تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم الثلاثاء، ليسجل انخفاضًا ملحوظًا في السوق السوداء، بينما حافظ مصرف سوريا المركزي على سعره الرسمي. هذا التباين بين السعرين الرسمي والسوق الموازي يثير قلقًا متزايدًا بشأن الوضع الاقتصادي في البلاد، خاصة مع تزايد الحاجة إلى العملة الصعبة لإعادة الإعمار وتلبية الاحتياجات الأساسية. يتابع المواطنون السوريون عن كثب تطورات سعر الليرة السورية، لما لها من تأثير مباشر على قدرتهم الشرائية وحياتهم اليومية.
سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء: تدهور مستمر
شهدت الليرة السورية تراجعًا في قيمتها في مختلف المحافظات السورية. في دمشق وحلب وإدلب، انخفض سعر الصرف إلى 12,25 ليرة سورية عند الشراء، مقارنة بـ 12,000 ليرة سورية مساء أمس الاثنين. كما انخفض سعر البيع إلى 12,75 ليرة سورية من 12,50 ليرة سورية.
تفاصيل الأسعار في المحافظات السورية
- دمشق وحلب وإدلب: شراء: 12,25 ليرة سورية، بيع: 12,75 ليرة سورية.
- الحسكة: استقر سعر الصرف عند 12,275 ليرة سورية للشراء و 12,325 ليرة سورية للبيع.
هذا التراجع يعكس الضغوط المستمرة على الليرة السورية، والتي تتأثر بعوامل متعددة، بما في ذلك نقص المعروض من العملة الأجنبية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتأثير العقوبات الدولية. الوضع الاقتصادي في سوريا يتطلب مراقبة دقيقة لـ أسعار الصرف وتأثيرها على حياة المواطنين.
سعر صرف الليرة السورية في البنوك الرسمية
على الرغم من التدهور في السوق السوداء، يواصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر صرف الليرة السورية عند 11,000 ليرة سورية للشراء و 11,110 ليرة سورية للبيع. هذا السعر الرسمي لا يعكس الواقع الفعلي في السوق، ويستخدم بشكل أساسي للتعاملات الحكومية وبعض الاستيرادات المحدودة. الفجوة الكبيرة بين السعرين الرسمي والسوق الموازي تؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وتشجع على تهريب العملة.
عودة سوريا إلى نظام “سويفت” وأثرها المحتمل
في تطور إيجابي، أعلن مصرف سوريا المركزي الخميس الماضي عن إرسال أول رسالة عبر نظام “سويفت” (SWIFT) إلى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في نيويورك. يأتي هذا في إطار رفع العقوبات عن سوريا، ويمثل خطوة مهمة نحو إعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي.
صرح حاكم المصرف المركزي، عبد القادر الحصرية، بأنهم أرسلوا “رسالة تحية إلى جميع البنوك الدولية المراسلة، وبدأوا بالاحتياطي الفدرالي، مؤكدين عودتهم إلى النظام المالي الدولي وتطلعهم إلى علاقات تجارية طويلة الأمد”.
أهمية عودة سوريا إلى نظام “سويفت”
عودة سوريا إلى نظام “سويفت” ضرورية لإجراء التحويلات المالية مع المؤسسات الغربية، وهو أمر بالغ الأهمية لإدخال المبالغ الضخمة المطلوبة لإعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد المدمر. هذا الإجراء يفتح الباب أمام فرص جديدة للاستثمار والتجارة، ويمكن أن يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد. ومع ذلك، فإن تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه العودة يتطلب جهودًا متواصلة لتحسين مناخ الاستثمار ومعالجة المشاكل الهيكلية في الاقتصاد السوري. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة تطورات سعر الصرف عن كثب لضمان استقرار النظام المالي.
التحديات المستقبلية وتوقعات سعر الليرة السورية
على الرغم من عودة سوريا إلى نظام “سويفت”، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري. العقوبات الاقتصادية المستمرة، وتدهور البنية التحتية، ونقص الاستثمارات، كلها عوامل تساهم في الضغط على الليرة السورية.
من المتوقع أن يستمر سعر صرف الليرة السورية في التقلب في الفترة القادمة، ويتأثر بعوامل داخلية وخارجية. تحسين الوضع الاقتصادي يتطلب إصلاحات هيكلية شاملة، وزيادة الإنتاج، وتشجيع الاستثمار، وتحسين العلاقات مع الدول العربية والدولية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة السورية اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة التضخم والسيطرة على السوق السوداء. مراقبة أسعار الدولار في سوريا ستكون ضرورية لتقييم الوضع الاقتصادي.
في الختام، يواجه الاقتصاد السوري تحديات كبيرة، وتراجع سعر الليرة السورية هو أحد أبرز مؤشرات هذا التدهور. عودة سوريا إلى نظام “سويفت” تمثل خطوة إيجابية، ولكنها ليست كافية لحل جميع المشاكل. يتطلب تحسين الوضع الاقتصادي جهودًا متواصلة وإصلاحات شاملة، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي. نحث القراء على متابعة آخر التطورات الاقتصادية في سوريا، والتفاعل مع هذا المقال من خلال التعليقات والمشاركة.















