استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع، حيث تلقت دعما من التخفيضات الطوعية لـ”أوبك+”، مقابل استمرار مخاوف الركود الاقتصادي العالمي.
وتعود التقلبات السعرية بشكل رئيس إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة للصين والإشارة إلى الركود الأمريكي الذي قوض الثقة بتوقعات النمو.
وقال لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون: إن أسعار النفط الخام تواجه ضغوطا هبوطية بسبب ضعف البيانات الاقتصادية القادمة من الصين وأمريكا، إضافة إلى توقعات بمواصلة البنوك المركزية رفع أسعار الفائدة.
وأشاد المحللون بجهود السعودية وروسيا في خفض الإنتاج وتقييد المعروض النفطي العالمي لمواجهة توقعات التباطؤ الاقتصادي، مشيرين إلى أن تحالف “أوبك+” يحافظ على توقعات إيجابية للطلب العالمي على النفط الخام، ما يشير إلى أن السوق قد تتجه نحو الانتعاش بوتيرة قوية ومتواصلة.
في هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن أسعار النفط الخام استقرت نسبيا عند أعلى مستوياتهما في عشرة أسابيع في ختام الأسبوع الماضي، لكن عمليات جني الأرباح والمخاوف الاقتصادية ضغطت هبوطيا على الأسعار في مستهل الأسبوع الجديد، حيث تشير الدلائل إلى أن التعافي الاقتصادي الصيني قد يتباطأ، ما قد يكبح مكاسب أسعار النفط.
وأضاف أن المعنويات الإيجابية ما زالت قائمة في السوق، حيث توجد جهود حثيثة للمنتجين في هذا الصدد، خاصة الإجراءات المتعلقة بالتخفيضات الطوعية التي اتخذتها مجموعة “أوبك+” بالتوازي مع خطط الإدارة الأمريكية من أجل إعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، وهو ما نجح بالفعل في وضع حد أدنى لأسعار النفط.
من جانبه، أكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن أسعار النفط الخام تحت وطأة عمليات جني أرباح واستمرار المخاوف بشأن أكبر اقتصادين في العالم وهما الولايات المتحدة والصين، مبينا أن السوق تتنازعها مؤثرات عدة قوية ومتضادة التأثير، أهمها مخاوف الاقتصاد الكلي مقابل جهود “أوبك+” لتشديد السوق.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن تخفيضات إنتاج تحالف “أوبك+” وإعلان الإدارة الأمريكية خططها لشراء نحو ستة ملايين برميل من النفط لدعم الاحتياطي البترولي الاستراتيجي أديا بالفعل إلى الحد من انخفاض أسعار النفط الخام، كما قدمت التخفيضات من كل من السعودية وروسيا كثيرا من الدعم للأسعار، على الرغم من أن السوق يجب أن تستمر في التعامل مع حالة عدم اليقين الكلية، التي هيمنت على السوق خلال الشهرين الماضيين.
وأشار إلى أن سوق النفط الخام ما زالت متفائلة في حدوث بعض الانتعاش في النصف الثاني من هذا العام معلقة الآمال على توقعات أن تحقق الصين مزيدا من التحفيز الاقتصادي والمالي في الأشهر المقبلة. بدورها، قالت تيتي أولاور مدير التسويق التجاري في شركة “سيتا” النيجيرية للنفط، إن ندوة “أوبك” الدولية في ختام الأسبوع الماضي كانت إيجابية للغاية وداعمة لاستقرار السوق النفطية من خلال رسائل قوية عن تماسك “أوبك+” ورغبتهم المستمرة في تطوير التعاون المشترك من أجل علاقة قوية ومتوازنة بين العرض والطلب والمخزونات. وذكرت أنه مع اندفاع البنوك المركزية لترويض التضخم عن طريق رفع معدلات الفائدة بدأ تجار النفط في بيع نفطهم المخزن لخفض التكاليف.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 78 سنتا أو 0.99 في المائة إلى 77.69 دولار للبرميل عند التسوية أمس. بينما هبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 87 سنتا أو 1.18 في المائة إلى 72.99 دولار للبرميل عند التسوية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.