لا يعترف بالحداثة العربية، ويرى أنّ قصيدة النثر أقل بكثير من الشعر، يتحدث عن الساحة الثقافية بحزن كبير، لأنها -كما يقول- تشرِّعن النفاق، وتمرّر النخبوية، وهي محتكرة في أسماء لا تكاد الطاقات الشابة تجد فرصتها للظهور وسط هذا الاحتكار!

الشاعر عصام فقيري في حديث لـ«عكاظ» لا تنقصه الصراحة والصرامة، فإلى نصّ الحوار:

• دعنا نبدأ من تعريفك للشعر..

•• لا يوجد للشعر تعريف منضبط وثابت، يعرف به، وكل ما قيل عنه من تعريفات إنما هي مقاربات ظنية تحوم حول حماه ولا تقع فيه؛ فالشعر مثل الحب، مثل الكره، شعور محض مجرد، يصلك مكنونه؛ لكن لا تعرّفه ولا تفسّره بقدر ما تحوم حول معانيه قرباً منك، وبعداً عنك.

فليس للشعر وجود موضوعي يشير إليه ويعرف به -سواء أكان مشخصاً أم مجرداً- إنما هو وعي كامل كامن، يُرى أثرُه، ويقف على أرض الحياد بين العقل والروح في منطقة سواء؛ إذ لا يميل إلى طرف دون طرف، ولا يبرح مكانه.

• كيف تنظر لعلاقة الشعر بالعقل؟

•• لا أرى حقيقة أي حدود جامعة واضحة بين الشعر والعقل إلا ما كان على سبيل التزامن الذي ليس للعقل سابقة فيه على الإلهام الشعوري الداخلي المحض المجرد؛ فالعقل بطبيعته قياسي يحكم الأمور ويحاكمها وفق معايير جامدة لا تتناسب مع مرونة الشعر الذي يسكن في منطقة مفعمة بالشعور بين الوعي وغير الوعي، والشعر بحاجة إلى فناء من المؤثر الخارجي؛ لأن الروح وحدها تعرف ما ينبغي أن يقال، وبحاجة إلى وعي بالمعاني المطلقة التي يتمثلها، فيتيح للفكرة إفرازها في سياقها الصحيح المفهوم؛ فمن أتى بما لا يفهم، فقد ألغى وظيفة العقل؛ ومن جعل الأمر صنعة عقلية، فقد ألغى الذي لأجله ظهر العقل.

والإنسان قبل هذا وعاء لروحه التي ظهرت به وظهر بها، وهو أجمل أوعيتها، والشعر أجمل كلامه، فلا يسمو به إلا ما جاء في أحسن تقويم.

ولا يجوز له كسر أوعية الجمال بحجة أنه فائض عنها، فكلما أخضع الشاعرُ قصائدَه للعمليات العقلية قَصْدَ توجيهها وزيادة إحكامها، هبط بشعريتها إلى الموت، وأحال ألفاظها ومعانيها إلى أحجار جاثمة على السطور تشبه تماماً أحجار لعبة (الدومينو).

• ماذا عن التثاقف الهجين وإفراغ اللسان العربي من أوعيته؟

•• لا أدري لماذا يصرُّ الممسوسون بهوس ركوب موجة التثاقف الهجين على إفراغ اللسان العربي من أوعيته، وصبِّه في قوالب مستعارة مصكوك على قفاها بختم التباين في البناء والبنية وهي ليست على مقاسه، بل لا تسعه ولا تصلح له، وقد أضحى بلا صوت ظاهر ينمُّ عن نفسه ولو على سبيل رفع يد الفراق، وتسوية أرض المفارقة الحاصلة لزاماً بين طرفي أساليب العروبة والعُجمة، حتى انقضى تبعاً وتابعاً، مغلوباً على أمره، ومضروباً على فمه لا يلوي على شيء، ومطلوباً في كل مرَّة للوقوف وحيداً في إدانة مفتعلة، وفي محاكمة غير نزيهة وعادلة، بعد أن عدل عنه بنوه، وقاموا بمصادرة خاصَّته من أهله ممن وقفوا على حاله وخبروا أحواله، وتنحيتهم عنوة لصالح أصوات نشاز دخيلة وبديلة جُلِبَت قصداً من رؤى وأفكار موازية لا تتقاطع معه على حرف؛ لتصبح حاكمة له ولهم، وظاهرة عليه وعليهم، وكأنه مجبولٌ على الأسيَّة، وكأنهم طارئون على الهويَّة.

