استمرت أسعار النفط الخام في تلقي دعم جديد مع توجه إلى الحفاظ على وتيرة تحركات جيدة وسط توقعات بنمو الطلب خلال ذروة موسم القيادة في الولايات المتحدة، واستمرار التضخم والنمو الاقتصادي المعتدل، الذي من شأنه أن يحافظ على سقف لمكاسب خامي برنت والأمريكي.
وأوضح محللون نفطيون في تصريحات لـ”الاقتصادية”، إلى أن السوق النفطية تترقب خفض الإنتاج، الذي سيطبقه بعض منتجي “أوبك +” بدءا من بداية الشهر المقبل بهدف تقليل الفجوة بين العرض والطلب، لافتين إلى أن هذا الخفض بجانب زيادة الطلب الموسمي من شأنه أن يساعد على دعم السوق فعليا في الربع الثالث من العام الجاري.
وذكروا أن الأزمة الأخيرة في أوكرانيا أضافت مزيدا من التحديات أمام الاقتصاد الروسي، الذي يكافح بالفعل من قبل مع العقوبات وسقوف أسعار بيع النفط الروسي في الأسواق الدولية، ولا سيما أن روسيا تعد أكبر مصدر للنفط وثاني أكبر مصدر للخام للأسواق العالمية -وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل، مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية إن السوق النفطية تواجه حاليا ارتفاع درجة المخاطر الجيوسياسية، التي تهدد استقرار الإمدادات النفطية وهو ما يؤدي بدوره إلى تنامي مكاسب الأسعار، لكن في المقابل لا يمكن تجاهل أثار الضغوط الهبوطية على النفط، حيث إن التضخم المستمر من شأنه أن يبقي الضغط على البنوك المركزية للحفاظ على المواقف التقييدية، ومن المحتمل أن يتشدد أكثر في رفع متكرر لأسعار الفائدة، ما يفاقم أخطار الركود.
وعد أن الركود يحد صعود أسعار النفط، وذلك رغم تخفيضات “أوبك” والقلق من عدم الاستقرار في روسيا، لافتا إلى أنه من غير المرجح أن ينمو الطلب على النفط الخام في أكبر مستهلك في العالم بأي طريقة ذات مغزى هذا العام مع استمرار تعثر الاقتصاد الأمريكي.
ويتفق روبين نوبل، مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن أسعار النفط الخام تعززت على نحو كبير بسبب ضعف الدولار، ما جعل النفط أكثر جاذبية للمستوردين، وذلك مع تجاهل السوق حتى الآن للأزمة الراهنة في روسيا.
ولفت إلى استمرار ترقب المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت هناك احتمالات لحدوث مزيد من الاضطرابات في روسيا مضيفا أنه رغم كون البلاد منتجا رئيسا في تحالف “أوبك +” إلا أن أسعار النفط لم تتأثر كثيرا بالأزمة الراهنة.
ويضيف ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول”، لأبحاث النفط والغاز أن أسعار النفط الخام انخفضت بنحو 13 في المائة هذا العام ويرجع ذلك جزئيا إلى الصادرات القوية لروسيا، كما يوضح أيضا تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة والانتعاش الاقتصادي الباهت في الصين.
وأضاف أن الاقتصاد الصيني خالف التقديرات السابقة واستمر في إظهار إشارات على فقدان الزخم، حيث أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤ الإنفاق على كل شيء من السفر لقضاء العطلات إلى السيارات والمنازل.
وترى ليز إكسوي، المحللة الصينية والباحثة في شؤون الطاقة، أن الأخطار الجيوسياسية هي السمة الأبرز في السوق النفطية في المرحلة الراهنة وستعود السوق قريبا إلى العوامل الاقتصادية وستقود الأسعار أساسيات السوق وبيانات العرض والطلب والمخزونات.
ونقلت عن بيانات صادرة عن مجموعة “جولدمان ساكس” المصرفية أن الأحداث العالمية الأخيرة كان تأثيرها محدودا في أسعار الخام لأن الأساسيات الفورية للسوق لم تتغير، بينما أكدت شركة “كابيتال ماركتس” أن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية في روسيا وغيرها يجب أن يؤخذ في الحسبان في أي تحليل للسوق النفطية في الأمد القصير.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط الخام للجلسة الثانية على التوالي أمس، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات إلى 74.24 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عشرة سنتات إلى 69.47 دولار للبرميل. وارتفع برنت الإثنين 0.5 في المائة وزاد غرب تكساس الوسيط 0.3 في المائة.
ومن جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 74.65 دولار للبرميل الإثنين مقابل 74.14 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس الأول أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة وأن السلة خسرت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 76.45 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.