انطلق اليوم الأربعاء، الموافق 20 نوفمبر 2025، معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 48، ليُشكل بذلك ملتقى هامًا للثقافة والفكر في المنطقة. يستضيف المعرض، الذي يحمل شعار “عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب”، نخبة من دور النشر العربية والأجنبية، ويأتي تزامنًا مع احتفاء الكويت بلقب عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025. هذا الحدث الثقافي الكبير يمثل فرصة استثنائية للقراء والمثقفين لاستكشاف أحدث الإصدارات والتفاعل مع الأدباء والمفكرين.
افتتاحية مبهرة لدورة استثنائية
شهدت الساعات الأولى من معرض الكويت الدولي للكتاب إقبالًا لافتًا من الزوار، وخاصةً طلاب المدارس الذين حرصوا على زيارة الأجنحة المختلفة كتقليد سنوي. وقد عبر وزير الإعلام والثقافة الكويتي، عبد الرحمن المطيري، عن فخره بالمعرض، واصفًا إياه بأنه “أكبر تظاهرة ثقافية في الكويت، وأحد أفضل الفعاليات العالمية لمعارض الكتاب الدولية”. زيادة عدد المشاركين، التي وصلت إلى 611 دار نشر من 33 دولة، تؤكد على المكانة المرموقة التي يحظى بها المعرض على الساحة الثقافية.
أهمية المعرض ودوره في دعم الثقافة
أشار الوزير المطيري إلى أن هذا الإقبال يعكس اهتمامًا متزايدًا بالثقافة والقراءة، ويضع على عاتق الكويت مسؤولية كبيرة في دعم الفكر والإبداع. معارض الكتب بشكل عام، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي الثقافي وتشجيع القراءة، وهي ضرورية لبناء مجتمع مثقف ومتقدم. كما أنها توفر منصة هامة للناشرين والمؤلفين لعرض أعمالهم والتواصل مع جمهورهم.
سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض
يُكرم معرض الكويت الدولي للكتاب هذا العام سلطنة عُمان بوصفها ضيف الشرف، تقديرًا لمساهماتها المتميزة في مسيرة الثقافة العربية. يضم جناح السلطنة مؤسسات حكومية، وجمعيات المجتمع المدني، ومكتبات، مما يعكس التنوع الثقافي والإبداعي في عُمان.
تكريم محمد بن الزبير والشخصية الثقافية
بالإضافة إلى تكريم السلطنة ككل، يحتفي المعرض برئيس جامعة السلطان قابوس الأسبق، محمد بن الزبير، مؤسس “بيت الزبير”، باعتباره “الشخصية الثقافية” لهذا العام. هذا التكريم هو اعتراف بمسيرة الشيخ محمد بن الزبير الحافلة بالعطاء الثقافي، ودوره الرائد في تأسيس مؤسسة “بيت الزبير” التي أصبحت منارة ثقافية في سلطنة عُمان. منى حبراس، مديرة مؤسسة بيت الزبير، أكدت أن هذا الاختيار يمثل تكريمًا للمسيرة الثقافية العمانية بأكملها.
برنامج مهني للناشرين العرب وفعاليات ثقافية متنوعة
يستضيف معرض الكويت الدولي للكتاب البرنامج المهني للناشرين العرب بمشاركة 84 دار نشر، بهدف دعم وتطوير صناعة النشر في المنطقة. هذا البرنامج يوفر فرصًا للناشرين لتبادل الخبرات، وعقد الصفقات، والتعرف على أحدث التقنيات في مجال النشر.
جدول حافل بالندوات وورش العمل
يشمل برنامج المعرض، الذي يستمر حتى 29 نوفمبر، 120 فعالية ثقافية متنوعة، بما في ذلك ورش عمل، وندوات، وأمسيات شعرية، وحلقات نقاشية. من بين هذه الفعاليات، حلقة نقاشية حول “آفاق الترجمة الأدبية.. سعاد الصباح نموذجًا”، وجلسة حوارية حول “صناعة النشر.. بين شغف الكلمة وتحديات السوق”، بالإضافة إلى محاضرات تتناول تطور الفكر العربي من منظور غربي. هذه الفعاليات تهدف إلى إثراء الحوار الثقافي، وتشجيع الإبداع، وتلبية احتياجات القراء والمثقفين. الفعاليات الثقافية في المعرض ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل هي منصات لتبادل الأفكار والمعرفة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.
مستقبل النشر والتحديات التي تواجهه
يشير تنظيم معرض الكويت الدولي للكتاب والبرامج المصاحبة له إلى اهتمام متزايد بمستقبل النشر في ظل التطورات التكنولوجية. الناشرون يواجهون تحديات كبيرة، مثل المنافسة من الكتب الإلكترونية، وتغير عادات القراءة، وصعوبة الوصول إلى الأسواق الجديدة. ولكن، في الوقت نفسه، هناك فرص واعدة للنمو والتطور، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق، وتطوير نماذج أعمال جديدة، والتركيز على الجودة والإبداع. صناعة النشر تحتاج إلى دعم مستمر من الحكومات والمؤسسات الثقافية، لكي تتمكن من مواجهة هذه التحديات والاستفادة من هذه الفرص.
في الختام، يُعد معرض الكويت الدولي للكتاب حدثًا ثقافيًا بارزًا يساهم في تعزيز القراءة، ودعم صناعة النشر، وتنمية الوعي الثقافي في المجتمع الكويتي والمنطقة العربية. ندعوكم لزيارة المعرض والاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة، والتفاعل مع أحدث الإصدارات، والمشاركة في الفعاليات الثقافية المتنوعة. لا تترددوا في مشاركة انطباعاتكم وتجاربكم حول المعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام الهاشتاج #معرض_الكويت_الدولي_للكتاب.