• حدثنا عن علاقتك كشاعر بالفلسفة..

•• علاقتي كشاعر بالفلسفة هي علاقة الشعر ذاته بالفلسفة؛ فالشعر والفلسفة يسيران جنباً لجنب، ويتقاطعان في نقاط أصيلة هي من صلب عملهما الذي ينبغي أن يكونا عليه؛ وذلك من حيث إن كل واحد منهما معني بالأساس بوضع رؤى تسع الأشياء في جوهر واحد يصنع المعرفة؛ سواء أكانت مكتسبة أم حادثة؛ فكلاهما يستخدم أدواته في محاولة إعادة تشكيل العالم وفهمه، وهذا لا يتعارض أبداً مع طبيعة عمل كل واحد منهما في أدواته حتى إن بدت الفلسفة في ظاهرها متناقضة مع طبيعته؛ إذ إن الفلسفة تستحث في عملها العقل والوعي متسلحة بالحجة والبرهان في صناعة منهجيتها للوصول إلى الحقيقة، وهذا ما لا يفعله الشعر الذي يتجه إلى القلب حيث يكمن الشعور مباشرة منعكساً من مراياه الداخلية على الخارج المعقول بالإيحاء متسلحاً بالصورة والمجاز والرمز العميق والتشكيل الفني للغة والإيقاع من أجل الوصول إلى الجمال.

وإذا كانت غاية الفلسفة صناعة المعرفة بُغية بلوغ الحقيقة، فإن غاية الشعر صناعة المعرفة بُغية بلوغ الجمال؛ والحقيقة والجمال صنوان لا يفترقان، فحيثما كانت الحقيقة، كان الجمال ماثلاً بحقيقته في كل الأشياء والعكس.

• هل الشعر مضنٍ ومعقد؟

•• الشِّعرُ عمليةٌ مضنية معقدة للغاية تشبه إلى حدٍّ كبير حالة الوفاة اللحظية التي تتطلَّب عملية إنعاش طارئة فورية؛ وذلك لكونه يتمثل حالة الفصام الثنائي في بناء منهجيته وتشكيلها إذ تميِّزه عن سائر الأجناس الأدبية، تعملُ مستمرة على الطواف بلغته بين طرفي الوعي وغير الوعي حتى تصنع الألفاظ والمعاني في المنطقة الضبابية المحتشدة وهي مفعمة.

هذه المنطقة الشاعرية يجب أن تكون ثابتة على امتداد القصيدة؛ فلا تتقدم إلى الخارج، فتصبح صنعة عقلية لا كأس فيها ولا خمرة؛ ولا تتراجع إلى الداخل، فتغدو طلاسم وأحاجي لا طائل منها ولا ثمرة.

• ما مشكلة العقل العربي من وجهة نظرك؟

•• إنَّ أكبر عائق وأعظمه مما يواجه العقل العربي المعاصر ولم يستطع تجاوزه حتى هذه اللحظة يكمن في قصور إدراكه لحقيقة قصوره، وهو على حاله هذه لا يتورَّع في أن يقيم نفسه إزاء المنهجية في شتى المعارف والعلوم والمكتسبات بِعَدِّها فائضة عن حاجته وأدنى من همَّته، وبِعَدِّ أنَّ كلَّ ما يصدر عنه إنما هو في حقيقته صادر من أصل حيازته للحقيقة المطلقة، ولا غرابة حينئذٍ في تلاشي مساحة البون بين الطواويس التي تدقُّ مناقيرها في مفاصل الفكر والثقافة، وبين كوانس الدهماء التي تسفُّ هراءها وعنجهياتها المتكدِّسة على الصفحات والورق، العاثرة على تكريس سطر الحياة بعصبية جاهلية لا تنتج شيئاً سوى فرط أشباهها المحتشدة بتخمة البالون.

