أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر عن سلسلة قرارات تأديبية بحق عدد من الشخصيات الإعلامية، أبرزها الإعلاميتان بسمة وهبة وياسمين الخطيب. هذه القرارات، التي صدرت في 20 نوفمبر 2025، تأتي في إطار حرص المجلس على ضمان التزام وسائل الإعلام بالمعايير المهنية والقانون رقم 180 لسنة 2018، وتحديداً فيما يتعلق بالمحتوى المنشور عبر مختلف المنصات. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه القرارات وتداعياتها، مع تسليط الضوء على جهود المجلس في تنظيم المحتوى الإعلامي والحفاظ على أخلاقيات المهنة.
قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: تفاصيل المنع والإنذارات
أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بيانًا رسميًا يكشف عن منعه الإعلاميتين بسمة وهبة وياسمين الخطيب من الظهور عبر جميع الوسائل الإعلامية الخاضعة للقانون رقم 180 لسنة 2018 لمدة ثلاثة أشهر. هذا القرار جاء بناءً على توصية من لجنة الشكاوى، برئاسة الإعلامي عصام الأمير، بعد رصد مخالفات للضوابط والمعايير المهنية في المواد التي قدمتها كلتا الإعلاميتين.
مخالفات بسمة وهبة وياسمين الخطيب
تم توجيه إنذار لحساب الإعلامية بسمة وهبة على موقع “إنستغرام” بسبب تدوينة اعتبرها المجلس مخالفة للقانون. وبالمثل، تلقى حساب الإعلامية ياسمين الخطيب الرسمي على “فيسبوك” إنذارًا بسبب منشور مماثل. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل قررت لجنة الشكاوى استدعاء المسؤولين عن إدارة حسابات التواصل الاجتماعي لكلتا الإعلاميتين للتحقيق في المواد المنشورة التي خالفت الأكواد والمعايير الصادرة عن المجلس.
استدعاء مسؤولين آخرين للتحقيق
لم تقتصر قرارات المجلس على الإعلاميتين المذكورتين، بل شملت أيضًا استدعاء المسؤول عن إدارة حساب أبو المعاطي زكي على موقع “يوتيوب” بسبب محتوى مخالف تم بثه عبر القناة. بالإضافة إلى ذلك، استدعت اللجنة الممثل القانوني لقناة “تن” (Ten) على خلفية ما تضمنه برنامج “البريمو” الذي يقدمه إسلام صادق ويستضيف فيه الكابتن رضا عبد العال والكابتن محمود أبو الدهب، وذلك بسبب مخالفات مهنية رصدتها الإدارة المختصة بالمجلس. هذه الإجراءات تؤكد على حرص المجلس على مراقبة البرامج التلفزيونية و المحتوى الرقمي على حد سواء.
القانون رقم 180 لسنة 2018: إطار تنظيمي للمحتوى الإعلامي
يعتبر القانون رقم 180 لسنة 2018 هو الإطار القانوني الرئيسي الذي يستند إليه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في ممارسة صلاحياته. يهدف هذا القانون إلى تنظيم عمل وسائل الإعلام المختلفة، وضمان احترام قواعد العمل المهني، وحماية الجمهور من المحتوى الضار أو المضلل. يهدف المجلس من خلال تطبيق هذا القانون إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وضمان المسؤولية الاجتماعية للإعلام.
دور لجنة الشكاوى في الرقابة على المحتوى
تلعب لجنة الشكاوى دورًا حيويًا في عملية الرقابة على المحتوى الإعلامي. تتلقى اللجنة الشكاوى من الجمهور حول المخالفات المحتملة، وتقوم بالتحقيق فيها، وتقديم التوصيات إلى المجلس لاتخاذ الإجراءات المناسبة. تعتبر هذه اللجنة خط الدفاع الأول عن أخلاقيات المهنة وحقوق الجمهور.
أهمية الالتزام بالمعايير المهنية
يؤكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على أهمية التزام جميع وسائل الإعلام بالمعايير المهنية والأخلاقية. يشمل ذلك الدقة في نقل الأخبار، وتجنب التحريض على العنف أو الكراهية، واحترام خصوصية الأفراد، والالتزام بمبادئ الحياد والموضوعية. الالتزام بهذه المعايير ضروري لبناء ثقة الجمهور في وسائل الإعلام وتعزيز دورها في المجتمع.
تداعيات القرارات وتأثيرها على المشهد الإعلامي
من المتوقع أن يكون لهذه القرارات تأثير ملحوظ على المشهد الإعلامي في مصر. قد تدفع وسائل الإعلام الأخرى إلى مراجعة سياساتها الداخلية والتأكد من التزامها بالمعايير المهنية. كما قد تؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية للإعلام.
بالإضافة إلى ذلك، قد تثير هذه القرارات نقاشًا حول حدود حرية التعبير ودور الرقابة على المحتوى. من المهم إيجاد توازن بين حماية حرية التعبير وضمان احترام قواعد العمل المهني وحماية حقوق الجمهور.
الخلاصة: نحو إعلام مسؤول وموثوق
تأتي قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بحق بسمة وهبة وياسمين الخطيب كجزء من جهود مستمرة لتنظيم المحتوى الإعلامي وضمان التزام وسائل الإعلام بالقانون رقم 180 لسنة 2018. يهدف المجلس من خلال هذه الإجراءات إلى تعزيز أخلاقيات المهنة وحماية الجمهور من المحتوى الضار أو المضلل. إن تحقيق إعلام مسؤول وموثوق يتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك وسائل الإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والجمهور. ندعو القراء إلى متابعة تطورات هذا الموضوع والتعبير عن آرائهم حول مستقبل الإعلام في مصر.



