لندن- أعلن ممثلون عن الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين البريطانية عن تضامنهم مع العاملين في مكتب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بالقاهرة، والذين أعلنوا الإضراب منذ 10 أيام للمطالبة برفع أجورهم ووقف ما وصفوه بالسياسة التمييزية ضدهم.

وجاء موقف الاتحاد الدولي والنقابة البريطانية خلال وقفة تضامنية مع مكتب القاهرة نُظمت صباح اليوم الأربعاء أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بالعاصمة لندن، والتي ترفض بدورها التفاوض مع موظفيها في مصر حول رفع أجورهم.

وقد سلّم عضو المكتب التنفيذي وممثل نقابة الصحفيين البريطانية جيم بوملحه رسالة لرئيس هيئة الإذاعة البريطانية تيم دافيس، بهذا الخصوص، ولكن الأخير رفض التعليق عن الأمر.

وفي حديث للجزيرة نت، قال تيم داوسون نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين “آي إف جيه” (IFJ) إن وقفة التضامن هي أقصى درجات الدعم الذي يمكن أن تقدمه نقابة الصحفيين البريطانية والاتحاد الدولي في إطار ما يسمح به القانون البريطاني.

وأوضح داوسون أن إضراب مكتب القاهرة يأتي رغم سياسات “بي بي سي” التي تحظر احتجاج موظفيها أو الحشد لذلك، وتسمح بالإضراب للمتضررين فقط دون أن يمتد لغيرهم.

“سياسة الأسواق المتقلبة”

وفي حديث للجزيرة نت مع المكتب الإعلامي لـ “بي بي سي” رفض المتحدث الرسمي باسمها أية اتهامات بالتمييز، وقال إن الهيئة لديها سياسة عامة للتعامل مع كافة الموظفين الدوليين على حد سواء.

وأشار المتحدث الرسمي إلى حصول الموظفين على زيادة تتجاوز 27% من الرواتب الفترة ما بين مارس/آذار ويوليو/تموز “تفهّما من بي بي سي للتحديات الاقتصادية الاستثنائية التي يواجهونها”.

وقال إن لدى “بي بي سي” ما يُسمى “سياسة الأسواق المتقلبة” وهي عملية تضمن مراقبة التضخم في جميع البلاد التي تعمل بها، ويتم حساب الرواتب وفقا لهذه السياسة وتطبيقها بشكل عادل في كافة الأسواق.

وأكد المتحدث الرسمي أن “سياسة بي بي سي هي عدم دفع أي مقابل مادي للمضربين عن العمل مقابل أيام الإضراب” الأمر الذي رفضه بشدة العاملون بمكتب القاهرة، ودفعهم لتقديم شكوى رسمية لمكتب العمل المصري اعتراضا على هذا القرار، وبدعم من نقابة الصحفيين المصرية.

اتفاقيات تقيّد دعم مكتب القاهرة

من ناحيته، أوضح ممثل نقابة الصحفيين البريطانية أن “بي بي سي” لديها اتفاقية مع نقابة الصحفيين البريطانية تنص على عدم التفاوض مع النقابة فيما يخص أيا من الصحفيين المتعاقدين مع الخدمة الدولية للهيئة بمكاتبها المختلفة خارج بريطانيا.

وأضاف بوملحه “لكن، نحن هنا اليوم حتى نصل إلى أكبر عدد ممكن من الصحفيين في (بي بي سي) أثناء تبديل الوردية الصباحية والمسائية، ولنلفت نظرهم إلى معاناة زملائهم بالقاهرة”.

وقال إنه يمكن للصحفيين بمكتب القاهرة الانضمام إلى نقابة الصحفيين البريطانية بما أنهم يعملون لدى مؤسسة بريطانية، لكن هذا لن يغير من درجات التضامن معهم حيث تحدّ الاتفاقيات مع “بي بي سي” من دور النقابة في التفاوض باسم الصحفيين غير المقيمين بالمملكة المتحدة، حسب قوله.

ومن جانبه، قال نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين “للأسف لا يمكننا التصعيد أكثر من ذلك في لندن، ولا يمكن أن يتحول لاعتصام أو حشد للإضراب بسبب هذا القانون. قمنا بتنظيم الوقفة الاحتجاجية وتسليم ألف منشور للعاملين بهيئة الإذاعة البريطانية لحثهم على التضامن مع زملائهم بمكتب القاهرة”.

وأردف داوسون “كان هناك إضراب مماثل لمكتب الهيئة في تركيا، واستطاعت نقابة الصحفيين هناك تحقيق مطالب العاملين ووقف الإضراب، ولا أستطيع تحديد سبب عدم معاملة مكتب القاهرة بالمثل، وهو أمر مؤسف وسنستمر في دعم المضربين هناك بكل ما نستطيع”.

وفي سياق متصل، من المتوقع أن يبدأ الصحفيون العاملون بمكتب “بي بي سي” القاهرة إضرابا جديدا في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل يستمر 10 أيام أخرى، آملين أن تستجيب إدارة الهيئة البريطانية لمطالبهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.