يدور في مصر جدل واسع حول خطة أعلن عنها وزير التربية والتعليم المصري محمد عبد اللطيف، تتعلق بإعادة هيكلة نظام الثانوية العامة للعام الدراسي الجديد، وسينطلق تطبيقها في 21 سبتمبر/أيلول المقبل.

وركز النظام الجديد بشكل أساسي على تقليص عدد المواد الدراسية، بإلغاء بعضها ودمج بعضها الآخر، أو عدم احتساب درجات مواد أخرى.

وأثارت الخطة الجديدة جدلا واسعا، فتحرك ضدها برلمانيون، فقد تقدمت النائبة سناء السعيد بسؤال لوزير التربية والتعليم، قالت فيه “هل يجوز تغيير المناهج بهذه الطريقة السريعة والمتعجلة والمبنية على تغطية العجز الصارخ بالمعلمين بتقليص عدد الحصص وإلغاء أهمية بعض المواد؟”.

أما النائب البرلماني فريدي البياضي فطالب وزير التربية والتعليم بإيقاف هذه التغييرات، وقال في بيان “ولادنا مش فئران تجارب!”.

وقد امتد الجدل إلى مواقع التواصل في مصر، حيث توالت التعليقات والتغريدات على قرارات وزارة التربية والتعليم الجديدة، بين مؤيدين ومعارضين لها، رصدت بعضها حلقة (2024/8/18) من برنامج “شبكات”.

وعبّر عصام حمزة عن اعتقاده بأن “ما تفعله الدولة في التعليم الغرض منه الحد من عجز المعلمين والحد من الإنفاق على التعليم. أما النظرة الإيجابية فتتعلق بتخفيف الحمل على أولياء الأمور والحد من الكم الهائل من المعلومات على الطالب”.

وأشاد أبو عبد الله بالقرارات، وقال ” قرارات وزير التعليم ممتازة إلا في اللغة الأجنبية الثانية.. المفروض نشجع الأولاد على تعلم لغات جديدة وليس أن نحذف لهم اللغة الثانية. خطأ ولكن للأسف لن نعرف إلا بعد ضياع سنوات إذا لم يتم التراجع عنه اليوم”.

أما حساب يحمل اسم “دون” فأبدى معارضته للقرارات قائلا “إن تطوير التعليم لا يتم بقرارات سريعة غير مدروسة تنهي ما تبقى من التعليم في مصر، لكن تصدر عن لجان بها متخصصين (متخصصون) وبعد عمل ودراسة”.

ومن جهته كتب محمود خطاب يقول “بعيدا عن شخصنة قرارات وزارة التربية والتعليم الأخيرة، فهل تم دراسة أثر حذف بعض المواد الدراسية على البناء العقلي والنفسي والمعرفي للأجيال القادمة؟”.

تفاصيل الخطة

وكشف وزير التعليم المصري في مؤتمر صحفي عن خطته الجديدة لتطوير التعليم في مصر، ومن أبرز ما تتضمنه أن طلاب الصف الأول الثانوي كانوا يدرسون 10 مواد، أُلغيت الجغرافيا ودمجت الكيمياء والفيزياء والأحياء في مادة واحدة، فأصبح عدد المواد 6 فقط.

كما أن اللغة الأجنبية الثانية تحولت إلى مادة نجاح ورسوب، ودرجاتها لن تُضاف إلى المجموع.

أما طلاب الصف الثاني الثانوي فسيدرسون 6 مواد بدلًا من 8 مواد، بعد دمج مواد الرياضيات في مادة واحدة، وأيضا جعل مادة اللغة الأجنبية الثانية خارج المجموع.

أما الصف الثالث الثانوي، فسيدرس طلابه 5 مواد بدلًا من 7 مواد، فقد أُلغيت مادة الجيولوجيا من شعبة العلوم، وأُلغيت الرياضيات البحتة والتطبيقية في شعبة علمي رياضة، أما الشعبة الأدبية فأُلغيت فيها الفلسفة وعلم النفس. بالإضافة إلى تحويل اللغة الأجنبية الثانية في الشعب الثلاث إلى مادة نجاح ورسوب.

ويذكر أن قرارات وزير التعليم المصري أزعجت مدرسي بعض المواد الملغاة، خصوصا أن تدريسها هو مصدر رزقهم الوحيد، فمدرس لغة فرنسية يبكي بسبب الخطة الجديدة، وآخر يحرق شهادته الجامعية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.