سجل النفط الخام مكاسب أسبوعية للأسبوع الرابع، وسط انخفاض أحجام التداول في الصيف، وإشارات مؤقتة بأن الأسواق العالمية تضيق، حيث كسب خام برنت 1.8 في المائة والخام الأمريكي 2 في المائة نتيجة نقص الإمدادات المتأثرة بتصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن روسيا أظهرت مؤشرات على تقليص صادرات الخام ضمن اتفاق تحالف “أوبك +” للمساعدة في تحقيق التوازن في الأسواق العالمية، كما كثفت الصين – أكبر مستورد للخام في العالم – جهودها لتعزيز انتعاشها الاقتصادي الضعيف.
وذكر التقرير الصادر أمس، أن النفط تأثر بمعنويات السوق الأوسع بسبب تضاؤل السيولة، حيث في الأغلب ما تنخفض أحجام النفط الخام خلال فترة العطلة الصيفية في وقت استقر فيه الخام الأمريكي بالقرب من 77 دولارا للبرميل في ختام الأسبوع.
ولفت إلى ارتفاع سعر النفط الخام منذ أواخر حزيران (يونيو) الماضي وسط إشارات إلى أن السوق تضيق، لكنه لا يزال منخفضا طوال العام، موضحا أن البيانات الاقتصادية الصينية الأخيرة لفتت إلى أن الانتعاش لا يزال ضعيفا ويستمر في الضغط على الطلب على النفط.
ولا تزال السياسة النقدية المتشددة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تلقي بثقلها على توقعات الطلب مع ارتفاع أسعار الفائدة في السوق هذا الشهر، حيث تنامت احتمالات مزيد من الارتفاع بشكل طفيف، بعد أن أشارت بيانات مطالبات البطالة الأولية الصادرة الخميس إلى استمرار قوة سوق العمل.
ويشير تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي إلى أن أسعار النفط تسير في المسار الصحيح وحققت مكاسب أسبوعية طفيفة، حيث تنمو توقعات التجار بحذر في الاتجاه الصعودي على الرغم من قوة الدولار والمضاربة على رفع سعر الفائدة مرة أخرى من بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وذكر أن الأسبوع الماضي شهد التجديد الأول لمخزون احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي منذ أكثر من أسبوعين مع حدوث انخفاض آخر في مخزونات النفط أسبوعا بعد أسبوع، حيث تراقب السوق المؤشرات الصعودية من قبل الدولار الأمريكي القوي والتكهنات المتزايدة حول اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وأشار إلى بقاء خام برنت عند 80 دولارا للبرميل بينما يحوم خام غرب تكساس الوسيط أعلى قليلا من 76 دولارا للبرميل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تحظر مبيعات الاحتياطي الاستراتيجي للصين، حيث صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة (85-14) لمصلحة تعديل قانون الدفاع السنوي الذي من شأنه حظر صادرات احتياطيات البترول الاستراتيجية إلى الصين على الرغم من أنه في العام الماضي تم بيع مليوني برميل فقط للمشترين الصينيين وهو جزء ضئيل مقارنة بمبيعات النفط الخام العادية.
وعلى صعيد آخر، ذكر تقرير “وورلد أويل” أن زيادة الإنتاج من الأراضي الفيدرالية الأمريكية يعد أمرا بالغ الأهمية لتلبية الطلب المتزايد على طاقة موثوقة وبأسعار معقولة مع تقليل الانبعاثات.
وأضاف أنه في خضم أزمة الطاقة العالمية هناك حاجة إلى إزالة الحواجز أمام إنتاج الطاقة في المستقبل ومعالجة عدم اليقين بالنسبة للمنتجين ومنع تثبيط الاستثمار في النفط والغاز الطبيعي خاصة أن الإدارة الأمريكية عملت مرارا وتكرارا على تقييد تطوير الطاقة التقليدية.
وأشار التقرير إلى أنه من المهم زيادة إنتاج الغاز الطبيعي والنفط في الولايات المتحدة، حيث يعتقد 90 في المائة من المواطنين أن ذلك سيساعد في تعزيز الاقتصاد الأمريكي، منوها إلى أن جميع قطاعات صناعة الغاز الطبيعي والنفط في أمريكا تدعم ما يقرب من 11 مليون وظيفة في الولايات المتحدة وذلك بالتوازي مع العمل على تسريع التقدم البيئي والسلامة من خلال تعزيز التقنيات الجديدة، حيث تم تطوير أكثر من 800 معيار لتعزيز السلامة التشغيلية والبيئية والكفاءة والاستدامة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، في ختام الأسبوع الماضي.. ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل الجمعة مدعومة بتزايد الأدلة ‏على نقص الإمدادات في الأشهر المقبلة واحتدام الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي ‏من شأنه أن يؤدي لاستمرار تراجع الإمدادات.‏
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.43 دولار أو 1.8 في المائة، لتبلغ عند التسوية 81.07 دولار للبرميل مع مكاسب أسبوعية بنحو 1.2 في المائة أنهى خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.42 دولار أو 1.9 في المائة، مرتفعا عند 77.07 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى له منذ 25 نيسان (أبريل). وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2 في المائة، تقريبا في الأسبوع.
وقال فيل فلين المحلل في برايس فيوتشرز جروب “بدأت الإمدادات العالمية في ‏التراجع وقد يتسارع ذلك بصورة كبيرة في الأسابيع المقبلة. قد تتأثر الأسعار، أيضا ‏بالمخاطر المتزايدة التي تنذر بنشوب حرب”.‏
وواصلت روسيا قصف منشآت تصدير المواد الغذائية الأوكرانية لليوم الرابع على ‏التوالي الجمعة واستولت على سفن في البحر الأسود، في تصعيد للصراع في ‏المنطقة منذ انسحاب موسكو هذا الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر ‏الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.‏
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء أن مخزونات النفط الخام ‏تقلصت وسط قفزة في صادرات الخام وزيادة استخدام المصافي.‏ في غضون ذلك، رحب المستثمرون بإجراءات التحفيز الاقتصادي التي ترمي إلى ‏دعم الاقتصاد الراكد في الصين.‏
وتشير البيانات الواردة من ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم إلى أن هدف النمو ‏السنوي للحكومة البالغ 5 في المائة، لن يتحقق.
انخفض العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ست هذا الأسبوع.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 669 هذا الأسبوع، كما انخفض عدد الحفارات هذا الأسبوع بمقدار 406 حفارات مقارنة بعدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت إلى انخفاض عدد حفارات النفط سبعة هذا الأسبوع إلى 530، بانخفاض 91 حتى الآن في 2023 وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار اثنين إلى 131 بفقدان 25 حفار غاز نشط منذ بداية العام كما اكتسبت منصات متنوعة ثلاث منصات هذا الأسبوع.
وأفاد بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار أربعة إلى 16 منصة أقل من الفترة نفسها من العام الماضي، كما انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار اثنين وهو الآن أقل بـ13 من هذا الوقت من العام الماضي.
ونوه إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة عند 12.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 14 تموز (يوليو) – وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا فقط من بداية العام، حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن بمقدار 400 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.