عاد الفنان السوري سامر المصري إلى العاصمة دمشق صباح اليوم الأحد بعد غياب دام قرابة 14 عاما، في زيارة هي الأولى منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
المصري نشر مقاطع فيديو عبر خاصية “القصص المصورة” على حسابه في إنستغرام توثق لحظات عودته المؤثرة إلى بلاده.
وظهر المصري في الفيديو وهو يعانق والدته التي استقبلته في المطار على كرسي متحرك، قائلا “الحمد لله أني قابلتك يا أمي”.
وتجمّع العشرات لاستقبال النجم المعروف بشخصية “العكيد أبو شهاب” في المسلسل الشهير “باب الحارة” في المطار، إذ حملوا الأعلام والزهور ورددوا الأهازيج الشعبية، في مشهد أعاد إلى الأذهان العراضات الشامية التي يجسدها المصري في أعماله الدرامية.
وتأتي زيارة المصري إلى سوريا في أعقاب التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد مع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
العودة الاحتفالية للفنان البالغ من العمر 55 عاما تأتي ضمن موجة من الفنانين السوريين الذين اضطروا للاغتراب بسبب مواقفهم السياسية المعارضة، ومن بين هؤلاء الفنانين مكسيم خليل وجمال سليمان ويارا صبري.
وحرص المصري على تقديم رسالة فنية وإنسانية بمناسبة عودته، إذ نشر عبر حسابه على فيسبوك فيديو كليب بعنوان “لو لو لو” يجمعه مع المطرب السوري عبد الكريم حمدان.
وعلق على الكليب قائلا “هدية متواضعة مني ومن عبد الكريم حمدان إلى كل سوري حر اضطرته الحرب للاغتراب، على أمل اللقاء القريب بالأهل والأحباب، عاشت سوريا العظيمة حرة”.
هذه الأغنية تأتي بعد أغنيته السابقة “يا بلدنا” التي أطلقها في ديسمبر/كانون الأول الماضي احتفالا بسقوط نظام الأسد، وشارك المصري حينها فيديو قال فيه “مبروك لكل شاب تغرّب وكل طفل ابتعد عن وطنه، اليوم هو فرح لكل السوريين”.
وكان المصري اضطر لمغادرة سوريا عام 2012، إذ أوضح في تصريحات صحفية سابقة أنه تعرض لتهديدات مباشرة من النظام شملت تهديدا بسجنه ومحاولات لخطف ابنه، بسبب رفضه المشاركة في مسيرات مؤيدة للنظام عقب اندلاع الثورة السورية.
المصري كشف أيضا عن معاناته في تلك الفترة، إذ رفض النظام تجديد جواز سفره، مما أدى إلى مشكلات كبيرة لأسرته، بما في ذلك حرمان أطفاله من دخول المدارس.
ورغم ابتعاده عن سوريا فإن سامر المصري أحد أبرز الأسماء الفنية في الدراما السورية، لكنه قال إنه تعرض لتهميش متعمد في الإنتاجات المحلية بسبب مواقفه السياسية.
يذكر أن الفنان السوري التقى بالرئيس المخلوع بعد اندلاع الثورة قبيل مغادرته سوريا، في لقاء أكد أنه كان مليئا بالتوتر، حسب وصفه.