دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى وقف فوري للقتال في السودان، والسماح بالمرور الآمن للمدنيين خارج مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. تزامن ذلك مع مقتل عدد من المدنيين في قصف لقوات الدعم السريع للعاصمة الخرطوم.

كما أدان البيان الأميركي العنف الجنسي المرتبط بالنزاع هناك، وقالت الخارجية الأميركية إن مصادر موثوقة ربطته “بقوات الدعم والمليشيات المتحالفة معها”.

وقالت الخارجية الأميركية في بيانها إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في نيالا، وما حولها جنوب دارفور حيث يحاصر عشرات آلاف المدنيين.

وأشارت إلى وجوب محاسبة مرتكبي الفظائع في السودان، موضحة أن الولايات المتحدة لديها الأدوات القانونية والسياسية “لردع مثل هذا العنف”.

وكان السفير الأميركي بالسودان جون غودفري قد ذكر في وقت سابق أن جهود بلاده والشركاء لاستعادة ديمقراطية السودان قد انقلبت رأسا على عقب بسبب الحرب.

وأضاف في تغريدة على منصة “إكس” أن الأطراف المتحاربة أثبتت أنها غير صالحة للحكم وأن عليها نقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية، مشيرا إلى أن المستقبل الذي يبنيه الشعب السوداني لا يمكن أن يتحقق إلا مع استعادة الأمن للمدنيين.

دروع بشرية

وفي نيالا، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن عددًا من موظفيها وعشرات آلاف المدنيين عالقون داخل المدينة، مشيرة إلى أن المدنيين يُستخدمون دروعًا بشرية ويعيشون في ظروف قاسية.

وأضافت “أطباء بلا حدود” أن المستشفى الوحيد في نيالا يخضع لسيطرة المسلحين، والرعاية الصحية للمدنيين منعدمة.

وطالبت هذه المنظمة أطراف النزاع بتوفير ممر آمن، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني.

قتلى في الخرطوم

أعلن الجيش السوداني -مساء أمس الجمعة- مقتل 7 مدنيين وجرح آخرين في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع على ولاية أم درمان غربي الخرطوم.

وقال بيان للجيش إن قوات الدعم السريع قصفت منطقة أمبده في أم درمان، كما قصفت منطقة الحماداب جنوبي الخرطوم، بنفس الأسلوب وإنه جار حصر الإصابات وسط السكان.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باشتداد المعارك بين الجيش والدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم أمس.

وقال المراسل إن الجيش شنّ بطائرات حربية وأخرى مسيّرة غارات على أهداف تابعة لـ “الدعم السريع” بالخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، مضيفًا أن قوات الدعم السريع ردّت بضرب مواقع الجيش وسط أم درمان.

في الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله للجزيرة إن من وصفهم بـ “مليشيا الدعم السريع” شنّوا هجومًا جديدًا على محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، وأشار إلى أن دفاعات الجيش تمكنت من التصدي للهجوم، والسيطرة على سيارة عسكرية وعدد من الأسلحة.

تحذير أممي

من جانبه، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من دمار السودان بسبب استمرار القتال.

وفي بيان، أكد المسؤول الأممي أن الاشتباكات تسببت بتفاقم الأوضاع الإنسانية، وجلبت المجاعة والأمراض والنزوح، مهددة جميع السودان بالدمار.

وأشار غريفيث إلى معاناة مئات الآلاف من الأطفال جراء سوء التغذية والمخاطر المحدقة بحياتهم، ما لم يتم إيصال الدواء لهم.

ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال الذي خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.