قطاع السيارات التركي يحقق أرقامًا قياسية في الصادرات عام 2025
تشهد خطوط الإنتاج في مدينة بورصة التركية نشاطًا مكثفًا، حيث تعمل المصانع بكامل طاقتها، مما يعكس قفزة نوعية في أداء صناعة السيارات التركية. فخلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2025، تجاوزت صادرات هذا القطاع الحيوي الأرقام القياسية للعام الماضي، مسجلة أعلى مستوى في تاريخ الصناعة. هذا الإنجاز يعزز مكانة تركيا كلاعب رئيسي في سوق السيارات العالمي، ويؤكد على قدرة اقتصادها على النمو والتطور.
نمو ملحوظ في صادرات السيارات التركية
ارتفعت صادرات قطاع السيارات التركي بنسبة 12.3% على أساس سنوي، لتصل إلى 37.8 مليار دولار في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025. هذا الرقم يتجاوز إجمالي صادرات عام 2024 البالغ 37.2 مليار دولار، مما يعني أن القطاع حقق رقمًا تاريخيًا جديدًا قبل نهاية العام. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على السيارات التركية في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتحسين جودة الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية.
قطاع السيارات.. رائد الصادرات التركي
حافظ قطاع السيارات على موقعه كأكبر مصدر في الاقتصاد التركي، مع توقعات بأن يصبح القطاع الرائد في الصادرات للمرة التاسعة عشرة خلال آخر 20 عامًا، باستثناء عام 2022. تساهم صناعة السيارات بنسبة 15.3% من إجمالي صادرات تركيا خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام، حيث تصل المنتجات التركية إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة مستقلة وحرة حول العالم. هذا الانتشار الجغرافي الواسع يعكس قدرة الشركات التركية على تلبية احتياجات مختلف الأسواق.
أداء قوي في القطاعات الفرعية
لم يقتصر الأداء القوي على القطاع ككل، بل شمل معظم مكوناته الفرعية. فقد ارتفعت صادرات قطاع الصناعات المساندة، وهو العمود الفقري لصناعة السيارات، بنسبة 5.1% على أساس سنوي، من حوالي 13.7 مليار دولار إلى 14.4 مليار دولار. هذا القطاع مرشح لتجاوز رقمه القياسي المسجل العام الماضي عند 14.9 مليار دولار، في حال استمرار الزخم خلال شهر ديسمبر.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت صادرات سيارات الركوب بنسبة 5.7% خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام، لتصل إلى 11.7 مليار دولار مقارنة بـ 11.05 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2024. كما شهد قطاع المركبات المخصصة لنقل البضائع، بما في ذلك المركبات التجارية الخفيفة والشاحنات، قفزة بنسبة 30%، لترتفع من حوالي 5 مليارات دولار إلى 6.5 مليار دولار. وشهدت صادرات الحافلات والحافلات الصغيرة والمتوسطة ارتفاعًا مماثلًا بنحو 30%، لتصل إلى 3 مليارات دولار.
الأسواق الأوروبية تتصدر قائمة المستوردين
تؤكد البيانات أن ألمانيا حافظت على موقعها كأكبر سوق لصادرات السيارات التركية، مع قفزة بنسبة 39%، لترتفع الصادرات إليها من 4.4 مليار دولار إلى 6.1 مليار دولار خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام. جاءت فرنسا في المرتبة الثانية بصادرات قاربت 4.4 مليار دولار، بزيادة 15%، تلتها المملكة المتحدة بصادرات بلغت 3.85 مليار دولار، ثم إسبانيا بـ 3.16 مليار دولار، وإيطاليا بأكثر من 3 مليارات دولار.
التوسع في الأسواق الأوروبية
يعكس هذا التوزيع الجغرافي متانة قطاع السيارات التركي وقدرته على توسيع حضوره في الأسواق الأوروبية الرئيسية، على الرغم من التقلبات الاقتصادية العالمية. هذا التوسع يعزز مكانة تركيا كأحد أعمدة الصادرات والنمو الصناعي في البلاد. كما يشير إلى الثقة التي تحظى بها المنتجات التركية في الأسواق الأوروبية، والتي تعتبر من أكثر الأسواق تنافسية في العالم. الاستثمار في البحث والتطوير، وتحسين جودة المنتجات، وتلبية متطلبات العملاء، كلها عوامل ساهمت في هذا النجاح.
مستقبل واعد لـ صناعة السيارات التركية
تشير جميع المؤشرات إلى أن صناعة السيارات التركية ستواصل النمو والازدهار في السنوات القادمة. الاستثمارات المستمرة في تطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر البشرية، وتشجيع الابتكار، كلها عوامل ستساهم في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي لتركيا، وقربها من الأسواق الأوروبية والآسيوية، يمنحها ميزة تنافسية كبيرة. من المتوقع أن تظل صناعة السيارات التركية محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في البلاد، ومصدرًا هامًا للوظائف والدخل القومي. لذا، فإن متابعة تطورات هذا القطاع الحيوي أمر ضروري لفهم ديناميكيات الاقتصاد التركي.
هل ترغب في معرفة المزيد عن فرص الاستثمار في قطاع السيارات التركي؟ تابعونا للحصول على آخر التحديثات والتحليلات.















