تعتبر شركة إنفيديا (Nvidia) من الشركات الرائدة عالميًا في مجال تطوير وتصنيع وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) والرقائق الإلكترونية، وقد أعلنت مؤخرًا عن نتائج مالية ممتازة للربع الثالث من عامها المالي 2025. هذه النتائج فاقت التوقعات بشكل كبير، مما يعزز مكانة إنفيديا في سوق التكنولوجيا المتنامي، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي. يترقب المستثمرون والمحللون هذه النتائج بشغف لتقييم مستقبل الشركة ودورها في ثورة الذكاء الاصطناعي.
أداء مالي يفوق التوقعات: نمو قوي لشركة إنفيديا
شهد الربع الثالث من العام المالي لشركة إنفيديا أداءً استثنائيًا، حيث ارتفع صافي الربح بنسبة ملحوظة بلغت 65% على أساس سنوي، ليصل إلى 31.9 مليار دولار أمريكي. هذا الرقم لقي استحسانًا واسع النطاق في بورصة وول ستريت، مما أدى إلى ارتفاع سهم الشركة بنحو 3% في تعاملات ما بعد الإغلاق. يعكس هذا النمو القوي الطلب المتزايد على منتجات الشركة، وخصوصًا الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات مراكز البيانات.
إضافة إلى ذلك، ارتفعت إيرادات الربع الثالث بنسبة 62%، وهي أول مرة تشهد الشركة هذا التسارع في النمو بعد سبعة أرباع متتالية. هذا يشير إلى أن استثمارات الشركة في تطوير تكنولوجيات جديدة، مثل رقائق بلاكويل، تؤتي ثمارها.
مبيعات قطاع مراكز البيانات تقود النمو
كان قطاع مراكز البيانات هو المحرك الرئيسي لنمو إنفيديا في الربع الثالث، حيث بلغت المبيعات في هذا القطاع 51.2 مليار دولار أمريكي. تجاوز هذا الرقم توقعات المحللين التي كانت تشير إلى مبيعات تقدر بـ 48.62 مليار دولار. هذا يؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه إنفيديا في توفير البنية التحتية اللازمة لتطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. الطلب على هذه الرقائق مدفوع بالحاجة المتزايدة إلى قوة حوسبة عالية لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعقدة.
رقائق بلاكويل تحقق نجاحًا باهرًا
أكد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن مبيعات رقائق بلاكويل الجديدة تجاوزت التوقعات بشكل كبير، وأن جميع وحدات معالجة الرسوميات السحابية قد بيعت بالكامل. بلاكويل هي أحدث جيل من رقائق الشركة المتطورة، وهي مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطلبًا.
وأضاف هوانغ أن بيئة الذكاء الاصطناعي تشهد توسعًا سريعًا، مع ظهور العديد من الشركات الناشئة الجديدة التي تعمل في هذا المجال. هذا التوسع يخلق فرصًا جديدة لشركة إنفيديا لزيادة مبيعاتها وترسيخ مكانتها الرائدة في السوق. تطوير الذكاء الاصطناعي يشهد زخمًا هائلاً، مما يعزز الطلب على الحلول المبتكرة التي تقدمها إنفيديا.
توقعات إيجابية للربع الرابع
تتوقع شركة إنفيديا أن تبلغ مبيعاتها في الربع الرابع 65 مليار دولار أمريكي، مع هامش خطأ لا يتجاوز 2%. هذا الرقم أعلى من تقديرات المحللين التي تبلغ 61.66 مليار دولار. تؤكد هذه التوقعات الإيجابية استمرار نمو الشركة، وتعكس ثقتها في قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها. هذه التوقعات تدعم فكرة أن إنفيديا تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها طويلة الأجل.
تركيز أعمال إنفيديا وتخوفات الفقاعة
أصبح عمل شركة إنفيديا أكثر تركيزًا مع مرور الوقت، حيث استحوذ 4 عملاء رئيسيين على 61% من إجمالي المبيعات في الربع الثالث، مقارنة بـ 56% في الربع الثاني. هذا يدل على أن الشركة تعتمد بشكل كبير على عدد قليل من العملاء الكبار، الأمر الذي قد يشكل خطرًا في حالة فقدان أحد هؤلاء العملاء.
فيما يتعلق بمخاوف “فقاعة الذكاء الاصطناعي”، يرى هوانغ أن الطلب المتزايد على رقائق إنفيديا لا يشير إلى ذلك. ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن النتائج المالية القوية قد لا تكون كافية لتهدئة هذه المخاوف، مشيرين إلى أن نمو الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل. يجب أخذ هذه التحذيرات في الاعتبار، وتقييم المخاطر المحتملة بعناية.
عقود إعادة التأجير الضخمة
أبرمت إنفيديا عقودًا بقيمة 26 مليار دولار أمريكي لإعادة تأجير رقائقها من عملاء الخدمات السحابية. هذا الرقم يزيد عن ضعف ما كانت عليه في الربع السابق. تشير هذه العقود إلى وجود طلب كبير على رقائق الشركة، وأن عملاء الخدمات السحابية يرون قيمة كبيرة في استخدامها لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. هذا يفتح آفاقًا جديدة للنمو لشركة إنفيديا في هذا القطاع الحيوي.
في الختام، أظهرت شركة إنفيديا أداءً ماليًا قويًا في الربع الثالث من عامها المالي 2025، مدفوعًا بالطلب المتزايد على رقائقها في قطاع الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يجب على الشركة أن تواصل تنويع قاعدة عملائها وتتبع المخاطر المحتملة المتعلقة بفقاعة الذكاء الاصطناعي للحفاظ على نموها على المدى الطويل. تشجع هذه النتائج المستثمرين على متابعة أداء الشركة عن كثب، والتأمل في الفرص التي يوفرها قطاع الذكاء الاصطناعي المتنامي.















