استمرت التقلبات السعرية للنفط الخام عبر الأسواق خلال تعاملات أمس، ولا سيما مع حالة من عدم اليقين حول السياسة النقدية الأمريكية التي تلقي بظلالها على الأسواق.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يدفع المنتجون من خارج “أوبك” إنتاج السوائل العالمي إلى نمو 1.5 مليون برميل يوميا في 2023 و1.3 مليون برميل يوميا في 2024، مرجحة سعر البرميل 80 دولارا في النصف الثاني من العام الجاري.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن خفض إنتاج “أوبك+” بشكل إضافي وطوعي خاصة من جانب “أوبك+” يقلص المعروض النفطي خاصة مع وجود تقديرات ضعف أساسي في الطلب العالمي، لافتين إلى بقاء التفاؤل بالطلب العالمي رغم بطء تعافي الصين، خاصة بعدما أوضحت واشنطن سعيها لتجديد الاحتياطي الاستراتيجي.
ونوه المختصون إلى تجاوز واردات الصين من النفط الخام 12 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) كجزء من مجموعة أوسع من البيانات القوية للسلع الأساسية ومع ذلك انخفضت صادراتها التجارية بأكثر من المتوقع، ما زاد من مخاوف النمو.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن “أوبك+” واصلت تقييد المعروض النفطي لمواجهة تقديرات بنمو الركود والتباطؤ العالمي.
أما أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات فيرى أن خفض الإنتاج من جانب “أوبك+” كان ضروريا في ظل غياب اليقين عن الأسواق، لافتا إلى أن نمو الإنتاج سيكون في الولايات المتحدة، النرويج، كندا، البرازيل، وجيانا المحرك الأساسي للزيادة في إنتاج السوائل العالمية.
ويتفق أندريه جروسي مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية مع أن التخفيض الإنتاجي القياسي من جانب تحالف “أوبك+” لم يدعم رفع الأسعار بشكل كبير مع تركيز السوق بشكل أكبر على التباطؤ الاقتصادي بدلا من توقعات سوق أكثر ضيقا هذا العام.
ونوه إلى أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تفترض أن زيادة أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي ستبطئ التضخم دون التسبب في اضطرابات كبيرة في التوظيف أو النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.
بدورها، ذكرت ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية، أن أسعار النفط الخام ارتفعت نسبيا بعد أن ذكرت إدارة معلومات الطاقة أن هناك انخفاضا في المخزون بمقدار 500 ألف برميل في الأسبوع الجاري، هذا مقارنة بزيادة المخزون بمقدار 4.5 مليون برميل للأسبوع السابق ما دفع الأسعار للانخفاض.
وأشارت إلى أن المخاوف من الركود ما زالت باقية ومهيمنة بقوة على سوق النفط الخام، حيث تشير كثير من البيانات الاقتصادية إلى التباطؤ الحادث بالفعل، الذي يكبح مكاسب أسعار النفط، ما أدى إلى مقاومة تأثير قرارات وجهود “أوبك+” لإبقاء الأسعار في مستويات مزدهرة ومعززة للاستثمار خاصة في مشاريع المنبع.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بدعم من خفض الإنتاج ووقف محتمل لرفع أسعار الفائدة في البنك المركزي الأمريكي وهو ما فاق تأثيره مخاوف بخصوص ضعف الطلب وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وبحلول الساعة 12:17 بتوقيت جرينتش، ارتفعت أسعار خام برنت 62 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 77.57 دولار للبرميل، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 73.21 دولار للبرميل.
وقال تاماس فارجا من “بي.في.إم” للوساطة في النفط “مع انتهاء اجتماع “أوبك+”، يتحول التركيز الآن إلى الخطوة التالية التي سيتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي عندما يجتمع الأسبوع المقبل”.
وأضاف فارجا أن هناك توافقا متزايدا في الآراء على أن البنك المركزي الأمريكي لن يرفع سعر الفائدة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط حتى قبل أن يبدأ تراجع الإمدادات في استنزاف مخزونات النفط العالمية.
ويتوقع خبراء اقتصاد استطلعت “رويترز” آراءهم أن يحجم مجلس الاحتياطي الاتحادي عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الذي يعقد في 13 و14 حزيران (يونيو)، لكن قلة منهم تتوقع زيادة أخرى على الأقل هذا العام، ومع ذلك، فإن الزيادة المفاجئة التي أعلنتها كندا في أسعار الفائدة ذكرت المستثمرين للمرة الثانية هذا الأسبوع بأن رفع أسعار الفائدة عالميا لم ينته بعد.
وسجل الخامان القياسيان ارتفاعا نحو 1 في المائة عند تسوية الأربعاء، مدعومين بخطط السعودية لإجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج، لكن مكاسب الأسعار ظلت محدودة بسبب ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية وبيانات الصادرات الصينية الضعيفة.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بينما نمت مخزونات نواتج التقطير.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين ارتفعت 2.7 مليون برميل خلال الأسبوع، وهو ما يزيد على توقع المحللين ارتفاعا 880 ألف برميل. وزادت مخزونات نواتج التقطير نحو 5.1 مليون برميل خلال الأسبوع، متجاوزة توقع المحللين ارتفاعا 1.3 مليون برميل.
وأثارت الزيادة الأكبر من المتوقع في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة مخاوف حيال الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، خاصة أن السفر كان من المنتظر أن يزداد أكثر خلال عطلة يوم الذكرى.
في غضون ذلك، تراجعت مخزونات الخام الأمريكية 451 ألف برميل خلال الأسبوع، بينما توقع المحللون ارتفاعا بمقدار مليون برميل.
من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، سعر سلتها بسبب العطلة العامة في النمسا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.