تلقت أسعار النفط الخام دعما جيدا من بدء التخفيضات الإضافية الطوعية من جانب تحالف “أوبك +” وعلى رأسه تخفيضات السعودية بنحو مليون برميل يوميا لشهر تموز (يوليو) الجاري.
وتفاعلت السوق إيجابيا مع إعلان السعودية أمس الأول أنها ستمدد خفض إنتاجها الاختياري مليون برميل يوميا حتى آب (أغسطس) المقبل.
وتنطلق اليوم أعمال السيمنار الدولي الثامن لمنظمة أوبك في فيينا بمشاركة وزراء الطاقة ورؤساء ومديري شركات الطاقة العملاقة إلى جانب الباحثين والخبراء والمحللين لمناقشة تحديات صناعة النفط الخام في الأعوام المقبلة.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن التقلبات السعرية ما زالت مستمرة حيث ارتفعت أسعار النفط الخام لكنها لا تزال مثقلة بخلفية عن وفرة العرض التي تلبي طلبا مشكوكا فيه أكثر من أي وقت مضى.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن تحالف “أوبك +” يواصل خطة تقليص الإمدادات في محاولة لتعزيز توازن السوق النفطية ولدعم الأسعار بهدف تنشيط الاستثمارات خاصة في مشاريع المنبع.
ولفت إلى أنه رغم أن إنتاج أوبك الإجمالي كان مستقرا على نطاق واسع الشهر الماضي إلا أن من المتوقع عادة أن تقدم أخبار التخفيضات من السعودية وروسيا دعما أكبر للأسعار.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إنه لا يزال جانب بيانات الطلب متأرجحا ما ينال من استقرار سوق النفط العالمي، مفسرا ذلك بأن البيانات الاقتصادية الرئيسة لهذا الأسبوع من قطاعات التصنيع في جميع أنحاء العالم مخيبة للآمال من الصين مرورا بأوروبا وصولا إلى الولايات المتحدة.
وأشار إلى قلق السوق النفطية من قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة في أغلب الدول تقريبا وذلك لمحاربة التضخم العنيد والمقلق، مبينا أن النشاط الاقتصادي المنخفض الآن أصبح هدفا فعالا للسياسة النقدية وهو ما يؤثر سلبا في احتياجات الطاقة واستهلاكها.
من ناحيته، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن التحرك الصعودي لأسعار النفط الخام جاء مدفوعا بإعلان السعودية أنها ستمدد خفض الإنتاج في آب (أغسطس) المقبل علاوة على خطة روسيا لخفض صادراتها النفطية، مبينا أنه رغم الأخبار الصعودية المفترضة لا تزال المعنويات الهبوطية قوية في أسواق النفط مع تركيز المتداولين على النظرة الكلية غير المؤكدة.
وعد أن تفاهمات “أوبك+” مستمرة لمصلحة استقرار السوق النفطية وتزيد قوة وتأثير التحالف، موضحا أنه في يوم إعلان قرار التمديد السعودي نفسه، أعلنت روسيا أنها ستخفض صادراتها النفطية بمقدار نصف مليون برميل يوميا الشهر المقبل، لافتا إلى تأكيد ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء أنه في إطار الجهود المبذولة لضمان سوق متوازنة ستخفض روسيا طواعية إمداداتها النفطية في آب (أغسطس) بمقدار 500 ألف برميل يوميا عن طريق خفض صادراتها إلى الأسواق العالمية بهذه الكمية.
بدورها، قالت جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن معنويات المتداولين في أسواق الطاقة هبوطية بقوة حيث يركز التجار على التحديثات الاقتصادية من الدول المستهلكة الرئيسة مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مبينة أن هذه التحديثات تشير إلى ضعف الطلب.
وتوقعت أن تقدم “أوبك+” على تخفيضات إنتاج مستقبلية بهدف دعم أسعار النفط خاصة إذا خيب نمو الطلب الآسيوي الآمال.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط 2 في المائة أمس، في الوقت الذي تقيم فيه السوق تأثير خفض السعودية وروسيا إنتاجهما في آب (أغسطس) في ظل ضعف آفاق الاقتصاد العالمي.
وقالت السعودية أمس الأول إنها ستمدد العمل بتخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة مليون برميل يوميا حتى آب (أغسطس) بينما تطوعت روسيا بخفض مستويات الإنتاج والتصدير في الشهر نفسه بمقدار 500 ألف برميل يوميا والجزائر بواقع 20 ألفا.
وبحسب “رويترز” قال تاماس فارجا المحلل لدى بي.في.إم إنه في حال تنفيذ تلك التخفيضات بالكامل فسيبلغ مقدار خفض الإنتاج 5.36 مليون برميل يوميا مقارنة بآب (أغسطس) 2022، بل ربما يتجاوز ذلك مع عجز عدة بلدان في تحالف “أوبك+” عن الوفاء بحصصهم الإنتاجية الكاملة.
ويبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج حاليا أكثر من خمسة ملايين برميل يوميا أو ما يعادل 5 في المائة من مجمل إنتاج النفط العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أمس 1.49 دولار إلى 76.14 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.41 دولار إلى 71.20 دولار.
وقال أندرو ليبو رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس “من الواضح أن السعودية تتخذ إجراءات استباقية ووقائية لتحقيق الاستقرار في سعر النفط الخام”.
وأغلق الخامان القياسيان منخفضين بنحو 1 في المائة في الجلسة الماضية، إذ أدت الآفاق الاقتصادية القاتمة إلى تخلي النفط عن المكاسب التي حققها في بداية التعاملات.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 76.12 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 76.14 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول تراجع عقب ارتفاعات سابقة وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.65 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.