أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أمس أن مجموعة بريكس -التي تضم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- قررت رسميًا دعوة كل من: الإمارات والسعودية ومصر وإثيوبيا وإيران والأرجنتين، لتصبح دولاً كاملة العضوية في المجموعة، وجدد قادة بريكس في البيان المشترك التزامهم بالتعددية الشاملة ودعم القانون الدولي، بما في ذلك المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها حجر الزاوية والدور المركزي للأمم المتحدة في نظام دولي تتعاون فيه الدول ذات السيادة من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن. وأوضح رامافوزا أن انضمام هذه الدول سيكون بداية من الأول من يناير المقبل، لتلتحق بذلك بمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بين قادة جنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين وروسيا، أكد رامافوزا الاتفاق على اعتماد بيان جوهانسبورغ في ختام القمة، مشدداً على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة عبر الفيديو، إن الاستمرار في توسيع بريكس من شأنه تفعيل دور التكتل على الصعيد الدولي، موضحاً أن مسألة اعتماد عملة موحدة لا تزال معقدة، وبحاجة لمزيد من النقاشات.

زخم
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن توسيع بريكس يعزز المجموعة، ويعطي زخماً للعمل المشترك. أما رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فأكد أن اهتمام الدول الأخرى بالانضمام لمجموعة بريكس، أظهر مدى أهميتها في مساعي إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد.

وقال في مؤتمر صحافي عُقد في جوهانسبورغ، «سنظل منفتحين لضم مرشحين جدد». يشار إلى أن عدد من الدول تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة، التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي، وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بريكس مجموعة ريادية وسوف تعزز العدالة الدولية اعتماداً على ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا أنه تم قبول عضوية 6 دول من أصل 23 طلبت الانضمام للمجموعة.

وأكدت مجموعة بريكس الاقتصادية في بيانها الختامي التزامها بروح المجموعة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتفاهم والمساواة في السيادة والتضامن والديمقراطية والانفتاح والشمول وتعزيز التعاون والتوافق.

كما أعلنت التزامها أيضاً بتعزيز إطار التعاون متبادل المنفعة بموجب الركائز الثلاث؛ وهي: التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والثقافي والتعاون بين الشعوب وتعزيز شراكتنا الاستراتيجية لصالح شعوبنا من خلال تعزيز السلام ونظام دولي أكثر تمثيلاً وأكثر عدالة ونظام متعدد الأطراف متجدد وتنمية مستدامة ونمو شامل.

تعددية
وجدد قادة بريكس في البيان المشترك التزامهم بالتعددية الشاملة ودعم القانون الدولي، بما في ذلك المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها حجر الزاوية والدور المركزي للأمم المتحدة في نظام دولي تتعاون فيه الدول ذات السيادة من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن ودفع عجلة التنمية المستدامة وضمان تعزيز وحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع وتعزيز التعاون على أساس روح التضامن والاحترام المتبادل والعدالة والمساواة. كما أعربوا عن بالغ قلقها إزاء استخدام التدابير القسرية الانفرادية التي تتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتؤدي إلى تداعيات سلبية لا سيما في العالم النامي.

وأكد القادة التزامهم بتعزيز وتحسين الحوكمة العالمية من خلال تعزيز نظام دولي متعدد الأطراف أكثر مرونة وفعالية وكفاءة وتمثيلا وديمقراطية وخاضعٍ للمساءلة. كما دعت المجموعة خلال القمة إلى زيادة تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية في المنظمات الدولية والمنتديات المتعددة الأطراف التي تلعب فيها هذه الأسواق دوراً هاماً. ودعت كذلك إلى زيادة دور وحصص النساء من بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية على مختلف مستويات المسؤوليات في المنظمات الدولية.
إدانة
كما أعربت عن إدانتها الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أينما وحيثما وأيا كان مرتكبه، مضيفة أن المجموعة تدرك التهديد الناشئ عن الإرهاب والتطرف الذي يفضي إلى الإرهاب والتطرف.
وأكد قادة بريكس مجددا التزامهم بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بما في ذلك حركة الإرهابيين عبر الحدود، وشبكات تمويل الإرهاب والملاذات الآمنة.

