توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تراجع على مدى أسبوعين، بسبب مخاوف الركود الأمريكي وبيانات الصين المخيبة للآمال وذلك على الرغم من خفض الإنتاج من جانب تحالف “أوبك +”.
وأوضحوا أن النفط الخام أنهى الأسبوع الماضي على نحو مستقر نسبيا، حيث كان يتداول في نطاق محدود، بينما يحمل الأسبوع الجديد عديدا من البيانات الاقتصادية الأمريكية ذات التأثير الكبير، التي من المحتمل أن تعيد الإثارة إلى الأسواق العالمية.
وأرجعوا استمرار تقلبات الأسواق إلى احتمالية أن يؤدي ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة من خلال تقرير مؤشر أسعار المستهلكين إلى رفع آخر لسعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وأشاروا إلى أن توسيع تخفيضات الإنتاج لتحالف “أوبك +” في اجتماع حزيران (يونيو) الجاري كان ضروريا مع استمرار انخفاض الأسعار وحالة عدم اليقين بشأن الطلب، حيث أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين في العقود الآجلة للنفط التي انخفضت بنسبة 11 في المائة في نيويورك في أيار (مايو) الماضي.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن التقلبات السعرية مستمرة في التأثير في السوق النفطية خلال الأسبوع الجاري وسط مخاوف الركود، موضحا أن الدولار الأمريكي في حالة تراجع، كما أن هناك مؤشرات على استمرار التضخم في الانخفاض وهو ما قد يؤدي إلى اكتساب أسعار النفط الخام بعض الزخم.
وأضاف أنه لا تزال المخاوف المتزايدة من الركود العالمي تلقي بظلالها على توقعات الطلب وإصدار الاقتصادات الكبرى لبيانات اقتصادية رئيسة، مشيرا إلى أن السوق تراقب عن كثب مدخلات البيانات هذه للحصول على صورة أوضح للاقتصاد العالمي، وما إذا كانت البيانات الواردة تزيد أو تخفف من مخاوف التباطؤ.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية أن آفاق الطلب العالمي على النفط الخام تبدو جيدة، خاصة بعد إعلان وزارة الطاقة الأمريكية أنها منحت عقودا لشراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام لخمس شركات لبدء إعادة تعبئة احتياطي البترول الاستراتيجي وقد تمت عملية الشراء هذه بالكامل.
ونقل عن وزارة الطاقة تأكيدها أنه تم شراء البرميل بمتوسط 73 دولارا وهو أقل من المتوسط البالغ نحو 95 دولارا للبرميل الذي تم بيع خام احتياطي البترول الاستراتيجي به في العام الماضي، موضحا أن الشراء كان جزءا من خطة تجديد احتياطي البترول الاستراتيجي المكونة من ثلاثة أجزاء من الإدارة الأمريكية.
ويتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة مع تشديد المعروض النفطي العالمي لدعم توازن السوق ومنع تدهور الأسعار نتيجة تباطؤ تعافي الطلب الصيني وزيادة الإمدادات من منتجين خارج “أوبك +”، كما أن الإدارة الأمريكية قامت في العام الماضي بالإفراج عن 180 مليون برميل من النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي من أجل خفض أسعار البنزين بعد الحرب الروسية.
وأشار إلى أن السعودية تقوم بدور مهم ومؤثر لضبط المعروض النفطي العالمي وذلك بخفض إضافي لإمدادات النفط بمقدار مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) المقبل وهو إجراء طوعي لمصلحة السوق على الرغم من أنه سيدفع الإنتاج إلى أدنى مستوى لعدة أعوام.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إن “أوبك +” تواصل علاج المخاوف المحيطة بسوق النفط الخام، منوهة إلى أن مجموعة “أوبك +” التي تضم 23 دولة تعهدت بالعمل على اتخاذ أي إجراءات إضافية لدعم السوق الحالية ولم تركز فقط على المدى القصير، لكن أعلنت خطة تتضمن الإبقاء على التخفيضات الحالية حتى نهاية 2024.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل الجمعة لتسجل انخفاضا ‏للأسبوع الثاني على التوالي، إذ زادت بيانات صينية مخيبة للآمال من المخاوف ‏المتعلقة بنمو الطلب بعد قرار السعودية خفض الإنتاج.‏ وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار، أو 1.5 في المائة، عند التسوية إلى ‏‏74.79 دولار للبرميل، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.12 ‏دولار، أو 1.6 في المائة، إلى 70.17 دولار للبرميل.‏ وعلى أساس أسبوعي، سجل خام برنت خسائر بنسبة 1.6 في المائة، في حين سجل خام غرب تكساس الأمريكي خسائر أسبوعية بنسبة 2 في المائة.
وخسر الخامان القياسيان أكثر من ثلاثة دولارات الخميس بعدما أشار تقرير ‏إعلامي إلى اقتراب الولايات المتحدة وإيران من التوصل إلى اتفاق نووي وهو أمر ‏من شأنه أن يؤدي لزيادة المعروض. وقلص الخامان خسائرهما، بعد أن نفى البلدان ‏صحة التقرير.‏ وارتفعت أسعار النفط في بداية الأسبوع بعد تعهد السعودية بتخفيضات كبيرة في ‏الإنتاج، إضافة إلى التخفيضات التي اتفقت عليها في وقت سابق مع منظمة الدول ‏المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها.‏ لكن المكاسب تراجعت بعد ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية وبيانات ضعيفة عن ‏الصادرات الصينية.‏ ويتوقع بعض المحللين ارتفاع أسعار النفط إذا لم يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي ‏الأمريكي سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في 13 و14 يونيو. وقال محللون ‏إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يؤثر أيضا في الخطوة المقبلة للسعودية.‏ من جانب آخر، ذكر تقرير “بيكر هيوز” الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 1 هذا الأسبوع وانخفض بمقدار 53 خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وأشار إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 695 هذا الأسبوع – 38 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي موضحا أن العدد الحالي هو 380 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل الوباء.
ولفت إلى ارتفاع عدد الحفارات النفطية بواقع 1 هذا الأسبوع إلى 556 وانخفض عدد منصات الغاز بواقع اثنين ليصل إلى 135 كما انخفض عدد منصات الغاز الآن بمقدار 16 حفارا عما كان عليه قبل عام، بينما انخفض عدد الحفارات النفطية بـ24 حفارا، فيما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند أربعة.
ونوه إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار حفارين للأسبوع الثاني على التوالي – وهو الآن مجرد منصة واحدة أعلى من الوقت نفسه من العام الماضي، بينما ظل عدد الحفارات في إيجل فورد كما هو.
وعلى الرغم من اتجاه انخفاض نشاط الحفر ارتفعت مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 2 يونيو إلى 12.4 مليون برميل يوميا – وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020، وأصبحت مستويات الإنتاج الأمريكية مرتفعة الآن 500 ألف برميل في اليوم مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.