بدأت السلطات المصرية في إزالة عدد كبير من المقابر التي يعود بعضها لأكثر من ألف عام بالمنطقة التي تُعرف باسم “مدينة الأموات” في قلب القاهرة القديمة.

وبينما تسعى السلطات إلى إنشاء طريق جديد سيخفف من الأعباء المرورية بالعاصمة التي تحتضن حوالي 20 مليون شخص، يشكو مؤرخون من أن المشروع الجديد يطمس جزءاً هاماً من تاريخ وهوية العاصمة.

اعلان

ويأتي المشروع كجزء من رؤية نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي أنشأت حكومته طرقاً سريعة وجسوراً ضخمة بمعدلات هائلة، وهدمت العديد من الأحياء القديمة التي تعتبرها أحياء فقيرة، وقامت ببناء مشاريع سكنية. 

كذلك شجعت الحكومة نمو مجمعات الضواحي المسورة خارج المدينة أثناء بناء عاصمة إدارية جديدة عملاقة في الصحراء.

ويقول المؤرخ المصري حسين عمر، الذي يعكف على كتابة مؤلف يعرض 500 عام من تاريخ القاهرة، لوكالة أسوشيتد برس، إن مدينة الأموات دائماً ما مثلت موقعاً مقدساً في قلب العاصمة.

ويضيف: “لقد اعتقدنا دائماً أنه مهما حدث في بقية أنحاء القاهرة، فإن مدينة الموتى ستكون آمنة”.

ويواجه المشروع معارضة كبيرة داخل الأوساط المصرية، حيث وقع العشرات من الأحزاب والناشطين والشخصيات العامة والمنظمات غير الحكومية عريضة في آب/ أغسطس تدين هدم المقابر. 

كذلك استقال خمسة أعضاء من لجنة الخبراء التي شكلتها الحكومة لدراسة المشروع احتجاجًا، قائلين إن السلطات تجاهلت توصياتها بوقف عمليات الهدم وإيجاد بدائل للطرق.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول محلي بمنطقة شرق القاهرة التي تقع فيها مدينة الأموات قوله إن السلطات أوقفت أعمال الهدم بها الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لم يتم تقديم أي تفسير لإيقاف العمل بالمشروع، ولكنه يعتقد أن الحكومة إما تريد دراسة البدائل أو تريد تهدئة الانتقادات قبل اجتماع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، الذي بدأ يوم الأحد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. 

وتتعرض المنظمة الأممية لانتقادات بسبب التزامها الصمت حيال المشروع على الرغم من إدراج موقع المقابر ضمن قائمة مناطق التراث العالمي.

وفي بيان أرسلته رداً على أسوشييتد برس، قالت اليونسكو إنها أعربت عن مخاوفها للحكومة المصرية وطلبت المزيد من المعلومات حول العمل بالمشروع.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.