ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، وسجل مزيج برنت أول زيادة شهرية له هذا العام، إذ محا انخفاضا كبيرا في مخزونات النفط الخام الأمريكية أثر المخاوف من تأثر الطلب على الوقود بأي زيادة جديدة في أسعار الفائدة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر) 82 سنتا، أي: 1.1 في المائة إلى 75.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:10 بتوقيت جرينتش.
وصعد عقد أقرب استحقاق الأقل تداولا الذي انتهى تداوله أمس 52 سنتا إلى 74.86 دولار للبرميل. وتراجعت العقود بنحو 6 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى نهاية حزيران (يونيو)، مسجلة انخفاضا فصليا رابعا على التوالي، وفقا لـ”رويترز”.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 86 سنتا، أي: 1.2 في المائة مسجلا 70.72 دولارا. وانخفضت العقود 6.5 في المائة على أساس فصلي، في ثاني انخفاض فصلي على التوالي.
وتأثرت الأسواق في الأشهر القليلة الماضية بضغوط التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات الرئيسة وانتعاش أبطأ من المتوقع في التصنيع والاستهلاك الصيني.
لكن جاء الدعم من مؤشرات تدل على تعافي النشاط الاقتصادي الأمريكي، فضلا عن الانخفاض الحاد في مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي.
وتتلقى الأسعار مزيدا من الدعم من خطط خفض الإنتاج في تموز (يوليو)، إضافة إلى اتفاق “أوبك +” الأوسع نطاقا للحد من الإمدادات حتى 2024.
وتخشى الأسواق من شح المعروض بعدما قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام انخفضت بواقع 9.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 يونيو، وهو ما تجاوز بكثير توقعات المحللين في استطلاع بانخفاضها 1.8 مليون برميل.
وفي غضون ذلك، جرى تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الأول من العام إلى معدل سنوي يبلغ 2 في المائة مقارنة بـ1.3 في المائة أعلنت في وقت سابق.
لكن مكاسب النفط حدت منها بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين ومخاوف من رفع أسعار الفائدة. وأظهر مسح رسمي للمصانع في الصين انكماش نشاط الصناعات التحويلية للشهر الثالث على التوالي في يونيو لكن بوتيرة أبطأ. وتراجع النشاط غير الصناعي أيضا في يونيو، فيما جاءت البيانات متماشية إلى حد كبير مع توقعات المحللين.
وقال روبرت كارنل الرئيس الإقليمي للأبحاث في “آي.إن.جي” في مذكرة “لم تكن مفاجأة لكن ربما تكون حقيقة أن الانكماش مستقر نسبيا ومصدر ارتياح نسبيا، على الأقل لا تتدهور الأمور بشكل ملحوظ”.
وفي الولايات المتحدة، أشار جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس الأول، إلى أن من المرجح أن يستأنف البنك حملته لرفع أسعار الفائدة بعدما أبقاها دون تغيير في وقت سابق من الشهر الجاري.
ولا يزال المستثمرون حذرين من احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي ويقلل الطلب على النفط.
وأعاد رؤساء بنوك مركزية كبرى في العالم التأكيد أنهم يرون أن هناك حاجة لمزيد من التشديد في السياسة النقدية للحد من التضخم، لكنهم يعتقدون أن بوسعهم تحقيق ذلك دون التسبب في ركود.
ولم يستبعد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيدا من رفع الفائدة في اجتماعات البنك المقبلة. كما أكدت كريستين لاجارد رئيسة المركزي الأوروبي التوقعات بأن البنك سيرفع أسعار الفائدة في يوليو، قائلة إن هذه الخطوة مرجحة.
إلى ذلك، أعطت الحكومة النرويجية موافقتها على 19 مشروعا في مجالي النفط والغاز بقيمة إجمالية تفوق 200 مليار كرونة (17 مليار يورو).
وقال تيريي آسلاند وزير النفط والطاقة النرويجي إن “تنفيذ هذه المشاريع يضمن وظائف ويصقل المهارات ويوفر الأسس لمواصلة تطور تكنولوجي سيكون حاسما لتطوير أنشطة أخرى مثل التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه والهيدروجين والرياح البحرية والاستغلال البحري والمنجمي”.
وأضاف في بيان أن “المشاريع تشكل أيضا إسهاما مهما في أمن الطاقة في أوروبا”، علما أن النرويج المنتج الرئيس للهيدروكربونات، أصبحت العام الماضي أكبر مورد للغاز الطبيعي في أوروبا بدلا من روسيا التي خفضت شحناتها إليها إثر اندلاع الحرب في أوكرانيا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 74.38 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 75.15 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس الأول إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 77.24 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.