• تكتب القصيدة العمودية ولديك موقف عدائي من شعر التفعيلة وقصيدة النثر، أليس كذلك؟

•• لا، ليس كذلك؛ فأنا أكتب الشعر التفعيلي كما أكتب الشعر العمودي، ولدي قصائد كثيرة مكتوبة على نظام السطر التفعيلي، وبعضها مطبوع والبعض الآخر جاهز للطباعة والنشر، ومنها ما هو منشور على منصات التواصل والشبكة العنكبوتية.

ومع هذا تظل صفة الشعرية عزيزة لا يستقيم بحال أخذها ممن هو دونها ولا يقدر عليها مهما طمح إليها وسعى إلى حيازتها؛ إذ ليس من السهل، مطلقاً، كتابة شعر حقيقي وفق ضوابط العمود الخليلي؛ فمن أراد التحلي بصفة الشعرية، فعليه أولا إجادة كتابة القصيدة الخليلية وفق ضوابطها وشروطها، ولا غضاضة بعد ذلك أن يكتب ما يشاء.

ومن لا يُجيد كتابة القصيدة الخليلية -مهما بلغ شأنه في كتابة الشعر التفعيلي- فلديه نقص واضح في شاعريته؛ فالشعر العمودي هو الأب الشرعي لعموم الشعر، وهو الأصل وما دونه الفرع، وما من شعر إلا تدثر بلسانه، وتشكل من فمه، وانفرط من خيوط ثيابه، ولا ينبغي بحال اعتماد الفروع دون الأصول ومن ثم إقامتها دليلاً على حمل صفة الشعرية، خاصةً أن الشعر التفعيلي ليس سوى إيقاعات ناقصة مبتورة من موسيقى الشعر الخليلي؛ إذ لا يستخدم من إيقاعات الموسيقى الخليلية سوى النصف متمثلة في البحور الساذجة السبعة دون البحور المركبة العظيمة، وأعني بالساذجة: البحور التي تكرر الدور الواحد (ذات التفعيلة الواحدة)، وكل المحاولات التي تمت بصدد كتابة شعر تفعيلي على موسيقى البحور وإيقاعاتها المركبة باءت بالفشل، ولم يكتب لها النجاح.

أما ما يخص قصيدة النثر، فهي من وجهة نظري الخاصة أقل من الشعر بكثير، حتى إن حققت قدراً كبيراً من متطلبات القصيدة، ومردّ ذلك يرجع إلى إخفاقها في الحفاظ على جسد القصيدة الذي يحوي روحها ويظهرها بكل جمالها وجلالها، وأعني بجسدها بناءها الداخلي وبناءها الخارجي، ولا يكون ذلك إلا في الرقصة والإيقاع والتموجات الموسيقية المتنقلة بين تفعيلاتها التي تمنحها مساحة للغناء تطول وتقصر، ترتفع وتنخفض، تتباطأ وتهرول وتجري، أيًّا كان وعاؤها وقالبها؛ فالشكل صورة للبناء لا هويَّته.

• ما موقفك كشاعر من قِطّ الشاعرة العمانية عائشة السيفي الطائر؟

•• بداية أحب أن أبارك للشاعرة المبدعة عائشة السيفي فوزها بلقب إمارة الشعر؛ فهي جديرة به وتستحقه بلا شك.

أما ما يخص موقفي من قطها الطائر، فهو يسير في نطاق رؤيتي لحقائق الأشياء بِعَدِّ الحقيقة مفتوحة على كل الاحتمالات ما دام جدل الثنائيات من نقائض وأضداد وأزواج مخلوق في بنية الكون، وبعدِّ وظيفة الشعر كامنة في الانفتاح على المعرفة، وصنع الحقيقة في كل الاتجاهات الممكنة متسلحاً بالخيال -سواء أكان عبر المشخصات أم المجردات- فليس القط الذي يسير بأربع قوائم بأقل إعجازاً من القط الذي يطير برجلين؛ فكل الأشياء معجزة من حيث تقع على أي شكل كانت، وإنما الاعتياد من يحيل المعجز إلى عادة لا نرى حيالها أي غرابة، ولا نشعر معها بأي رفض، هذا الاعتياد منا يجعلنا نتقبل ونتفهم الأشياء بحسب وجودها الموضوعي الذي وجدت عليه.

