أكد الفنان السعودي نواف الظفيري أن أكبر التحديات التي واجهته أثناء التحضير لفيلمه الجديد “هجرة” تمثلت في إتقان اللغة الأوردية بلهجتها المحلية. وقد استغرق هذا الجهد وقتًا كبيرًا، ولكنه كان ضروريًا لتقديم أداء واقعي ومقنع في الفيلم الذي يلقي الضوء على قصة إنسانية مؤثرة. يمثل فيلم “هجرة” إضافة مهمة للسينما السعودية، ويستكشف موضوعات الهوية والانتماء والتحديات التي تواجه المجتمعات.
فيلم “هجرة” وتحدي اللغة الأوردية
أوضح الظفيري أنه لجأ إلى صديق باكستاني مقيم في المملكة لمساعدته في فهم اللغة الأوردية وتعقيداتها. وقد عمل الاثنان بشكل مكثف على النص لضمان النطق الصحيح والتعبير الدقيق عن مشاعر الشخصية التي يجسدها. هذا التعاون ساهم بشكل كبير في نجاحه في تجاوز هذا التحدي اللغوي.
واقعية الشخصية والتحضير للدور
أشار الظفيري إلى أن ما جذبه للمشاركة في فيلم “هجرة” هو واقعية شخصية “أحمد” وقربها من تجاربه الإنسانية. وأضاف أن الشخصية لم تكن غريبة عليه، بل شعر بأنه يعرفها جيدًا ويتعاطف معها. لتحضير الدور، لم يكتفِ الظفيري بالاعتماد على النص، بل قام بزيارة مدينة مكة المكرمة والتعايش مع البيئة التي تدور فيها أحداث الفيلم، والالتقاء بأشخاص يشبهون “أحمد” في حياتهم اليومية.
كما ذكر أن وجود الفنانة القديرة خيرية نظمي في فريق العمل، بالإضافة إلى مدير التصوير العالمي ميغيل ليتين مينز، كان حافزًا إضافيًا له للمشاركة في هذا المشروع الفني. وقد اطلع على أعمال مينز السابقة وأعجب بأسلوبه المتميز في التصوير.
صورة السعودية الجديدة والتنوع الثقافي
يركز فيلم “هجرة” على تقديم صورة مختلفة للسعودية، تتجاوز الصور النمطية الشائعة. ويبرز الفيلم التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة، ويحتفي برموز الهوية الوطنية مثل الإبل والصقور والخيل العربية الأصيلة. هذا التوجه يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي والسياحي.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط الفيلم الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، مثل التحديات التي تواجه العمالة الوافدة وأهمية التسامح والتعايش. ويقدم الفيلم رسالة إيجابية عن قوة الإرادة والأمل في مواجهة الصعاب.
تحديات التصوير ومواقع الفيلم
تم تصوير فيلم “هجرة” في تسع مناطق مختلفة داخل المملكة العربية السعودية، مما شكل تحديًا لوجستيًا كبيرًا لفريق العمل. ومع ذلك، فقد استمتع الفريق بالتنقل بين هذه المناطق واكتشاف جمال الطبيعة والتنوع الجغرافي للمملكة. وقد أبدى أعضاء الفريق الأجنبي إعجابهم الشديد بهذه المناظر الطبيعية الخلابة.
أما عن أصعب مشهد في الفيلم، فقد ذكر الظفيري أنه المشهد الأخير الذي يظهر فيه شخصية “أحمد” داخل قسم الشرطة. هذا المشهد تطلب منه تركيزًا عاليًا وجهدًا داخليًا كبيرًا للتعبير عن المشاعر المعقدة التي تعتمل في صدر الشخصية.
جائزة أفضل ممثل في مهرجان أيام قرطاج السينمائية
فاز نواف الظفيري بجائزة أفضل ممثل في مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن دوره في فيلم “هجرة”. وقد تلقى خبر الفوز خلال تواجده في المملكة العربية السعودية، حيث كان مرتبطًا بعمل فني آخر. وأعرب عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم، مؤكدًا أن جميع الأفلام المشاركة في المهرجان كانت جديرة بالفوز. هذا الفوز يمثل اعترافًا بموهبة الظفيري وبجودة فيلم “هجرة”.
من المتوقع أن يتم عرض فيلم “هجرة” في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية خلال الأشهر القادمة. كما من المقرر عرضه تجاريًا في دور السينما في المملكة العربية السعودية ودول أخرى. وتعتبر هذه الخطوات مهمة لتعزيز مكانة السينما السعودية على الساحة العالمية، ولإيصال رسالة الفيلم إلى أكبر شريحة من الجمهور. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الطموحات الفنية والنجاح التجاري، وهو ما يتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية.















