مقاومة أوكرانيا لغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضت على فكرة روسيا التي لا تقهر، وغدا الجميع يدركون أنها ليست تلك الإمبراطورية التي لا تهزم، كما كانت تروج لنفسها داخليا وخارجيا.
بهذه التوطئة، بدأت الصحفية الأوكرانية سفيتلانا مورينتيس مقالها الذي نشرته صحيفة تلغراف (Telegraph) البريطانية محذرة بأنه كما تصر روسيا على الادعاء بأن أوكرانيا ملكها، ثمة دول أخرى تتطلع للاستحواذ على أجزاء من الأراضي الروسية، وتتحين الفرصة التي ينفضح فيها مدى ضعف الجيش الروسي، كما أن هناك أمما أخرى داخل روسيا نفسها تنتظر فرصتها للانفصال.
وأوضحت الصحفية بأن الكرملين ينبغي أن يحذر من الترويج لعالم يكون فيه الاستيلاء على الأراضي بالقوة مقبولا، لأنه بذلك يدعو الآخرين للانضمام والمطالبة بأجزاء من روسيا لأنفسهم.
ولفتت إلى أن اليابان كانت أول دولة تخرج عن صمتها بعد الغزو الشامل لأوكرانيا العام الماضي، إذ قالت طوكيو عن جزر الكوريل إنه “من غير المقبول تماما أن الأراضي الشمالية لم تُسترد بعد منذ احتلالها غير القانوني من قبل الاتحاد السوفياتي قبل 77 سنة”.
ثم بدأت الصين في رسم خرائط تشير إلى أن جزءا من سيبيريا، ومنطقة الشرق الأقصى الروسية، صينية الأصل، ضمت روسيا مساحات كبيرة منها القرن 19.
وأضافت الكاتبة أن روايات في بولندا تشير إلى أن روسيا احتلت منطقة كلينينغراد عام 1945، وأن وارسو لها الحق في المطالبة بها. ويمكن لتركيا وأذربيجان وكازاخستان وحتى أوكرانيا أن تكون لها مصالح في التنافس على الأراضي الروسية.
وعلقت بأن تسلل المقاتلين الروس إلى منطقة بيلغورود تحت العلم الأوكراني كان بمثابة تذكير لبوتين بأنه يمكن للآخرين أيضا استعادة “أراضيهم الأصلية” حيث تهدف أوكرانيا إلى استعادة حدودها عام 1991 وإنهاء الحرب.
وخلص المقال بأن بوتين لن يتنازل عن شبر واحد من الأرض مجانا. ومع ذلك، سيكون من الحكمة أن تحمي موسكو ظهرها. فقد ينتهي الأمر بأن تجني ما زرعته، مذكرا بأن الأراضي الروسية تبدو مغرية جدا لجيرانها ومواطنيها المضطهدين، على حد قول الكاتبة.