ويبدو أن الشاعرة قد تفرست لهذا الأمر الذي يسير عكس مبدأ المنطق الرئيس في عدم التناقض، وقد أشارت في قصيدتها إلى هذا حين صرَّحت بعدم حاجتها للحقيقة ما دامت تستطيع صنعها في النطاق الذي تتصور وتريد وفق الاحتمالات المفتوحة الممكنة لظهور الأشياء، بعدِّ كل صورة متخيلة يفرزها العقل مخلوقة ولها وجود بشكل أو بآخر، وليس بالضرورة أن تكون مطابقة للوجود الموضوعي للأشياء.

وإني إذ أبدو واقفاً في صفها، فإني في المقابل لا أثرّب على من يرى نكارة ما جاءت به الشاعرة وفجاجته تحت أي مسوغ ما دامت تستطيع تمرير فكرتها في سياق مستحسن أجمل تقبله الذائقة الجمعية للقرّاء؛ فالشعر معني في المقام الأول بالجمال لا غير.

• ما رأيك في تجمعات المثقفين التي تنظمها بعض الجهات الثقافية؟

•• كل التجمعات الثقافية، خاصة تلك التي تنتخب أفرادها وفق جداول مواصفات مصنوعة على عين الجهة المستضيفة، لا تقدم أو تفعل شيئاً سوى شرعنة النفاق وتمرير النخبوية بأساليب حماية القطيع من باب التسوُّل والمهانة.

• لماذا تبدو -كشاعر- متحاملاً على أدونيس وحزبه، كما تقول؟

•• بداية أنا لست متحاملاً على أحد، أو واقفاً في صف أحد، ولا أنفي على أحد، أو أثبت لأحد، والأمر لا يتجاوز في حقيقته أني مجرد قارئ للمشهد أنقل خبرتي كما هي مجردة من أي مؤثرات خارجية منعزلاً عن تبني أي موقف دون زيادة أو نقصان، وقد أصيب أو أخطئ، وهذا أمر طبيعي، ولأني أنقل خبرتي الناتجة عن قراءتي للمشهد في تلك الحقبتين -وأعني الثمانينات والتسعينات- فإني أرى أن الحداثة في وطننا العربي كافة لم تتعدَّ الشكل مطلقا، ولم تتقدم خطوة واحدة في إنتاج المعرفة، على عكس ما يقول أكثر رواد هذه التجربة في تلك الحقبتين الزمنيتين، وهي على النقيض تماماً مع حداثة جارتها الغربية الخلاقة التي أسست لنقلة كبيرة في حياة الإنسان هناك، وظهر نتاجها سريعاً فيما بعد.

وحتى لا يفهم كلامي خطأ، أحب أن أوضح أن إنتاج معرفة جديدة يقتضي بالضرورة خلق أفكار ومعارف بكر، هي وليدة لحظتها، وليست مكتسبة ولا متراكمة، ثم نقلها في الأجيال اللاحقة، ما عدا هذا، أرى أن إحداث أي فارق في سمت النصوص ما هو إلا نتيجة طبيعية لتراكمية المعرفة وازديادها على خط امتداد الخبرات الإنسانية؛ والأدب ليس بدعاً منها، ولو أردنا وضع اسم مناسب لها؛ لتمكنَّا من تسميتها تحديثاً لا حداثة؛ فالحداثة من منطلق هذا التصور حاصلة وماثلة باستمرار، وهي سنة كونية، والثابت هو الله وحده وما سواه متحرك، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الأخلاق والقيم خضعتا للتراكم، والشرائع خضعت للتطور، والشعائر خضعت للاختلاف، ومن خلال هذا الفهم الذي أتبناه وأرى صوابه، أرى أن حداثة تلك الفترة لم تتجاوز البناء والشكل خطوة، وهي ترزح مكانها على نهج ما قبلها، فلم تضف رصيداً جديداً أبدعته وابتدعته تلك الحقبة، وكان ضالاً وغائباً، فجاء نتاجها كطفرة خارج تراكمية الرصيد الإنساني من الخبرات والمعرفة، وكل ما حدث وجدَّ لا يتعدى في حقيقته افتعال إخراج حداثة وهمية هلامية من خلال إغراق النصوص بالتهاويم وإتخامها بالوهم، وذلك كله من أجل إيهام القارئ أن ثمة أموراً ومعاني جديدة تتضمنها النصوص تتجاوز الشكل إلى غيره، ويجب تقصيها وفك ملابساتها، وهي ليست سوى مخاريق كمخاريق الكهان التي لا طائل منها ولا ثمرة، وهي إن أعجبت بعض الموهومين وتمنوا الإتيان بمثلها، فلا تعدو حقيقتها المضرة.

