تصاعدت الأزمة بين الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب ورئيس نادي الزمالك السابق المستشار مرتضى منصور، خلال الأشهر الأخيرة من عام 2025، لتصل إلى ذروتها مع تبادل الاتهامات والبلاغات القانونية.

بدأت الخلافات على خلفية أزمة سحب أرض نادي الزمالك في مدينة 6 أكتوبر، لتتطور إلى معركة إعلامية وقانونية تضمنت هجوما لاذعا من أديب وردودا حادة من منصور، مع تصعيد وصل إلى قاعات المحاكم.

أرض نادي الزمالك وبداية الأزمة

بدأت الأزمة في أغسطس 2025، عندما أثير جدل واسع حول سحب أرض مخصصة لنادي الزمالك في مدينة 6 أكتوبر، والتي كان مُخططا لإقامة فرع جديد للنادي عليها.

وجه الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه «الحكاية» على قناة MBC مصر، اتهامات مباشرة لمرتضى منصور، معتبرا إياه المسؤول الأول عن هذا السحب.

وزعم عمرو أديب أن منصور قدم بلاغا تسبب في سحب الأرض، وهو ما اعتبره «طعنة لمستقبل النادي».

وفي حلقة بتاريخ 29 أغسطس 2025، استخدم أديب عبارات قاسية مثل «مرتضى منصور فكرة يجب أن تموت»، و«فلست يا مورتا وعجزت ومبقتش تخوف حد»، قائلا إنه يحمل «حقدا دفينا» تجاه مجلس إدارة الزمالك الحالي برئاسة حسين لبيب، ووصف فترة رئاسته بـ«مجلس الخراب».

أديب لم يكتفِ بالهجوم اللفظي، بل أشار إلى وجود إثباتات قانونية قد تؤدي إلى ملاحقات قضائية ضد منصور، مؤكدا أن الزمالك في مرحلة صعود بعد فترة من الفوضى خلال رئاسة منصور.

كما تساءل أديب في إحدى حلقاته: «من يقف وراء دعم مرتضى منصور في مصر؟»، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الرياضية والإعلامية.

بلاغات قانونية وهجوم مضاد من مرتضى منصور

لم يصمت مرتضى منصور أمام هذه الاتهامات، إذ رد بقوة عبر منشورات على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، معلنا تقديمه 40 بلاغا رسميا إلى النائب العام ضد عمرو أديب، متهما إياه بالسب والقذف والتشهير.

ووصف منصور أديب بـ«الكاذب المأجور»، وهدد بنشر فيديوهات تؤكد صدق ادعاءاته، كما أشار إلى أن الأرض أصبحت ملكا لأعضاء النادي بعد تعاقد مجلس إدارته السابق مع هيئة المجتمعات العمرانية لشرائها، معتبرا أن سحبها ظلم للنادي.

في 20 أغسطس 2025، تقدم مرتضى منصور بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد أديب ومسؤولي قناة MBC مصر، مدعيا أن حلقة برنامج «الحكاية» تضمنت «قذفا وسبا وتهديدا بالقتل»، وهو ما ينتهك قانون العقوبات وميثاق الشرف الإعلامي.

وفي تطور لاحق، أعلن منصور تقديم بلاغات إضافية ضد أديب، متهما إياه باستخدام ألفاظ غير لائقة تحرض على الكراهية، وطالب بمحاسبته قانونيا.

وفي منشور له، قال منصور: «أنا مش محمي… سُجنت ست مرات، لكن كرامتي أهم»، مشيرا إلى استعداده لمواجهة أديب في المحاكم.

تصعيد قانوني وبلاغات متبادلة

في 2 سبتمبر 2025، رد عمرو أديب بتحرير محضر في قسم شرطة العجوزة، يتهم فيه مرتضى منصور بالسب والقذف والتشهير، على خلفية تصريحات الأخير ضده.

وفي المقابل، أمرت نيابة العجوزة في 13 أكتوبر 2025 باستدعاء أديب للتحقيق في البلاغات المقدمة من منصور، والتي تتهمه بـ«السب والقذف وتشويه السمعة»، إذ تواصل النيابة مراجعة محتوى الحلقة المثيرة للجدل والاستماع إلى أقوال الأطراف.

من جانبه، أشار مجلس إدارة نادي الزمالك الحالي إلى تقديمه بلاغات ضد مرتضى منصور للنائب العام، على خلفية مخالفات مالية وإدارية يُزعم أنها حدثت خلال فترة رئاسته، بما في ذلك ديون بقيمة 2.583 مليار جنيه تركها على النادي.

عمرو أديب ومرتضى منصور.. تاريخ من التوتر

الخلاف بين أديب ومنصور ليس جديدا، فقد شهدت العلاقة بينهما توترات متكررة على مدى سنوات. في أبريل 2024، أقام أديب دعوى قضائية ضد مرتضى منصور بتهمة السب والقذف، لكن المحكمة الاقتصادية قضت ببراءة منصور، مما أشعل جولة جديدة من الصراع.

وفي تلك الفترة، وصف منصور أديب وزوجته لميس الحديدي بألفاظ مسيئة مثل «وصمة عار على الإعلام»، مما زاد من حدة التوتر.

تطورات الأزمة

حتى تاريخ اليوم 15 أكتوبر 2025، لا تزال القضية قيد التحقيق، إذ استدعت نيابة حي «العجوزة» في مصر، الإثنين الماضي، الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب للاستماع لأقواله في البلاغات المقدمة ضده من رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور، والتي يتهمه فيها بـ«السب والقذف والتشهير وتشويه السمعة».

لم يصدر قرار نهائي من النيابة، لكن التحقيقات مستمرة لمراجعة الأدلة ومحتوى الحلقات المذاعة. ومن جهته، يواصل منصور التهديد بكشف «فضائح» تخص أديب، بينما يصر «أديب» على موقفه بأن منصور يتحمل مسؤولية أزمة الأرض
.

تعكس الأزمة بين عمرو أديب ومرتضى منصور صراعا أعمق يتجاوز الخلاف الشخصي، إذ يرتبط بنادي الزمالك، أحد أكبر الأندية الرياضية في مصر، وتاريخه المليء بالتحديات الإدارية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً