اليونسكو تبدأ مداولاتها في الهند لاختيار تراث ثقافي غير مادي جديد

بدأت منظمة اليونسكو (UNESCO) اجتماعاتها في الهند لتقييم مجموعة متنوعة من الممارسات والتقاليد الثقافية من جميع أنحاء العالم، بهدف إدراجها في قوائم التراث الثقافي غير المادي. تتنافس العديد من العناصر المميزة، بما في ذلك البشت الخليجي، والكشري المصري، والشعر الموسيقي اليمني، للحصول على هذا الاعتراف العالمي الذي يضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة. هذه المداولات تمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني الذي يزخر به عالمنا.

سباق نحو الاعتراف العالمي: ترشيحات متنوعة من حول العالم

تضم قائمة الترشيحات الطويلة 66 عادة وحرفة من مختلف البلدان، مما يعكس التنوع المذهل للتراث الإنساني. بالإضافة إلى المرشحين العرب، تشمل القائمة فن اليودلية السويسري، وتقاليد الطهي الإيطالي، وثقافة حمامات السباحة في آيسلندا، ومهرجان ديوالي الهندوسي الشهير.

المرشحون العرب: بصمة ثقافية مميزة

يشكل البشت الخليجي، والكشري المصري، والشعر الموسيقي اليمني، جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية في مناطقهم. البشت، وهو الرداء التقليدي للرجال في دول الخليج، يمثل رمزًا للكرم والأصالة. أما الكشري المصري، فهو طبق شعبي يعكس تاريخًا طويلًا من التنوع والاندماج الثقافي. وفي اليمن، يحمل الشعر الموسيقي قيمة تاريخية واجتماعية عميقة، حيث يعتبر وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار ونقل الحكايات عبر الأجيال. إن إدراج أي من هذه العناصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي سيعزز مكانتها ويساهم في الحفاظ عليها.

ترشيحات أخرى تبرز التنوع الثقافي

لا تقتصر الترشيحات على هذه العناصر فحسب، بل تشمل أيضًا تقليد العرائس الخشبية “رود ماريونيت” في بروكسل، ومهرجان جيفاتا، وهو احتفال رأس السنة الجديدة الذي يقام في إثيوبيا. هذه الترشيحات تعكس التزام المجتمعات بالحفاظ على تقاليدها الفريدة ونقلها إلى الأجيال القادمة. كما أن وجود هذه التنوع في الترشيحات يؤكد أهمية الحفاظ على التراث الثقافي كجزء أساسي من الهوية الإنسانية.

معايير الإدراج في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي

لكي يتم إعلان ممارسة أو حرفة كتراث ثقافي غير مادي، يجب أن تستوفي عدة معايير أساسية. أهم هذه المعايير هو أن تكون هذه الممارسة أو الحرفة متناقلة من جيل إلى جيل، وأن يتم الحفاظ عليها حية من قبل مجتمع ما. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعكس هذه الممارسة أو الحرفة قيمًا ومعتقدات المجتمع، وأن تساهم في تعزيز التنوع الثقافي.

أهمية المشاركة الثقافية والتنوع

أكد كريستوف وولف، نائب رئيس اللجنة الألمانية لليونسكو، أن التراث الثقافي غير المادي يمثل المشاركة الثقافية والتنوع والحيوية. وهذا يعني أن اليونسكو لا تسعى فقط إلى حماية التقاليد القديمة، بل أيضًا إلى تشجيع المجتمعات على الاستمرار في ممارسة هذه التقاليد وتطويرها. إن الحفاظ على التراث الثقافي ليس مجرد مسألة تاريخية، بل هو أيضًا مسألة تتعلق بالمستقبل.

الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية في نيودلهي

تعقد الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي، الهند، في الفترة من الاثنين إلى السبت. خلال هذه الدورة، سيقوم الخبراء بفحص 11 ترشيحًا لقائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، و54 ترشيحًا للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بالإضافة إلى اقتراح واحد لسجل ممارسات الصون الجيدة. هذه الدورة تمثل فرصة حاسمة لاتخاذ قرارات مهمة بشأن مستقبل التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.

خاتمة: نحو مستقبل يحترم التراث الثقافي

إن المداولات الجارية في الهند حول التراث الثقافي غير المادي ليست مجرد حدث أكاديمي أو ثقافي، بل هي دعوة للاحتفاء بالتنوع الإنساني والعمل على حماية تقاليدنا وقيمنا للأجيال القادمة. إن إدراج العناصر الثقافية في قوائم اليونسكو يمثل اعترافًا بأهميتها وقيمتها، ويساهم في تعزيز الوعي بها وتشجيع المجتمعات على الحفاظ عليها. ندعو الجميع للمشاركة في هذه الجهود من خلال دعم المبادرات المحلية التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي، والتعرف على التقاليد المختلفة، ونقلها إلى الأجيال القادمة. شارك هذا المقال مع أصدقائك وعائلتك لزيادة الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي.

شاركها.
اترك تعليقاً