في حدث فني مثير أثار ضجة في أوساط الجمعيات الفنية العالمية، حققت لوحة أحادية اللون «زرقاء» للفنان الفرنسي الراحل إيف كلاين رقمًا قياسيًا جديدًا في مزاد فرنسي، ببيعها مقابل 18.4 مليون يورو (أكثر من 21 مليون دولار أمريكي).
وعرضت اللوحة، التي تحمل اسم «كاليفورنيا (IKB 71)»، دار كريستيز الشهيرة للمزادات في باريس يوم الخميس الماضي، كجزء من بيعها الرئيسي «الطليعيون» خلال أسبوع الفنون في باريس.
وتُعد هذه اللوحة، التي يبلغ عرضها أربعة أمتار وارتفاعها نحو مترين، الأكبر حجمًا من بين أعمال كلاين الأحادية اللون الزرقاء الموجودة في مجموعات خاصة، حيث تم إنشاؤها في عام 1961 في باريس نفسها.
وبهذا المزاد عادت اللوحة إلى مسقط رأسها لأول مرة في مزاد عام، بعد أن كانت جزءًا من مجموعة أمريكية خاصة منذ عام 2005، حيث عرضت على سبيل الإعارة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك بين عامي 2005 و2008.
وكانت التقديرات الأولية لسعرها في حدود 16 مليون يورو، لكن المنافسة الشديدة بين المشترين دفعتهم لتجاوز هذه الحدود، مما يجعلها أعلى سعر لعمل كلاين في مزاد فرنسي على الإطلاق.
مؤسس «الفن الجديد»
ويُعتبر كلاين أحد أبرز رموز الفن الطليعي في القرن العشرين، ومؤسس حركة «الفن الجديد»، حيث ولد في 28 أبريل 1928 في نيس بفرنسا، لعائلة فنية، ووالداه فنانان مجردان، وتوفي شابًا في 6 يونيو 1962 عن عمر 34 عامًا فقط، بعد معاناة قصيرة مع أمراض القلب.
واشتهر بأعماله الأحادية اللون، خصوصا في اللون الأزرق، الذي رآه رمزًا لللامتناهي والحرية الروحية، وفي عام 1957، سجل براءة اختراع لصيغته الخاصة من الطلاء الأزرق الفائق النقاء، المعروف باسم «الأزرق الدولي لكلاين» وهو مزيج من الراتنج الاصطناعي والصبغة المطفية يمنح الأعمال ملمسًا سميكًا ولامعًا يشبه السماء أو قاع المحيط.
كانت بدايات كلاين مستوحاة من تجاربه الشخصية؛ في عام 1946، جلس على شاطئ مع صديقه الفنان أرمان، و«وقع» رمزيًا على السماء فوق رأسه، معلنًا إياها عمله الفني الأول، حيث أثرت عليه الفلسفة الصوفية والفنون القديمة مثل الفسيفساء الإيطالية لجيوتو، مما دفعَه للاعتقاد بأن الأزرق هو «اللون الأكثر نقاءً وعنصرية بين كل الألوان».
أما لوحته «كاليفورنيا (IKB 71)» ليست مجرد لوحة؛ إنها عمل هائل يجسد قمة بحث كلاين، حيث أن سطحها الملمسي الغني، المزين بحبات صغيرة من الحصى، يذكر بقاع البحر تحت الهاوية الزرقاء، ويُنبئ بأعماله اللاحقة مثل «الريليفات الكوكبية»، وسميت اللوحة تيمنًا بولاية كاليفورنيا، حيث عرضها كلاين لأول مرة بعد إنشائها، وهي الوحيدة من بين أعمال كلاين الأحادية اللون التي تحمل عنوانًا صريحًا.
أخبار ذات صلة















