اختتم مهرجان الكويت الدولي للمونودراما دورته الثامنة مؤخرًا، ليترك بصمةً فنيةً مميزةً في عالم المسرح. شهد المهرجان، الذي اختتم فعالياته يوم الخميس الماضي، تقديم عروض متنوعة وغنية من دول عربية وأجنبية، مما عزز مكانة مهرجان الكويت الدولي للمونودراما كمنصة هامة لعرض الإبداعات المسرحية الفريدة من نوعها. هذا العام، سلط المهرجان الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية عميقة، وقدم تجارب مسرحية مؤثرة تركت أثرًا كبيرًا في نفوس الحضور.

ختام دورة ثامنة ناجحة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما

بعد أربعة أيام من العروض الشيقة والمثيرة للتفكير، أسدل الستار على الدورة الثامنة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما. تميزت هذه الدورة بتنوع المشاركات وجودة العروض المقدمة، مما جعلها حدثًا بارزًا في المشهد الثقافي الكويتي والإقليمي. استقطب المهرجان جمهورًا واسعًا من محبي المسرح والنقاد، الذين أشادوا بالمستوى الفني الرفيع للعروض والجهود المبذولة لتنظيم هذا الحدث الثقافي الهام.

تكريم المخرج التونسي حافظ خليفة

من أبرز محطات المهرجان، كان تكريم المخرج التونسي حافظ خليفة عن مسرحية “ماسح الأحذية” التي مثلت دولة قطر. هذا التكريم الخاص جاء تقديرًا للإخراج المتميز للمسرحية التي تناولت موضوعًا اجتماعيًا معبرًا عن معاناة المواطن العربي في ظل الظروف الراهنة. تتناول المسرحية قصة مؤثرة لأستاذ جامعي يجد نفسه مضطرًا للعمل كـ ماسح أحذية بعد فقدان عائلته، لتكشف عن مأساة إنسانية ووجه آخر للمجتمع. العمل أثار تفاعلاً واسعًا من الجمهور والنقاد على حد سواء.

لجنة التحكيم وتوصياتها الهامة

تشكلت لجنة تحكيم مهرجان الكويت الدولي للمونودراما من نخبة من رواد المسرح، برئاسة المخرج السعودي فهد ردة الحارثي، وعضوية المخرج والمسرحي البحريني خالد فارس الرويعي، والممثلة والإعلامية الكويتية أبرار علي المفيدي. وقد قدمت اللجنة مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تطوير المهرجان في الدورات القادمة.

تطوير المهرجان: رؤية مستقبلية

أوصت لجنة التحكيم بضرورة زيادة مدة المهرجان لإتاحة الوقت الكافي للتنظيم والترتيب الفني للعروض. كما شددت على أهمية تنظيم ورش عمل متخصصة في تقنيات الأداء المنفرد والإخراج الخاص بالـ المونودراما، بهدف تطوير مهارات الفنانين والمسرحيين المشاركين. بالإضافة إلى ذلك، دعت اللجنة إلى تطوير البنية التقنية للعروض من خلال تحسين الإضاءة والصوت والتصميم في المسارح المجهزة خصيصًا لهذا النوع من العروض، وأيضًا توثيق العروض في أرشيف خاص للمحافظة على هذا التراث الفني. هذه التوصيات تعكس حرص اللجنة على الارتقاء بمستوى المهرجان وتعزيز مكانته كمنصة إبداعية رائدة.

أسماء الفائزين في المهرجان

شهد حفل الختام تكريم الفائزين في مختلف فئات الجوائز. فازت كاترين هاشم عن مسرحية “قمر أحمر” (العراق) وتهاني سليم عن مسرحية “أصوات عميقة” (فلسطين) بجائزة أفضل ممثلة. في حين حصد سيفمو موتسوري عن مسرحية “بي بتر دوج” (جنوب أفريقيا) جائزة أفضل ممثل. وتُوّج رافاييل بونيتو بجائزتي أفضل سينوغرافيا عن مسرحية “ميديا ترينو” (إسبانيا) وأفضل مخرج عن نفس المسرحية. أما جائزة أفضل نص، فقد كانت من نصيب خالد الجابر عن مسرحية “ماسح الأحذية”. هؤلاء الفنانون المبدعون قدموا أعمالًا فنية متميزة أثرت في الجمهور وأثبتت قدراتهم العالية في مجال المسرح. الفن المسرحي بصفة عامة حظي بتقدير كبير خلال فعاليات المهرجان.

ختامًا، كان مهرجان الكويت الدولي للمونودراما في دورته الثامنة تجربة فنية وثقافية ناجحة بكل المقاييس. لقد نجح المهرجان في تحقيق أهدافه في دعم وتشجيع المسرح المنفرد وتقديم أعمال فنية متميزة تعبر عن قضايا معاصرة وإنسانية. ونتطلع إلى المزيد من الإبداع والتميز في الدورات القادمة، مع الأمل في أن يستمر المهرجان في لعب دوره الحيوي في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والإقليمي. ندعوكم لمتابعة أخبار المهرجان والاستعداد للدورة القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً