تسريع وتيرة الابتكار: إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
يشهد العالم ثورة حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتدرك منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أهمية مواكبة هذا التطور وتسخير إمكاناته لخدمة الدول الأعضاء. في خطوة رائدة، أطلقت الإيسيسكو بالتعاون مع مؤسسة حيدر علييف ووزارة العلم والتربية في أذربيجان، مؤشرًا متخصصًا لقياس تطور الذكاء الاصطناعي في الدول الإسلامية، وذلك خلال مؤتمر دولي عُقد في باكو. يهدف هذا المؤشر إلى توجيه السياسات، وتشجيع الإبداع، وقياس مدى استعداد الدول لمواجهة تحديات وفرص هذا المجال الحيوي.
أهمية مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي
يمثل إطلاق هذا المؤشر نقطة تحول في كيفية تعامل الدول الإسلامية مع الذكاء الاصطناعي. فبدلًا من التفاعل بشكل منفصل، يوفر المؤشر إطارًا موحدًا لتقييم التقدم، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتبادل الخبرات. هذا التقييم الشامل سيساعد في:
- تطوير استراتيجيات وطنية: من خلال فهم دقيق لموقعها الحالي، يمكن لكل دولة عضو في الإيسيسكو صياغة استراتيجية وطنية فعالة للذكاء الاصطناعي، تركز على المجالات التي تحتاج إلى تطوير.
- جذب الاستثمارات: وجود مؤشر موثوق به يعكس مدى استعداد الدولة للذكاء الاصطناعي يمكن أن يشجع المستثمرين على ضخ أموالهم في هذا القطاع.
- تعزيز التعاون الدولي: المؤشر يسهل التعاون بين الدول الإسلامية في مجال البحث والتطوير، وتبادل الكفاءات، وتنفيذ المشاريع المشتركة.
- قياس الأثر: يسمح المؤشر بتتبع التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت، وتقييم الأثر الفعلي للسياسات والبرامج المتبعة.
ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي: الإطار الأخلاقي والإستراتيجي
لا يقتصر دور مؤشر الإيسيسكو على الجوانب التقنية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي، بل يمتد ليشمل الجوانب الأخلاقية والإنسانية. فالمؤشر يأتي ضمن جهود تنفيذ “ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي”، الذي يعتبر المرجع الأساسي للدول الأعضاء في هذا المجال. يهدف الميثاق إلى ضمان تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، تحترم القيم الإسلامية وتحافظ على حقوق الإنسان.
ثلاثة مبادئ أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، على ثلاثة مبادئ أساسية يجب أن يقوم عليها تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول الإسلامية:
- تهيئة العملية التعليمية: إدراج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين على استخدام هذه التقنيات في التعليم.
- تمكين المرأة: تشجيع مشاركة النساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وتوفير الفرص اللازمة لهن للابتكار والإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي.
- توفير بيئة الابتكار: خلق بيئة داعمة للابتكار والإبداع، من خلال توفير التمويل، والبنية التحتية، والحوافز اللازمة للشركات الناشئة والباحثين.
رؤى من مؤسسة حيدر علييف وأهمية التوعية
من جانبها، سلطت ليلى علييفا، نائبة رئيسة مؤسسة حيدر علييف، الضوء على أهمية تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات بشكل دقيق. وشددت على ضرورة توجيه الشباب نحو استثمار الفرص التي يتيحها هذا المجال، مع توعيتهم بالمخاطر المحتملة. إن الاستثمار في الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة هو مفتاح الاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي وتحقيق التنمية المستدامة.
إعلان باكو: تأكيد على إمكانات الذكاء الاصطناعي
اختتم المؤتمر الدولي باعتماد “إعلان باكو بشأن مؤشر الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي”. وأشاد الإعلان بالمؤشر، مؤكدًا على إمكاناته الكبيرة في تحسين مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، والرعاية الصحية، والحفاظ على التراث الثقافي، والتنمية الاقتصادية، والإدارة البيئية. يعكس هذا الإعلان التزام الدول الإسلامية بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم والازدهار لشعوبها.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
يمثل إطلاق مؤشر الإيسيسكو خطوة مهمة نحو بناء مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي. من خلال توفير إطار عمل موحد، وتشجيع التعاون، والتركيز على الجوانب الأخلاقية، يمكن للدول الإسلامية أن تلعب دورًا رائدًا في هذا المجال الحيوي. إن الاستثمار في البحث والتطوير، وتمكين الشباب، وتهيئة البيئة المناسبة للابتكار، هي عوامل أساسية لتحقيق هذا الهدف. بالتأكيد، ستستمر الإيسيسكو في جهودها الرامية إلى دعم وتطوير الذكاء الاصطناعي في الدول الأعضاء، بما يتماشى مع رؤية ميثاق الرياض وأهداف التنمية المستدامة.
شارك هذا المقال مع المهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في العالم الإسلامي!















