شهدت احتفالية “سوريا الأمل” تكريم الفنانة القديرة منى واصف، حيث منحتها المنظمة العالمية لحقوق الإنسان لقب “سفيرة السلام في العالم”، تكريما لمسيرتها الفنية الطويلة وإسهاماتها في الدراما السورية والعربية، كما جاء التكريم تقديرا لمكانتها كرمز إنساني ساهم في ترسيخ قيم المحبة والسلام وتعزيز روح التضامن بين الشعوب.

وخلال حفل التكريم الذي أقيم مساء أمس، أعربت الفنانة السورية عن اعتزازها بهذا اللقب، مشيرة إلى أن جذورها المتنوعة كابنة لأم مسيحية وأب سني كردي منحتها اتساعا وعمقا في رؤيتها للحياة. وأكدت أن الوطن بالنسبة لها يشبه الأم التي لا يمكن التخلي عنها أو كراهيتها، مضيفة أن الحب وحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بالعطاء والتضحية. وتابعت حديثها بالقول إن تكريم الوطن واجب، تماما كما كرّم الله الأم، لأن الانتماء الحقيقي لا يقوم على الشعارات بل على الفعل والإخلاص.

وفي لحظة مؤثرة خلال حفل التكريم، تقدمت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا هند قبوات نحو الفنانة منى واصف، لتعانقها بحرارة وتطبع قبلة على يديها، في مشهد عكس ما تحمله من مكانة خاصة في وجدان السوريين.

وفي تصريحات صحفية عقب التكريم، عبرت واصف عن اعتزازها بالتكريم ولقب “سفيرة السلام”، مشددة على أن السوريين يستحقون العيش بأمان بعد ما خلفته الحروب من معاناة ثقيلة. ورأت أن قيمة السلام لا تقاس بالشعارات، بل بما يحمله من التزام يومي يعزز روح الإنسانية، وينشر قيم المحبة والتسامح في كل مكان.

وعن رؤيتها الشخصية، أشارت إلى أن أكثر ما يثير خوفها هو أن يتحول الصمت إلى وسيلة للهروب، معتبرة أن أقسى مظاهر ذلك الصمت يظهر في عيون الأطفال حين ينتزعون من عائلاتهم أو يحرمون من أبسط احتياجاتهم. وأكدت أن اللقب بالنسبة لها ليس مجرد تقدير لمسيرتها، بل مسؤولية مضاعفة لمواصلة رسالتها.

واستعادت بعض ملامح مشوارها الفني، موضحة أن ما أبقاها قريبة من جمهورها طوال هذه السنوات هو حبها الحقيقي للتمثيل. ففي البداية كانت تتطلع للشهرة، لكنها سرعان ما أيقنت أن النجاح الحقيقي يكمن في أن تكون محبوبة عبر أعمال تليق بالاحترام وتترك أثرا صادقا.

شراكة ونجاح

من ناحية أخرى، تستعد منى واصف للمشاركة في مسلسل “مولانا”، إلى جانب تيم حسن، ونور علي، وعبد المنعم عمايري، وهو من تأليف لبنى حداد وإخراج سامر البرقاوي.

ويأتي هذا المسلسل ليجدد الشراكة الفنية بين واصف وتيم حسن بعد سلسلة من النجاحات المشتركة بدأت مع “الهيبة” بأجزائه الخمسة، ثم “تاج”، وصولا إلى “تحت سابع أرض” الذي عرض خلال موسم رمضان الماضي.

وتحظى منى واصف، البالغة من العمر 83 عاما، بمكانة خاصة لدى الجمهور الذي أطلق عليها لقب “سنديانة الدراما”. وخلال مسيرتها التي بدأت في ستينات القرن الماضي، شاركت في أكثر من 200 عمل فني، من بينها “باب الحارة”، “الولادة من الخاصرة”، “مدرسة الحب”، إلى جانب العديد من الأدوار التي رسخت نجاحها وجعلتها إحدى أبرز نجمات الدراما العربية.

شاركها.
اترك تعليقاً