توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام بعد أسبوعين من التراجعات الأسبوعية بسبب العودة المحتملة لإمدادات النفط من إيران وفنزويلا، علاوة على البيانات المتقلبة للطلب في الصين والولايات المتحدة.
وأوضحوا في تصريحات لـ «الاقتصادية»، أن توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي ستظل هي القوة الدافعة الرئيسة للأسواق في الفترة المقبلة، ولا سيما أن الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي، الجمعة الماضي، لم يحمل أي جديد، ولم يؤثر في مسار أسعار النفط، بينما من المرجح أن تأتي بيانات الوظائف إيجابية هذا الأسبوع، ما يقلل الحاجة إلى رفع الفائدة الأمريكية.
وأكد المحللون حاجة الأسواق إلى بيانات تدعم زيادة الطلب على المدى الطويل، في وقت تقاوم فيه مكاسب النفط عودة الدولار إلى تسجيل أعلى مستوى له منذ شهرين، لكن لا تزال التوقعات طويلة المدى للنفط صعودية في ظل ضيق السوق مع بقاء الدولار مرتفعا.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة، إن تقلبات الأسعار تأتي في إطار التحركات الطبيعية لأسعار النفط الخام، مشيرا إلى أن تحالف “أوبك+” لديه الآليات الفاعلة والسريعة لضبط الأداء في السوق، وتعزيز التوازن بين العرض والطلب.
وأكد أن عودة صادرات إيران النفطية المحتملة لا تمثل مشكلة كبيرة للأسواق في الوقت الحالي، بحسب ما أورده مركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية.
ويرى، دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن زيادة المعروض النفطي المحتملة تكبح مكاسب أسعار النفط، ما جعلها تسجل أسبوعين من الخسائر بعد سبعة أسابيع من الصعود القياسي المتوالي، معتبرا أن زيادة العرض تأتي في لحظة هشة لأسواق النفط العالمية مع تعثر النمو الاقتصادي الصيني والطلب على الوقود، كما تعرقل الجهود التي يبذلها تحالف “أوبك+” لدعم الأسعار.
وأشار إلى تراجع العقود الآجلة لخام برنت 5 في المائة منذ أن سجلت أعلى مستوى لها في ستة أشهر في أوائل أغسطس الجاري على الرغم من تخفيضات الإنتاج القياسية لتحالف “أوبك+” بقيادة السعودية، الذي تم تمديده إلى سبتمبر المقبل مع الاستعداد لاحتمال تمديده وتعميقه مرة أخرى.
أما بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، فيشير إلى أن مكاسب النفط تكبحها حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي، ما يرجح معه استمرار تقلبات أسعار النفط، مؤكدا أن الاستهلاك الصيني يتعرض لضغوط، حيث تواجه البلاد أزمات تراوح بين البطالة بين الشباب والاضطرابات في قطاعي العقارات والأزمة المصرفية والبيانات الصينية ترجح أن استخدام الوقود في البلاد ربما بلغ الحد الأقصى لهذا العام.
ونوه إلى أن عملية بناء المخزونات تتباطأ بشكل ملحوظ في الصين، حيث تراجعت كمية المخزونات، التي كانت الصين تقوم بها في مرحلة ما بسبب ضعف نمو الطلب نتيجة البيانات الاقتصادية الضعيفة والمتأرجحة.
بدورها، تقول أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، إن عودة إمدادات النفط الخام المحتملة من فنزويلا وإيران ستدعم المعروض النفطي، وتخفف من تأثيرات خفض إنتاج “أوبك+”.
وأوضحت أنه لا تزال هناك عقبات لوجستية تحد من فرص عودة الصادرات النفطية الإيرانية، وأبرزها القيود المفروضة على الوصول إلى النظام المصرفي الدولي، التي تجعل من الصعب على إيران الحصول على أموالها، موضحة أنه دون الاستثمار الأجنبي، فإنها ستواجه صعوبات في تعزيز طاقتها الإنتاجية.
وأشارت إلى أن إيران وروسيا تم تجميدهما في السابق من الشحن والتأمين الدولي، ما دفعهما إلى الاعتماد على الناقلات من “الأسطول المظلم” لنقل حمولاتهما وهي ناقلات قديمة وغير مؤمنة تقوم بتعطيل أجهزة الإرسال والاستقبال لتجنب اكتشافها، مشيرة إلى أن روسيا تعتمد على هذه الناقلات، حيث تم منعها من الشحن التقليدي بعد حرب أوكرانيا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1 في المائة، إلى أعلى مستوى في أسبوع خلال تداولات ‏الجمعة مع ارتفاع أسعار الديزل في الولايات المتحدة وانخفاض عدد منصات النفط ‏واندلاع حريق في مصفاة في لويزيانا.‏
وارتفع خام برنت 1.12 دولار، أو 1.3 في المائة، ليبلغ عند التسوية 84.48 دولار ‏للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 78 سنتا، أو 1.0 في المائة، ليبلغ عند التسوية ‏‏79.83 دولار. وارتفعت العقود الآجلة للديزل نحو 5 في المائة، إلى أعلى مستوى في سبعة ‏أشهر تقريبا.‏
وقال فيل فلين، المحلل في “برايس فيوتشرز جروب”: “الشيء الرئيس كان القلق ‏بشأن أسعار الديزل، والمخاوف بشأن نقص الديزل عندما تدخل مصافي التكرير ‏في أعمال الصيانة”.
وأضاف، أن الأسعار تلقت دعما أيضا من حريق في مصفاة ‏لويزيانا، وانخفاض منصات النفط الأمريكية.‏
وعلى مدار الأسبوع، انخفض “برنت” أقل من 1 في المائة، وخسر خام غرب تكساس ‏الوسيط نحو 2 في المائة. وفي الأسبوع الماضي، انخفض كلا الخامين القياسيين بنحو ‏‏2 في المائة.‏

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.