أثبتت دراسة علمية أجراها فريق بحثي من مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة وكلية طب “وايل كورنيل” و”سدرة للطب” عدم صحة الادعاءات التي انتشرت قبيل فترة انعقاد بطولة كأس العالم قطر 2022 بشأن زيادة خطر انتقال فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome Coronavirus (MERS-CoV) خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
أظهرت الدراسة العلمية -وفقا لبيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية وصلت الجزيرة نت نسخة منه- أنه تم إجراء حوالي 17 ألفا و281 فحصا لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على 14 ألفا و703 أفراد من دولة قطر خلال عام 2022. وشمل ذلك إجراء 2457 فحصا على 2305 أفراد خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022، فترة إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
أجري الفحص على الأفراد وفقا لبروتوكولات الفحص الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، ولم تثبت أي حالة إيجابية خلال البطولة، ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية تتعلق بالسفر إلى قطر في أي مكان بالعالم منذ انتهاء البطولة.
شائعات
ونشرت نتائج الدراسة التي استخدمت بيانات خاصة بالمسح والفحص من دولة قطر في مجلة طب السفر، التي تحتل المرتبة الثالثة عالميا بمجال الأمراض المعدية، والثانية في مجال الصحة العامة والبيئية والمهنية، والمرتبة الثامنة في الطب العام والباطني.
وقال البروفيسور عديل بات، استشاري أول الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، إنه خلال الفترة التي سبقت الاستضافة الناجحة لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر2022، انتشرت العديد من الشائعات ومقالات الرأي التي ادعت وأثارت المخاوف بشأن انتقال فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في جميع أنحاء العالم، خلال فترة انعقاد بطولة كأس العالم بدولة قطر، والتي جاءت تزامنا مع مسابقة الهجن التي أقيمت خلال الفترة نفسها.
وأضاف أن دولة قطر استعدت على نطاق واسع لحماية صحة الزوار والمقيمين، وفحصت عينات تنفسية عشوائية مأخوذة من 200 عامل و100 رأس من الإبل، وكانت النتائج سلبية لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وقال “لتحديد ما إذا كان قد تم الكشف عن أي إصابات بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية قبل أو أثناء كأس العالم لكرة القدم، استعرض فريق البحث جميع اختبارات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية البشرية التي أجريت في قطر خلال عام 2022، بما في ذلك فترة انعقاد كأس العالم لكرة القدم”، ولم يتم تسجيل أي حالة.
الجدير بالذكر أن دولة قطر اتخذت تدابير استباقية في الصحة العامة والتطعيم وأعطت الأولوية لضمان سلامة جميع السكان، مما أدى في النهاية إلى استضافة ناجحة لبطولة كأس العالم.
بدوره، أدرك المجتمع الطبي الدولي هذه الاستجابة والتأهب المستمر لجائحة “كوفيد-19″؛ ففي شهر مارس/آذار 2022، فازت مؤسسة حمد الطبية بالجائزة الأولى من اتحاد المستشفيات العربية للاستجابة الشاملة التي أظهرتها خلال جائحة “كوفيد-19”.
آليات المراقبة القوية
من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس قسم الأمراض المعدية في مؤسسة حمد الطبية، إن آليات المراقبة القوية التي وضعتها قطر قبل وأثناء انعقاد بطولة كأس العالم لكرة القدم لعبت دورا مهما في الحد من انتقال الأمراض المعدية.
وشدد على أن التخطيط المستقبلي لدولة قطر والاستجابة الوطنية المنسقة يمثلان نموذجا يُحتذى من لدن أي تجمع جماهيري مستقبلي للكشف المبكر عن تفشي الأمراض المعدية والوقاية منها.
وقال البروفيسور روبيرتو بيرتوليني، المستشار الأول لوزير الصحة العامة، إن نتائج الدراسة تشير إلى أن خطر انتقال فيروس “كوفيد-19” المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المرتبط بالتجمعات الجماهيرية منخفض، وأن الاحتياطات المعيارية لمكافحة العدوى لا تزال تشكل العائق الرئيسي أمام انتقاله.
وأضاف أن قطر طبقت آلية شاملة للمراقبة والفحص، ولم يتم اكتشاف حالة واحدة في قطر من بين 1.4 مليون زائر لكأس العالم، وحذر من نشر التقارير غير المؤكدة المتعلقة بالأمراض المعدية التي يمكن أن تثير إنذارات كاذبة وتسبب انزعاج المسافرين.