وجددت المجموعة التزامها الثابت بمواصلة المساهمة في الجهود العالمية الرامية إلى منع ومكافحة خطر الإرهاب على أساس احترام القانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، مع التشديد على أن الدول تتحمل المسؤولية الأساسية في مكافحة الإرهاب مع استمرار الأمم المتحدة في الاضطلاع بدور مركزي وتنسيقي في هذا المجال.

وشددت على الحاجة إلى اتباع نهج شامل ومتوازن من جانب المجتمع الدولي برمته لكبح الأنشطة الإرهابية بشكل فعال، والتي تشكل تهديداً خطيراً، بما في ذلك بيئة الوباء الحالية. كما أعربت عن رفضها للمعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب والتطرف المفضي إلى الإرهاب.

ودعت مجموعة بريكس الاقتصادية إلى الإسراع في وضع الصيغة النهائية للاتفاقية الشاملة بشأن الإرهاب الدولي واعتمادها في إطار الأمم المتحدة، وإلى إطلاق مفاوضات متعددة الأطراف بشأن اتفاقية دولية لقمع أعمال الإرهاب الكيميائي والبيولوجي، في مؤتمر نزع السلاح. ورحبت المجموعة بأنشطة الفريق العامل المعني بمكافحة الإرهاب التابع لمجموعة بريكس ومجموعاته الفرعية الخمسة استنادا إلى استراتيجية بريكس لمكافحة الإرهاب وخطة عمل بريكس لمكافحة الإرهاب، معربة عن تطلعها إلى مواصلة تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

أهمية
وأكدت مجموعة بريكس الاقتصادية أهمية استمرار مجموعة العشرين في لعب دور المنتدى المتعدد الأطراف الرئيسي في مجال التعاون الاقتصادي والمالي الدولي الذي يضم الأسواق المتقدمة والناشئة والدول النامية حيث تسعى الاقتصادات الكبرى بشكل مشترك إلى إيجاد حلول للتحديات العالمية.

كما أعربت عن تطلعها إلى الاستضافة الناجحة للقمة الثامنة عشرة لمجموعة العشرين في نيودلهي تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين، مشيرة إلى الفرص المتاحة لبناء زخم مستدام من أجل التغيير من خلال رئاسة الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لمجموعة العشرين من عام 2023 إلى عام 2025. وأعربت عن دعمها للاستمرارية والتعاون في رئاستهم لمجموعة العشرين، متمنية لهم كل النجاح في مساعيهم. وكررت مجموعة بريكس في بيانها الختامي دعمها لأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ولجهود أفريقيا نحو التكامل، بما في ذلك من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

وأكدت أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مهيأة لخلق بيئة تتمتع بإمكانية التنبؤ بها للاستثمارات، لا سيما في تطوير البنية التحتية وتوفير فرصة لإيجاد أوجه تآزر مع الشركاء في التعاون والتجارة والتنمية في القارة الأفريقية. وبحسب البيان المشترك، أكدت المجموعة الاقتصادية أهمية تعزيز الشراكة بين بريكس وأفريقيا لفسح المجال أمام فرص متبادلة المنفعة لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.

ورحب بيان بريكس بالتقدم المحرز نحو بروتوكول منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بشأن النساء والشباب في التجارة، معترفا بقدرة هذا البروتوكول على أن يكون حافزًا للإدماج الاقتصادي والمالي للنساء والشباب في اقتصاد أفريقيا. وشدد قادة المجموعة على أهمية قضايا من بينها التصنيع وتطوير البنية التحتية والأمن الغذائي وتحديث الزراعة من أجل تحقيق النمو المستدام والرعاية الصحية ومعالجة أزمة تغير المناخ من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا.

وأشارت المجموعة الاقتصادية إلى أنها تدرك الحاجة الملحة إلى انتعاش قطاع السياحة وأهمية زيادة التدفقات السياحية المتبادلة، متعهدة بالعمل على تعزيز تحالف بريكس للسياحة الخضراء لتعزيز التدابير التي يمكن أن تشكل قطاع سياحي أكثر مرونة واستدامة وشمولاً. وأضاف البيان: «إدراكاً لأن دول بريكس تنتج ثلث الغذاء في العالم، فإننا ندعو إلى ضرورة إحراز تقدم في مجال الزراعة وإنشاء نظام تجاري زراعي منصف وموجه نحو السوق العالمي، والقضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.