من 2022، بينما بلغت الأرباح قبل حسم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين 612 مليون درهم، بزيادة 3 % على النصف الأول من 2022، وبزيادة 6 % على النصف الثاني من العام الماضي نتيجة لتعزيز مستويات الكفاءة عبر المجموعة، وبلغ هامش الأرباح قبل حسم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين 13.8 % مقارنة بـ12.9 % في النصف الأول من 2022.

ووصلت إيرادات المجموعة للنصف الأول إلى 4.43 مليارات درهم مقارنة بـ4.61 مليارات درهم، في الفترة نفسها من 2022، وفي ضوء الفجوة العالمية بين العرض والطلب، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار مبيعات منتجات المجموعة مؤقتاً، في النصف الأول من 2022، فإن إيرادات المجموعة في النصف الأول من هذا العام تعد ممتازة. وبلغ مجمل إيرادات أعمال وحدة الحديد 3.95 مليارات درهم، في النصف الأول من العام الجاري، وبلغت أرباح هذه الوحدة 224.8 مليون درهم.

وبلغت إيرادات وحدة مواد البناء 475.8 مليون درهم، في النصف الأول من 2023، بزيادة 9 % على أساس سنوي، وبلغت أرباح الوحدة 56 مليون درهم بزيادة كبيرة مقارنة بـ20 مليون درهم للفترة نفسها من 2022.

ومنذ 31 ديسمبر الماضي واصل صافي القروض المصرفية تراجعه مسجلاً انخفاضاً بـ 41 % من 1.1 مليار درهم إلى 643.9 مليون درهم، إذ بلغت نسبة صافي الدين إلى الأرباح قبل حسم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين 0.5 % في 30 يونيو الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.