تواصل السعودية استقطابها للاستثمارات في قطاعات البناء والتطوير العقاري، مدفوعة بارتفاع الطلب على المساحات المكتبية الفاخرة، إذ كشفت دراسة حديثة أن السعودية والإمارات من أبرز الدول عالمياً في تخصيص التكاليف للتشطيبات عالية الجودة، بمتوسط يتجاوز 2400 دولار للمتر المربع، متفوقة على المعدل العالمي البالغ 1830 دولاراً.

وكشفت دراسة حديثة لشركة «JLL» ضغوط التكلفة المعقدة التي يواجهها قطاع الإنشاءات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في عام 2025، مع ارتفاع تكاليف تجهيز المكاتب خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مبينة أن الارتفاع المستمر في التكاليف يعكس التوجه المتزايد لدى المؤسسات في المنطقة، حيث تخطط 44% منها لزيادة أيام العمل من المكتب خلال السنوات الخمس القادمة.

وأشارت إلى أن دبي أيضاً ضمن أعلى 20 مدينة عالمياً في مؤشر تكلفة المدن، ما يفسّر المنافسة المستمرة فيها على المساحات المكتبية من الفئة (أ) بينما في المملكة العربية السعودية، تقود مبادرات مثل «برنامج المقر الإقليمي» زيادة الطلب على هذه المساحات.

وقال رئيس خدمات المشاريع والتطوير لشركة «JLL» في المملكة العربية السعودية والبحرين مارون ديب: «يتوقع أن يستمر التفاؤل العام تجاه الاستثمار في مساحات العمل طوال عام 2025، باستثمار الشركات التي تركز على النمو في تجهيز المكاتب لدعم سياساتها المتعلقة بنمط العمل الهجين».

وأضاف ديب أن الاستثمارات الهادفة لتعزيز تجربة الموظف ستشهد تركيزاً متزايداً على تصميم مكان العمل، وحلول التكنولوجيا المبتكرة، وفرص التجديد، وذلك في ضوء تنامي اهتمام الموظفين بمساحات عمل صحية وموفرة للطاقة.

أخبار ذات صلة

 

وأوضح أن هناك عدة عوامل تساهم في ديناميكيات السوق الحالية؛ فقد أثرت اضطرابات سلسلة التوريد في عام 2024 بشكل غير متناسب على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما تسبب في تضييق الأطر الزمنية للمشاريع وارتفاع الأسعار.

وذكر أنه عادةً ما تُشكّل أعمال البناء، التي تشمل فواصل المساحات والأرضيات والتشطيبات وأعمال النجارة، الجزء الأكبر من تكاليف التجهيز، حيث تتراوح نسبتها من 26% في القاهرة، و36% في الإمارات، إلى 40% في السعودية، وتُعدّ هذه التكاليف الأكثر تأثراً بأسعار المواد الخام ومخاطر سلسلة التوريد.

وأضاف أن الخدمات الميكانيكية والكهربائية تستحوذ الآن على أعلى نسبة من تكاليف تجهيز المكاتب، حيث تتطلب معايير البيئة والاستدامة الصارمة أنظمة أكثر تعقيداً، مبينا أن القاهرة تحتل مرتبة متقدّمة بنسبة مئوية بلغت 39%، ما يجعلها من بين أعلى المدن عالمياً من حيث متوسط نسبة تكاليف خدمات الميكانيكا والكهرباء لكل متر مربع، بينما تتقارب دبي 30% والرياض 29% مع متوسط التكلفة العالمي البالغ 29%.

شاركها.
اترك تعليقاً