أعلنت نقابة المهن التمثيلية في مصر صباح اليوم السبت، 20 ديسمبر 2025، عن وفاة الفنانة القديرة سمية الألفي عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل وشجاع مع مرض السرطان. هذا النبأ المحزن هزّ الأوساط الفنية والعربية، وأثار موجة من الحزن بين محبيها وجمهورها. ستُقام صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، لتوديع إحدى أبرز نجمات الفن المصري.

رحلة سمية الألفي مع المرض والصمود

عانى الفنانة سمية الألفي لسنوات طويلة مع مرض السرطان، حيث ابتعدت عن الأضواء خلال السنوات الست الأخيرة بسبب إصابتها بورم نادر. سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للخضوع لسبع عمليات جراحية دقيقة على الأقل، في محاولة للتغلب على هذا المرض اللعين. وفي عام 2023، أعلنت الفنانة عن تعافيها، وهو خبر أسعد محبيها، ولكن للأسف عاودها المرض مرة أخرى.

آخر ظهور علني للفنانة الراحلة

كان آخر ظهور علني للفنانة سمية الألفي خلال زيارتها لموقع تصوير فيلم “سفاح التجمع” بطولة نجلها الفنان أحمد الفيشاوي. وقد عبرت عن سعادتها بمشاهدة ابنها يتألق في هذا العمل الفني المثير. الفيلم، الذي يشارك فيه نخبة من الممثلين مثل انتصار وسينتيا خليفة وآية سليم، مستوحى من وقائع جرائم حقيقية، ويحظى باهتمام كبير من الجمهور والنقاد.

مسيرة فنية حافلة بالإنجازات

ولدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، وحصلت على ليسانس الآداب قسم الاجتماع. بدأت مسيرتها الفنية عام 1978 من خلال مسلسل “أفواه وأرانب”، ومنذ ذلك الحين قدمت أكثر من 100 عمل فني متنوع بين المسرح والسينما والتلفزيون. تميزت الفنانة الراحلة بقدرتها الفائقة على تجسيد الأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء، مما جعلها محبوبة لدى شريحة واسعة من الجمهور.

أعمال فنية خالدة في الذاكرة

شاركت سمية الألفي في العديد من الأعمال الفنية البارزة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، مثل مسلسلات “ليالي الحلمية” و”الراية البيضا” و”بوابة الحلواني”، بالإضافة إلى فيلم “العطار والسبع بنات”. وقد عُرفت بأدائها الهادئ والرومانسي، وارتبط اسمها بالعديد من كبار نجوم جيلها. كانت لديها موهبة فريدة في إضفاء الحيوية على الشخصيات التي تجسدها، مما جعلها واحدة من أكثر الممثلات تميزًا في تاريخ السينما المصرية.

الحياة الشخصية والعائلية

تزوجت سمية الألفي من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه الفنانين أحمد وعمر الفيشاوي. كانت تربطها علاقة قوية جدًا بعائلتها، وحرصت خلال فترة مرضها على البقاء قريبة منهم. وقد كان نجلها أحمد الفيشاوي من أكثر الداعمين لها في رحلتها مع المرض، حيث كان يحرص على زيارتها باستمرار وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لها. كما كانت الفنانة سمية الألفي تحرص على متابعة أعمال نجلها الفنية وتقديم النصائح له.

إرث فني خالد

رحيل سمية الألفي يمثل خسارة كبيرة للدراما العربية. تركت الفنانة الراحلة إرثًا فنيًا خالدًا سيظل يذكرها به الأجيال القادمة. ستظل أعمالها الفنية مصدر إلهام للشباب الطموح، وستظل صورتها محفورة في قلوب محبيها. إنها فنانة عظيمة قدمت الكثير للسينما والتلفزيون المصري، وستظل ذكراها العطرة خالدة في تاريخ الفن العربي. كما أن أفلام سمية الألفي ستظل محط اهتمام وعرض على الشاشات.

في الختام، نتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفنانة سمية الألفي وجميع محبيها، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. رحم الله الفنانة القديرة، وألهم أهلها الصبر والسلوان. ندعوكم لمشاركة هذا الخبر مع الأصدقاء والعائلة، وتذكر الفنانة القديرة بالدعاء.

شاركها.
اترك تعليقاً