ويمكنني تلخيص الحداثة عند من يقول بها ويتبناها في نقطتين فقط:

الأولى: حداثة الشكل بكسر العمود الخليلي أولاً، ثم حداثة كسر الإيقاع، والاكتفاء بشعرية النص.

الثانية: الحداثة بمقابل الدين وبمقابل العقل الفقهي العربي، وذلك من خلال الصراع مع الصحوة والجرأة في تناول ومحاكمة ما كان مقدساً وثابتاً لا يمكن المساس به، وهذه الأخيرة لم تنتج معرفة بل أخرجت معرفة موجودة، كانت حبيسة الوثاق عند هذه الحقبة وعند من قبلها.

• هل تشعر بأنك شاعر تتجاهله المؤسسات الثقافية والجهات المعنية بالثقافة في بلدنا؟

•• دعني أتحدث بلغة عامة، فأنا لست وحدي من يعاني احتكار الثقافة، وإن كنت أتحمل جزءاً من هذا الغياب، وسبب ذلك يرجع إلى عدم فاعليتي في النشاط الثقافي عامة؛ ولكن هذا لا يلغي حقيقة كون ثقافتنا محتكرة في أسماء تداول الحضور والصعود قصداً في ما بينها، فلا تكاد تجد الطاقات الشابة فرصة للظهور وسط هذه الدائرة المغلقة بإحكام، وربما خشيت على نفسها سحب البساط من تحتها إن هي فتحت مجالا للحراك الثقافي في أسماء شابة مغايرة قادرة على تسنم صهوة الثقافة؛ لما تمتلك من أدوات تخولها لهذه المهمة.

صدقني إذا قلت لك: إني أصبحت أشكُّ عموماً في مصداقية التعاطي الثقافي المُصدَّر إلينا من الجهاتِ الموصوفة بالثقافة، وذلك يعزو إلى كمية النِّفاق المشرعن من قضاة الشللية الذين يداولون أوسمة النخبوية بين أسماء مشابهة، كل إنجازها أنها استغلت عورها في زمن العميان الغابر محققةً بذلك أحقية الصعود والظهور معاً على خلفية (الأعور في زمن العمي فاكهة)، وإلى الآن ما زالت تلك الشلة الموسومة بنصف النظر تمارس أهليتها ووصايتها المسحوبتين من الزمن الكفيف فاقئة بفرادتها المزعومة أعين المبصرين في زمنهم البصير.

وهي على حالها هذا لا تنفك تسير جنباً لجنب مع الثلة الساذجة التي تكرّس فيها هذا الادعاء؛ حتى لا تفقد أهليتها.

• أديب أو مثقف تدين له بالفضل.

•• هذا السؤال محرج للغاية ما كنت أود الإجابة عليه لكثرة الأيادي البيضاء، ولكن من مبدأ من لا يشكر الناس لا يشكر الله؛ سأخص ثلاثة أسماء هي الأولى وصاحبة اليد الطولى، ولتعذرني بقية الأسماء:

الأديب القدير والناقد الكبير جبريل السبعي،

الشاعر البديع والنحوي الضليع دغيثر الحكمي،

الشاعر الألمعي والمفكر اللوذعي سليمان الفيفي.

• كلمة أخيرة.

•• كبير شكري لـ«عكاظ» على إتاحة هذه الفرصة الثمينة، كما أتقدم بالشكر والعرفان للأديب علي فايع الألمعي على كرم الحفاوة والتقدير.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.