استقرار أسعار الذهب اليوم: تقييم السوق لقرارات الفائدة الأمريكية
شهدت أسواق الذهب اليوم، الخميس، حالة من الاستقرار النسبي بعد ارتفاع ملحوظ في الجلسة السابقة، حيث وصل سعر أوقية الذهب إلى أعلى مستوى له في أسبوعين تقريبًا. يأتي هذا الاستقرار في ظل تقييم المستثمرين لاحتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية في ديسمبر القادم، وذلك بعد إشارات متباينة من قبل مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هذا التذبذب في التوقعات يؤثر بشكل مباشر على سعر الذهب، الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
أداء الذهب والمعادن النفيسة في السوق اليوم
استقر سعر الذهب في التعاملات الفورية عند 4160.43 دولارًا للأوقية، مع انخفاض طفيف. كما حافظت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لتسليم ديسمبر على سعرها عند 4161.80 دولارًا للأوقية. يعكس هذا التماسك حالة من الحذر في السوق، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة قد تؤثر على مسار أسعار الفائدة.
بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متفاوتًا:
- ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.54% لتصل إلى 53.63 دولارًا للأوقية.
- شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 2% ليصل إلى 1621.65 دولارًا.
- وزاد سعر البلاديوم بنسبة 0.81% ليصل إلى 1428.20 دولارًا.
تباين الآراء حول خفض الفائدة الأمريكية
يعتبر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة من أهم العوامل التي تؤثر على سعر الذهب. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض المسؤولين ضرورة خفض الفائدة في ديسمبر بسبب ضعف سوق العمل، يرى آخرون أن التيسير النقدي يجب أن يتوقف حتى يظهر التضخم تحسنًا ملحوظًا نحو الهدف المحدد وهو 2%.
جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وكريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، أشارا إلى أن ضعف سوق العمل قد يبرر خفض الفائدة في الاجتماع القادم. هذا التصريح أدى إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يدعم عادةً الاستثمار في الذهب.
توقعات السوق وتأثيرها على أسعار الذهب
على الجانب الآخر، هناك أصوات أخرى داخل البنك المركزي تدعو إلى الحذر. كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يرى أن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل، وهو ما يتماشى مع موقف الرئيس دونالد ترامب.
تشير أداة “فيد ووتش” التابعة لـ CME إلى أن السوق تتوقع حاليًا خفض الفائدة بنسبة 85% في ديسمبر. هذا التوقع القوي يعزز الطلب على الذهب، حيث يعتبره المستثمرون أصلًا آمنًا في ظل انخفاض أسعار الفائدة. فالذهب لا يدر عائدًا، وبالتالي يصبح أكثر جاذبية مقارنة بالسندات عندما تنخفض عوائدها.
جني الأرباح وتأثيرها على تقلبات سعر الذهب
بعد الارتفاع الذي شهده سعر الذهب في الأيام الأخيرة، بدأت بعض عمليات جني الأرباح بالظهور. كما صرح برايان لان من “جولد سيلفر سنترال” بأن المستثمرين يقومون بتحقيق الأرباح بعد الصعود الذي حدث يوم الأربعاء. هذا السلوك الطبيعي في الأسواق يمكن أن يؤدي إلى تقلبات مؤقتة في الأسعار، لكنه لا يغير بالضرورة الاتجاه العام.
بيانات اقتصادية إضافية وتأثيرها على السوق
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة أمس الأربعاء انخفاضًا في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، مما يشير إلى أن سوق العمل لا يزال يواجه صعوبات في توفير فرص عمل كافية للباحثين. هذه البيانات المتضاربة تزيد من حالة عدم اليقين وتدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب. تحليل اتجاهات أسعار الذهب يتطلب متابعة دقيقة لهذه المؤشرات الاقتصادية.
الخلاصة: مستقبل الذهب مرتبط بقرارات الفائدة
بشكل عام، يشهد سعر الذهب حالة من الاستقرار الحذر في الوقت الحالي، مع ترقب المستثمرين لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. التباين في الآراء داخل البنك المركزي والبيانات الاقتصادية المتضاربة تزيد من صعوبة التنبؤ باتجاه الأسعار على المدى القصير. ومع ذلك، فإن التوقعات القوية بخفض الفائدة في ديسمبر تدعم الطلب على الذهب، مما قد يؤدي إلى ارتفاعه في المستقبل. لذا، من المهم متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
هل تتوقع استمرار ارتفاع سعر الذهب؟ شاركنا رأيك في التعليقات!















