نعت أوساط أدبية وثقافية الشاعرة الناقدة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، التي رحلت أمس في العاصمة الأردنية عمان؛ عن عمر ناهز 95 عاماً.
والفقيدة من مواليد مدينة السلط الأردنية. تعلمت في المدرسة الابتدائية للبنات في عكا بفلسطين، ثم كلية شميت للبنات في القدس، والتحقت بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم مدرسة العلوم الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، وحازت على الدكتوراة في الأدب العربي.
عملت كاتبة في الصحافة والإذاعة، ودرّست في جامعة الخرطوم، ثم في جامعة الجزائر، وقسنطينة ويوتا بالولايات المتحدة. وعُينت أديبة زائرة في جامعة ميشيغان آن أربور لعامين. أسست عام 1963 التنظيم الإنساني الفلسطيني في الكويت، وفي عام 1980 أسست مشروع بروتا وأشرفت على إدارته، التقت أثناء دراستها الجامعية في بيروت برهان جيوسي وتزوجا عقب تخرجهما. وبحكم عمل زوجها في السلك الدبلوماسي الأردني تنقلت بين روما ولندن وبغداد. وكانت هذه الفترة بالنسبة لها كما قالت “رحلة اكتشاف حضاري وذاتي”. وفي روما كتبت الشعر، ولما انتقل زوجها إلى بغداد سبقها صيتها، وعادت إلى عمان وجددت اتصالها بالحركة الأدبية وأصدرت ديوانها “العودة من النبع الحالم”. وحررت بمجهودها الشخصي عشرات الموسوعات والكتب والدراسات بالإنجليزية لتعريف العالم الغربي بكنوز الحضارة العربية الإسلامية القديمة والحديثة. ورحبت بقصيدة النثر، ودافعت عنها وعدتها نوعا يثري بحر العرب (بحور الشعر العربي). وحلمت بأن تنجز تاريخ الشعر العربي.
نالت الراحلة وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990. ووسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأميركية للخدمة الوطنية المتفوقة، ووسام منظمة التحرير الفلسطينية، وفازت بجائزة الشيخ زايد كونها أنجزت على امتداد السنوات أعمالا كبرى ذات طبيعة موسوعية خصت بها الشعر العربي الحديث والأدب الفلسطيني والحضارة الأندلسية، إلى جانب الترجمات التي قامت بها لأعمال من المسرح والشعر والأدب الشعبي. وما يضيف إلى أعمالها قيمة استثنائية هو أنها أنتجت هذه الأعمال باللغة الإنجليزية، ما سمح لها أن توصل الثقافة العربية إلى مرتبة أن تصبح مراجع معتمدة عبر جامعات ومؤسسات البحث في العالم. إن هذا الجهد العلمي الذي تميزت به الأعمال والدأب في العمل الجدي عادا من جديد إلى اللغة العربية وإلى ثقافتها. فهي بذلك أعمال تسهم في تقديم ثقافة عربية متنورة، برؤية نقدية متفحصة، ومنهج علمي حديث، منفتح على ثقافة العصر في مجالات البحث والمعرفة الأدبية والثقافية. بهذه الأعمال وبسواها من الأعمال المترجمة إلى العربية ثم بعد ذلك إلى الإنجليزية، قدمت الجيوسي لأبناء جيلها وللأجيال القادمة في العالم العربي وعبر العالم ذخيرة علمية وثقافية، تقودها أخلاقية عالية في التعامل مع الثقافة العربية بمسؤولية وشغف.
صدر لها: 1. العودة من النبع الحالم (ديوان شعر) بيروت، دار الآداب 1960. 2. اتجاهات الشعر العربي الحديث (بالإنجليزية) داتربريل، هولندا 1970. ولها ترجمات كثيرة منها: 1. إنسانية الإنسان، تأليف رالف بارتون باري (ترجمة) بيروت، مؤسسة المعارف 1961. 2. بالثازار (ترجمة) تأليف لورنس داريل. بيروت، دار الطليعة 1961. 3. جوشين (ترجمة) تأليف لورنس داريل. بيروت، دار الطليعة 1961. 4. الشعر الأمريكي (ترجمة) تأليف لويس بوكان. بيروت، دار الثقافة 1961. 5. الشعر والتجربة (ترجمة) تأليف ارشيبالد مكليش، بيروت، دار اليقظة العربية 1962. 6. هكذا خلقت جيني (ترجمة) تأليف ارسكين كالدويل، بيروت، دار الطليعة 1961. 7. والت يتمان (ترجمة) تأليف رتشارد تشيس، بيروت المكتبة الأهلية 1962. 8. انطولوجيا الشعر العربي الحديث (ترجمة).