استمرت تقلبات أسعار النفط الخام بين الانخفاض والارتفاع وسط اقتراب الولايات المتحدة من اتفاق بشأن صادرات النفط الخام من فنزويلا.
وتقترب فنزويلا من التوصل إلى اتفاق يقضي بتخفيف الولايات المتحدة العقوبات على صناعتها النفطية مقابل إجراء انتخابات رئاسية أكثر حرية العام المقبل، ما قد يضيف إمدادات إلى سوق ضيقة.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن سوق الخام العالمية تأثرت بالأزمة في الشرق الأوسط وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى تعريض صادرات الخام للخطر.
وأشار المحللون إلى تخفيض مصافي التكرير المستقلة في الصين وارداتها من المواد الخام في سبتمبر، حيث انخفضت حصص واردات الخام ومن غير المرجح أن تنتعش واردات المواد الخام في الأشهر المقبلة.
ونقلوا عن تقارير دولية تأكيدها أن الولايات المتحدة تحاول زيادة نفوذها في سوق النفط العالمية عبر رفع الإنتاج من الخام وصادراته.
وفي هذا الإطار، ذكر سيفين شيميل، مدير شركة “في جي أندستري” الألمانية، أن النفط الخام أصبح سلعة ذات أهمية متزايدة في السوق خاصة بعد الحرب الروسية – الأوكرانية والحظر والعقوبات المفروضة على الخام الروسي في الغرب.
وأشار إلى نمو إمدادات النفط الخام الأمريكي في النصف الأول من هذا العام، ويتوقع أن تسجل إنتاجا قياسيا في عامي 2023 و2024، ومن المرجح أن يبلغ متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي 12.92 مليون برميل يوميا هذا العام و13.12 مليون برميل يوميا في العام المقبل، وهي مستويات قياسية جديدة، وذلك بحسب إدارة معلومات الطاقة.
من جانبه، قال روبين نوبل، مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن صادرات النفط الأمريكية سجلت قفزة كانت أكثر وضوحا في العامين الماضيين وسط حظر مفروض على إمدادات النفط الخام الروسي.
وأكد الحاجة إلى الاستمرار في تنمية استثمارات الطاقة، مبينا أن الاستثمارات العالمية السنوية في شبكات الطاقة تحتاج إلى مضاعفة قيمتها إلى أكثر من 600 مليار دولار سنويا بحلول 2030 إذا أراد العالم تحقيق الأهداف الوطنية للمناخ والطاقة.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن تدفقات النفط والغاز من إيران لم تتأثر في الوقت الحالي حتى لو طرأ تصعيد آخر مع الولايات المتحدة فالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ما زالت قائمة.
فيما قالت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، إن المخاطر الصعودية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط قوية، ولكن ذلك لا يعني استبعاد هبوط الأسعار من آن إلى آخر، مشيرة إلى النهج السياسي للإدارة الأمريكية هو الحد من احتمالات انقطاع إمدادات النفط.
وذكرت أن الحرب في أوكرانيا لم تدفع السياسيين في الغرب إلى استهداف تعطيل تدفقات النفط الروسية حتى في ذروة الصراع الروسي الأوكراني، لذا فمن غير المتوقع أن تكون صادرات النفط الإيرانية مقيدة أيضا.
وأشارت إلى أن استجابة الأسعار لتصاعد أعمال العنف في الشرق الأوسط جاءت متواضعة حتى الآن، كما أن احتمال الانخفاض الشديد في الأسعار أصبح محدودا للغاية.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بعد انخفاضه بأكثر من دولار يوم الإثنين. وبحسب “رويترز”، زادت العقود الآجلة لخام برنت 0.74 دولار إلى 90.39 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.69 دولار إلى 87.35 دولار. وارتفع الخامان القياسيان الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مع صعود خام برنت 7.5 في المائة في أعلى مكاسب أسبوعية منذ فبراير.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا، “أسعار النفط تتأرجح مع ترقب تجار الطاقة ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الأمريكية ستنجح في منع تفاقم الصراع بين إسرائيل وحماس وتحويله إلى حرب أوسع في المنطقة”.
وأضاف “توقعات الطلب على النفط الخام حصلت أيضا على دفعة بسيطة بعد أن أظهرت الجولة الأخيرة من البيانات الاقتصادية الأمريكية قوة بيانات أسعار المستهلكين وزيادة الإنتاج الصناعي”.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إيجاد سبل لزيادة تدفق النفط إلى الأسواق العالمية للحد من ارتفاع الأسعار. لكن أي زيادة حقيقية في إنتاج النفط من جانب فنزويلا ستستغرق وقتا بسبب نقص الاستثمارات في الآونة الأخيرة.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وأن السلة كسبت ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 90.01 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.