أوضح تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أن خام برنت في ختام الربع الثاني سجل أطول فترة من الخسائر الفصلية في البيانات التي تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود وسط إمدادات قوية ومخاوف مستمرة بشأن الطلب.
ولفت التقرير الذي نشر أمس، إلى أن أسعار الخام واجهت مخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، إضافة إلى انتعاش ضعيف في الصين، بينما أبقت صادرات الخام القوية من روسيا الإمدادات وفيرة، ما يفوق الزيادة المحتملة في الطلب الصيفي وخفض الإنتاج من منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”.
وأشار إلى استقرار أسعار الخام القياسي العالمي برنت دون 75 دولارا للبرميل الجمعة، مسجلا خسارة فصلية رابعة على التوالي في حين سجل الخام الأمريكي أول انخفاض فصلي متتال منذ 2019.
وعد التقرير أن النظرة المستقبلية للنصف الثاني مختلطة، حيث توقع بعض المحللين أن السوق ستضيق ويرجع ذلك جزئيا إلى انتهاء الصيانة الموسمية ومع ذلك قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبعض أقرانه أن مزيدا من الزيادات في أسعار الفائدة مرجحة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في استهلاك الطاقة.
وسجلت أسعار النفط الخام رابع خسارة فصلية ‏على التوالي بالنسبة لخام برنت، حيث يخشى المستثمرون من أن يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ‏إلى تراجع الطلب على الوقود، فيما سجل الخام الأمريكي ثاني تراجع ربع سنوي على التوالي بانخفاض ‏‏6.5 في المائة تقريبا في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وأفاد التقرير بأن المحللين في رويال بنك أوف كندا أعربوا عن خشيتهم بأن تتفاقم حالة اللامبالاة في السوق إذا لم يتم تشديد السوق المادية العالمية، عادين أن هذا قد ينتهي به الأمر إلى أن يكون عاما ضائعا لسوق النفط، حيث لا تزال الأخطار على الهامش.
وبين التقرير أن ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي أمر المسؤولين بالنظر في فرض حصص لتصدير المنتجات النفطية – وذلك بحسب بيان حكومي – عادا أنه إذا نفذت الدولة الحصص فقد يتقلص العرض على مستوى العالم.
وأضافت إدارة معلومات الطاقة –بحسب التقرير– أن من المتوقع أن ينخفض إجمالي إنتاج “أوبك” من سوائل النفط إلى 33.5 مليون برميل يوميا في 2023 بينما سينخفض السعر الفوري المتوقع لخام برنت من 101 دولار للبرميل في 2022 إلى 80 دولارا للبرميل، وستستمر عائدات الصادرات الصافية لـ”أوبك” في الزيادة في 2024.
ومن جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن منظمة أوبك تعمل بقوة على تصحيح التأثير السلبي الصادر عن البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين، مضيفا أنه مع بقاء أسعار النفط حول مستوى 75 دولارا لبرميل برنت من المحتمل أن تضطر “أوبك” إلى إجراء تخفيضات جديدة في الإمدادات، حيث إن سعر التعادل المالي لدى بعض المنتجين هو 80 دولارا للبرميل – بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر وافقت السعودية طوعا على تقليص أهدافها الإنتاجية بمقدار مليون برميل أخرى يوميا بدءا من بداية يوليو الجاري رغم إمكانية تمديد خفض الإنتاج وقد عادت أسعار النفط للارتفاع عقب القرار لكن الآثار لم تكن طويلة الأمد.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أغلقت أسعار النفط على ارتفاع الجمعة، لكنها سجلت رابع خسارة فصلية ‏على التوالي، إذ يخشى المستثمرون من أن يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ‏إلى تراجع الطلب على الوقود.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس التي انتهت الجمعة ‏‏56 سنتا، أو 0.8 في المائة، إلى 74.90 دولار عند التسوية. وفي الأشهر الثلاثة المنتهية ‏في نهاية يونيو، انتهى العقد منخفضا 6 في المائة. وصعد كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78 سنتا أو 1.1 في المائة إلى 70.64 ‏دولار للبرميل عند التسوية.
وسجل ثاني تراجع ربع سنوي على التوالي، بانخفاض ‏‏6.5 في المائة تقريبا في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وتأثرت الأسواق في الأشهر القليلة الماضية بضغوط التضخم وارتفاع أسعار الفائدة ‏في الاقتصادات الرئيسة وانتعاش أبطأ من المتوقع في التصنيع والاستهلاك ‏الصيني.‏ وبالنسبة لتعاملات الجمعة عزز تقرير وزارة التجارة الأمريكية الذي أظهر ارتفاع ‏التضخم السنوي الشهر الماضي بأبطأ وتيرة في عامين أسعار الخام.‏ وجاء الدعم أيضا من الانخفاض الحاد في مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع ‏الماضي، حيث تتلقى الأسعار مزيدا من الدعم من خطط السعودية لخفض الإنتاج نحو مليون ‏برميل إضافي يوميا في يوليو إضافة إلى اتفاق “أوبك+” الأوسع نطاقا للحد ‏من الإمدادات حتى 2024.‏ وأظهر مسح شمل 37 اقتصاديا ومحللا أن أسعار النفط ستجد صعوبة في ‏اكتساب قوة دافعة هذا العام مع استمرار الرياح غير المواتية في الاقتصاد العالمي.
ومن جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات في الولايات المتحدة إلى 674 هذا الأسبوع وهو أقل بمقدار 76 منصة عن هذا الوقت من العام الماضي وأقل بـ401 منصة عن العدد في بداية 2019، قبل الوباء.
ولفت التقرير الأسبوعي لشركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى انخفاض عدد حفارات النفط بواحدة هذا الأسبوع إلى 545 وانخفض عدد منصات الغاز ستة إلى 124، وهو أقل عدد من حفارات الغاز النشطة منذ فبراير 2022، مشيرا إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام ثابتة عند 12.2 مليون برميل في اليوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.