شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوب سوريا مظاهرة حاشدة جديدة الجمعة، في إطار الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهر للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. يأتي ذلك بينما قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا إن البلاد لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين السوريين ودعت النظام السوري إلى الاستجابة لتطلعات وحقوق السوريين المشروعة.

وبثت وسائل إعلام محلية وناشطون صورا وفيديوهات لساحة الكرامة في السويداء وقد امتلأت بحشود المحتجين المطالبين بالتغيير السياسي والحرية والعدالة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الأسد ورفعوا شعارات تطالب بذلك وبتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 الخاص بسوريا.

ومنذ صباح الجمعة توافدت الجموع من مختلف أنحاء محافظة السويداء وريفها للمشاركة في مظاهرات الجمعة، وشهدت الليلة التي سبقتها مظاهرات ليلية وإضاءة للشموع على أروح من قتلهم النظام السوري منذ انطلاق مظاهرات تطالب برحيل الأسد في مارس/آذار 2011 والتي قمعها النظام بدموية، مما أدى إلى نزاع مسلح منذ ذلك الوقت.

وفي مدخل بلدة قنوات في ريف السويداء بث ناشطون ووسائل إعلام محلية فيديوهات وصورا لإزالة محتجين مساء الخميس صورة كبيرة عمرها عشرات السنين للرئيس الراحل حافظ الأسد (والد بشار الأسد) من مدخل البلدة قنوات.

وقد علق محتجون صورة لطائر حمام يرمز إلى السلام مكان صورة الأسد الأب، وصورة ثانية لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.

يشار إلى أن الاحتجاجات الأخيرة بدأت عقب قرار النظام السوري في منتصف أغسطس/آب الماضي رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاما من نزاع مدمر.

وقد انطلقت الاحتجاجات في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين، لكن زخمها تواصل في السويداء ذات الغالبية الدرزية، التي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية.

عودة غير آمنة

في غضون ذلك قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، الجمعة، إن ما وصفته بالجمود الحالي في سوريا لا يطاق حيث لا تزال البلاد غير آمنة لعودة اللاجئين داعية الأطراف إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية. جاء ذلك في تقرير قدمه رئيس اللجنة باولو بينيرو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ورفضته دمشق ووصفته بأنه نهج متحيز ومضيعة للوقت.

وأضاف بينيرو “لا يوجد فائزون نهائيون، ولا تزال البلاد غير آمنة لعودة اللاجئين”. وتابع ” قبل أن تغرق سوريا بشكل أعمق في تصاعد العنف والتدهور الاقتصادي، ندعو الجهات الفاعلة الرئيسية إلى وقف الهجمات على المدنيين والاستجابة لاحتياجاتهم الماسة”.

كما حث بينيرو النظام السوري على الاهتمام والاستجابة بشكل إيجابي لتطلعات وحقوق السوريين المشروعة.

وأشار إلى أن الشباب السوري يفرون بأعداد كبيرة تاركين وراءهم “دولة مجزأة واقتصادا مشلولا ومنازل مدمرة لأنهم لم يعودوا يعتقدون أن لديهم مستقبلا في وطنهم”.

المصدر : الجزيرة + الأناضول + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.