منذ أن لقي قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين حتفه بحادث تحطم طائرة في أغسطس الفائت، تعمل السلطات الروسية على تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية.
ويسعى الكرملين “إلى السيطرة بشكل كامل على أذرع فاغنر وشبكتها التجارية في القارة السمراء، ويعمل في الوقت عينه على تعزيز هيمنته (من خلال فاغنر) بدولة مثل أفريقيا الوسطى”، أولى الدول التي امتلكت موسكو نفوذاً كبيراً فيها.
ففي عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي، يبدو النفوذ الروسي “في كل مكان” بدءاً من المحلات التي تقدم مشروبات تصنعها شركات تابعة لفاغنر، مروراً بمقاتلات روسية تبرعت بها موسكو للدولة الأفريقية تحلق بشكل متكرر في الأجواء.
“كل شيء سيظل كما كان”
وفي السياق، أكد أحد مستشاري الرئاسة في أفريقيا الوسطى، فيديليه غواندجيكا، أن “التمرد الفاشل لفاغنر في روسيا ومقتل قائد المجموعة، لم يتبعه أي تغيير في العلاقة بين بانغي وموسكو”، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن”.
أما عن بريغوجين، فقال وهو يرتدي قميصاً أسود كُتب عليه “أنا فاغنر” باللغة الفرنسية: “لقد كان صديقي”.
إلى ذلك، أوضح أن بلاده تلقت مؤخراً تأكيدات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “كل شيء سيظل كما كان في السابق. وسيكون الغد وبعد الغد أفضل”.
بيع الذهب والماس
من جهتها، كشفت المسؤولة البارزة في منظمة “The Sentry” الأميركية غير الربحية، التي ترصد أنشطة فاغنر، ناتاليا دوخان، أن “(البيت الروسي) في بانغي، هو بمثابة محور جميع أنشطة فاغنر في أفريقيا الوسطى”.
وبحسب المنظمة الأميركية، فإن “البيت الروسي يعتبر مركزاً لعمليات مرتبطة بأنشطة فاغنر التجارية، مثل بيع الذهب والماس، وأنشطة ترفيهية للشخصيات المهمة”.
يتجولون بالشوارع ملثمين
كما ينظم المكان فعاليات، تسعى لنشر الثقافة الروسية، والترويج للتصورات المؤيدة لموسكو فيما يتعلق بالعلاقات الدولية.
أما مقاتلو فاغنر فيمكن رؤيتهم في كل مكان، “يتجولون بشوارع بانغي ويتسوقون من محال البقالة مرتدين أقنعة للوجه، التزاماً بتعليمات المجموعة”.
منذ 2018
يشار إلى أن فاغنر تعمل في أفريقيا الوسطى منذ عام 2018، لحماية الرئيس وتدريب قوات الجيش، وحصلت بعد ذلك على سلسلة امتيازات مهمة في مجال التعدين، للتنقيب عن الذهب والماس.
وكانت موسكو قد أعلنت نهاية العام الماضي، أن مدير “البيت الروسي” في بانغي، دميتري سيتوي، تعرض لمحاولة اغتيال، وطالبت السلطات بإجراء تحقيق عاجل حول الأمر.
يذكر أن بريغوجين لقي مصرعه بحادث تحطم طائرة شمال موسكو في أغسطس الفائت، فيما يعتقد مسؤولو المخابرات الأميركية أنه “عملية اغتيال”، وهو أمر نفت موسكو علاقتها به.