انخفضت أسعار الذهب اليوم، الخميس، في ظل تزايد قوة الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بشأن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم. يأتي هذا التراجع في وقت ينتظر فيه المستثمرون بفارغ الصبر صدور تقرير الوظائف الأمريكي المؤجل، والذي قد يقدم المزيد من الإشارات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. هذا التقلب في سوق الذهب يعكس حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين.

تراجع أسعار الذهب وتأثير قوة الدولار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا في المعاملات الفورية، حيث تراجعت بنسبة 0.35% لتصل إلى 4063.53 دولارًا للأوقية (الأونصة) في أحدث التداولات وقت كتابة هذا التقرير. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.56% لتصل إلى 4059.20 دولارًا للأوقية.

يعزو المحللون هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. فكلما ارتفعت قيمة الدولار، أصبح الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما يقلل من الطلب عليه. بالإضافة إلى ذلك، فإن تراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

تأثير توقعات أسعار الفائدة على الذهب

عادة ما يميل المستثمرون إلى الاستثمار في الذهب خلال فترات انخفاض أسعار الفائدة، حيث لا يدر الذهب عوائد مثل الأصول الأخرى. ومع ذلك، فإن التغيرات الأخيرة في توقعات أسعار الفائدة قد أثرت سلبًا على سعر الذهب.

وفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لـ “سي إم إي”، فإن احتمالية خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي يومي 9 و 10 من ديسمبر قد انخفضت من 49% أمس إلى حوالي 33% حاليًا. هذا الانخفاض في التوقعات يعزز قوة الدولار ويضعف الطلب على الذهب.

نظرة فنية على حركة أسعار الذهب

يرى كبير محللي السوق لدى أواندا، كيلفن وونغ، أن الذهب يتراجع حاليًا بسبب تقليص رهانات خفض أسعار الفائدة بشكل ملحوظ في الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن هذا الوضع قد يدفع سعر الذهب إلى البقاء دون مستوى 4100 دولار، مع وجود مقاومة عند مستوى 4155 دولارًا. ويتوقع وونغ أن يتداول الذهب دون المستوى الذي يتراوح بين 4000 و 3980 دولارًا.

هذه التحليلات الفنية تشير إلى أن الاستثمار في الذهب قد يشهد بعض الضغوط في المدى القصير، وأن المستثمرين يجب أن يكونوا حذرين قبل اتخاذ أي قرارات.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التراجعات على الذهب فقط، بل امتدت لتشمل بعض المعادن النفيسة الأخرى. فقد انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% لتصل إلى 50.88 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.23% ليصل إلى 1544.06 دولارًا.

في المقابل، شهد البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.325% ليصل إلى 1398.5 دولارًا. هذا التباين في الأداء يعكس اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن.

ارتفاع أسعار النفط وتأثير التطورات الجيوسياسية

على صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط بعد الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، وذلك في ظل تقييم الأسواق للمقترحات الأمريكية الأحدث لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والاستعداد للموعد النهائي المحدد لوقف التعاملات مع شركتي نفط روسيتين كبيرتين.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.09% لتصل إلى 64.20 دولارًا للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.01% لتصل إلى 60.04 دولارًا.

تأثير الصراع الروسي الأوكراني على أسعار النفط

تأتي هذه الارتفاعات في أسعار النفط في أعقاب تقرير لرويترز يفيد بأن الولايات المتحدة أرسلت إشارات إلى أوكرانيا من أجل قبول إطار عمل صاغته واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك من خلال التخلي عن أراض وبعض الأسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل، وهما أكبر منتجين ومصدرين للنفط في روسيا، مما قد يؤدي إلى تقليل المعروض من النفط في السوق العالمية.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

بشكل عام، تشهد أسعار الذهب و أسعار النفط تقلبات كبيرة في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية الأخيرة. من المتوقع أن يستمر هذا التقلب في المدى القصير، حيث يعتمد أداء هذه الأصول على عدة عوامل، بما في ذلك قوة الدولار، وتوقعات أسعار الفائدة، والتطورات في الصراع الروسي الأوكراني، وصدور تقرير الوظائف الأمريكي.

ينصح المستثمرون بمتابعة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة بناءً على تحليل شامل للسوق. من المهم أيضًا تنويع المحافظ الاستثمارية لتقليل المخاطر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version