في ظل الحراك الرقمي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن مستهدفات رؤية 2030، تستعد كلاوديرا، المزود العالمي الرائد لحلول الذكاء الاصطناعي المعتمدة على البيانات، لافتتاح مكتبها الإقليمي الجديد في الرياض مطلع عام 2026. وتأتي هذه الخطوة تتويجاً لشراكات قائمة مع مؤسسات سعودية بارزة، وتعكس التزام الشركة طويل الأمد بالاستثمار في المملكة. وفي هذا السياق، كان لنا هذا الحوار مع نائب الرئيس الإقليمي لشركة كلاوديرا أحمد عيسى..

• بداية، ما الدافع وراء افتتاح مكتب إقليمي في المملكة العربية السعودية؟

•• المملكة اليوم تُعد أكبر اقتصاد في الخليج وأكثرها نشاطاً في تبني التقنيات المتقدمة. المشاريع الوطنية العملاقة، من نيوم إلى المبادرات الحكومية الرقمية، خلقت حاجة ملحّة لشركاء عالميين يمتلكون حضوراً فعلياً ويفهمون البيئة التنظيمية المحلية. من هنا جاء قرارنا بإنشاء مكتب إقليمي في الرياض، الذي يمنحنا قاعدة سوقية أكثر رسوخاً ويعزز ثقة عملائنا في التزامنا تجاه المملكة.

• كيف ترون هذه الخطوة ضمن استراتيجية كلاوديرا في المنطقة؟

•• نحن نتعاون منذ سنوات مع مؤسسات سعودية بارزة في قطاعات الاتصالات، والخدمات المالية، والنفط والغاز، إضافة إلى الجهات الحكومية. تأسيس كيان قانوني محلي ليس مجرد توسع جغرافي، بل هو انعكاس لالتزامنا طويل الأمد ودليل على جدّيتنا في الاستثمار. هذا الوجود المحلي يتيح لنا تدريب وتوظيف الكفاءات الوطنية، وهو جانب نعتبره محورياً في خططنا المستقبلية.

• ما الذي يميز السوق السعودية عن باقي الأسواق بالنسبة لكم؟

•• ما يميز السوق السعودية هو الطموح غير المسبوق لبناء اقتصاد رقمي عالمي المستوى. المؤسسات في المملكة لا تبحث فقط عن حلول تقنية متطورة، بل عن شريك يفهم البيئة المحلية وقادر على دعم متطلباتها التنظيمية. نحن نرى السعودية بيئة مثالية لتطبيق منصاتنا التي تجمع بين المرونة والسيادة، وتتيح للعملاء التحكم الكامل ببياناتهم مع الامتثال لأعلى المعايير.

• ما أبرز الحلول التي ستوفرونها للعملاء عبر مكتبكم الجديد؟

•• تعتمد منصتنا على بنية موحدة ومفتوحة المصدر، تمنح المؤسسات وصولاً آمناً إلى البيانات عبر بيئات تشغيل متعددة. القطاعات الحساسة مثل الصحة، والمالية، والنفط، والجهات الحكومية تحتاج إلى مستويات عالية من الحوكمة والامتثال، وهو ما نوفره عبر GovCloud وSovereign Cloud ومراكز البيانات المعزولة. والأهم أننا لا نفرض بيئة تشغيل واحدة على العملاء، بل نتيح لهم مرونة توزيع أعباء العمل بين السحابة ومراكز البيانات، مما يمنحهم سيطرة أكبر على الإنفاق ويحد من الارتهان لمزود واحد.

• كيف سيعزز وجود كيان قانوني محلي مكانة كلاوديرا في المملكة؟

•• تفضل المؤسسات الكبرى والجهات الحكومية التعامل مع كيانات مسجلة داخل المملكة؛ لأنها تمنحها ثقة أكبر من حيث الالتزام والامتثال. بوجود مكتب رسمي لـكلاوديرا العربية، سنكون أقرب إلى شركائنا وأكثر قدرة على تلبية متطلباتهم بشكل مباشر وسريع، بما يتوافق مع لوائح السحابة والبيانات الوطنية. هذا الحضور يعكس التزامنا العميق بأن نكون جزءاً من رحلة التحول الرقمي في السعودية.

• هل هناك خطط خاصة لدعم الكفاءات الوطنية في هذا المجال؟

•• بالتأكيد، نحن نؤمن أن الاستثمار في رأس المال البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار في التكنولوجيا. خططنا تشمل إطلاق برامج تدريبية متخصصة، وبناء شراكات مع الجامعات ومراكز البحث في المملكة، إلى جانب توفير فرص لتوظيف وتطوير الكفاءات السعودية. هدفنا أن نكون شريكاً في تمكين الشباب السعودي من اكتساب خبرات عملية متقدمة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وبناء جيل قادر على قيادة المشاريع الرقمية المستقبلية.

• كلمة أخيرة توجهونها لعملائكم وشركائكم في السعودية؟

•• رسالتنا واضحة: نحن هنا لنبقى. افتتاح مكتب كلاوديرا العربية في الرياض هو التزام استراتيجي طويل الأمد يعكس إيماننا برؤية السعودية 2030 وبقدرة المملكة على قيادة التحول الرقمي في المنطقة. وسنواصل تقديم حلول مبتكرة تعزز سيادة البيانات، وتمكّن المؤسسات من استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى أقصى حدودها، جنباً إلى جنب مع دعم تطوير الكفاءات الوطنية.

خاتمة:

مع هذا الحضور الجديد، تدخل كلاوديرا مرحلة أكثر رسوخاً في السوق السعودية، لتكون شريكاً رئيسياً في رحلة المملكة نحو اقتصاد رقمي متطور، قائم على الابتكار، والسيادة، والكوادر الوطنية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً