توقع محللون نفطيون استمرار مكاسب أسعار النفط الخام، خلال الأسبوع الجاري، بعد تسجيل أرباح فصلية بنحو 30 في المائة في الربع الثالث، إضافة إلى مكاسب شهرية وأسبوعية متتالية بفعل تخفيضات إنتاج “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا.
وأوضح المحللون في تصريحات لـ «الاقتصادية»، أمس، أن الربع الثالث شهد ارتفاعا في أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 20 دولارا تقريبا، لكن الاتجاه الصعودي قد لا ينتهي عند هذا الحد، لافتين إلى استمرار نمو الطلب، بينما يظل العرض محدودا وبالتالي لن يكون سعر 100 دولار للبرميل مستبعدا.
ولفتوا إلى أنه تبدو الخلفية النفطية إيجابية، حيث من المرجح أن تظل الأسعار مرتفعة نسبيا طوال الربع الرابع من العام الجاري، في ظل حرص كبار المنتجين على ضبط المعروض النفطي وضمان الاستقرار في وتيرة نمو الطلب العالمي.
ونوهوا بوجود عديد من العوامل الأساسية المؤثرة في السوق النفطية، خاصة البيانات الاقتصادية الواردة من الصين والولايات المتحدة، وأيضا تقارير المنظمات والبلدان الرئيسة المنتجة للنفط، وهو ما يتطلب مزيدا من المراقبة من كثب لقياس بعض التحيز الاتجاهي قصير المدى بشأن أسعار النفط الخام، مشددين على حالة الحذر التي تحيط بالسوق النفطية مع دخولنا الربع الرابع، وفي ظل تداول أسعار النفط الخام عند هذه المستويات القصوى، حيث تراجع السوق أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات النفطية.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة “إن الاتجاه الصعودي لأسعار النفط الخام مرشح لمزيد من الاستمرار، ولا سيما أن أسعار النفط سجلت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام وسط قلق السوق بشأن الآثار المحتملة لتخفيضات الإنتاج المستمرة في الاقتصاد العالمي الذي يكافح مبدئيا للخروج من أحدث صدمة تضخمية”.
ولفت إلى أن توقعات وصول سعر النفط إلى 100 دولار قوية وتهيمن على معنويات السوق حاليا مرة أخرى.
أما دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، فيرى أن السوق تترقب هذا الأسبوع اجتماع لجنة المراقبة الوزارية في تحالف “أوبك+”، الأربعاء المقبل، لمناقشة تخفيضات الإنتاج المخطط لها، ومن المتوقع أن تؤدي التخفيضات الحالية من المجموعة إلى جانب التخفيضات الطوعية الإضافية من المنتجين الرئيسين إلى إخراج 1.3 مليون برميل يوميا من السوق حتى نهاية هذا العام على الأقل.
ونوه باستمرار ضيق العرض، حيث يظهر تقرير أن المخزونات في مركز تخزين رئيس في الولايات المتحدة سجلت أدنى مستوياتها منذ يوليو الماضي، لافتا إلى أن مخزونات كوشينج في ولاية أوكلاهوما انخفضت بشكل كبير بسبب قوة الصادرات وزيادة أنشطة التكرير.
بدوره، يتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، مع أن جزءا كبيرا من قوة أسعار النفط الحالية يقوم على توقعات بأن الاقتصادات الكبرى ستواصل التعافي في مرحلة ما بعد كوفيد، كما أن هناك دلائل تشير إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تدخل حيز التنفيذ، مرجحا أن تكاليف الاقتراض ستظل مرتفعة لفترة أطول، وهو ما سيؤدي إلى كبح النشاط الاقتصادي.
ورجح أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تقييد الطلب على النفط الخام مستقبلا، لكن في الوقت الحالي تظل السوق تركز بشكل مباشر على قيود العرض التي ينفذها بنجاح والتزام واسع تحالف “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا حتى نهاية العام الجاري مع احتمال تمديده لفترة أخرى في العام الجديد.
وتشير أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، إلى أن تخفيضات الإنتاج النفطي الطوعية الإضافية بقيادة السعودية منذ يوليو الماضي لم تتفاعل معها السوق بشكل فوري، حيث كان تركيز السوق في الفترة الماضية على الطلب في الصين والولايات المتحدة، لكن التأثيرات اختلفت حاليا، خاصة بعد إعلان السعودية وروسيا تمديد تخفيضاتهما المشتركة لمدة ثلاثة أشهر، موضحة أن العرض أصبح محدودا بالفعل بسبب الطلب القوي الأمر الذي أدى إلى تفاقم الخلل في توازن السوق.
واشارت إلى أن استجابة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة لارتفاع الأسعار وتخفيضات الإنتاج في “أوبك+” كانت محدودة، حيث يميل النفط الصخري إلى نهج جديد أكثر انضباطا في نمو الإنتاج ويأخذه ببطء بدلا من التسرع في إضافة منصات في كل مرة يرتفع فيها سعر خام غرب تكساس الوسيط، وإضافة إلى ذلك يعاني الإنتاج الأمريكي تضخما كبيرا في التكاليف، حيث من المتوقع أن يستمر في العام المقبل أيضا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط، الجمعة، عند التسوية بسبب مخاوف تتعلق بالاقتصاد ‏الكلي وجني الأرباح، لكنها ارتفعت نحو 30 في المائة، خلال الربع الثالث، إذ تسببت ‏تخفيضات الإنتاج الطوعية لتحالف “أوبك+” في الضغط على إمدادات النفط الخام ‏العالمية.‏ وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر التي حل أجلها، الجمعة، سبعة سنتات إلى 95.31 دولار للبرميل عند التسوية، وارتفع نحو 2.2 في المائة ‏خلال الأسبوع، وحقق مكاسب شهرية بنسبة 9.7 في المائة، كما حقق مكاسب فصلية بنسبة 27.3 في المائة خلال الربع الثالث. ونزلت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ‏ديسمبر 90 سنتا إلى 92.20 دولار للبرميل.‏ وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 92 سنتا إلى 90.97 دولار للبرميل، ‏مرتفعا 0.8 في المائة خلال الأسبوع، ومحققا مكاسب بنسبة 8.6 في المائة في سبتمبر، ومكاسب بنسبة 28.5 في المائة خلال الربع الثالث.‏ ومع اقتراب العقود الآجلة للنفط من 100 دولار للبرميل، حصد كثير من ‏المستثمرين أرباحا خلال موجة الصعود نظرا لمخاوف الاقتصاد الكلي المستمرة.‏ وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أنه في يوليو نما إنتاج النفط الخام ‏الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2019.‏ ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت 89.85 دولار للبرميل في الربع الأخير ‏من العام، و86.45 دولار للبرميل في 2024، وفقا لاستطلاع أجرته “رويترز” ‏لآراء 42 خبيرا اقتصاديا ونشرته يوم الجمعة.‏ من ناحية أخرى، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار سبع منصات هذا الأسبوع، بعد انخفاضه 11 منصة الأسبوع الماضي إلى مستوى منخفض لم يشهده منذ فبراير 2022. وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 623 منصة هذا الأسبوع حتى الآن هذا العام، قدر التقرير خسارة 156 منصة حفر نشطة، إذ جاء عدد منصات الحفر هذا الأسبوع أقل بـ452 منصة من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
ونوه بانخفاض عدد منصات النفط بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع إلى 502، بانخفاض 119 حتى الآن في عام 2023، كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار اثنتين هذا الأسبوع إلى 116، بخسارة 40 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأشار إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع، وهو الأسبوع الثاني على التوالي الذي ينخفض فيه هذا الحجم، و32 منصة أقل من الوقت نفسه من العام الماضي، بينما بقي عدد منصات الحفر في Eagle Ford على حاله، وهو أقل بـ23 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي. وأضاف أن “مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بقيت عند 12.9 مليون برميل يوميا، وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة، ولا تزال عند أعلى مستوى إنتاج منذ عام 2019.
ونوه التقرير بارتفاع مستويات الإنتاج الآن بمقدار 900 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي، كما نشرت إدارة معلومات الطاقة أيضا بيانات شهرية، يوم الجمعة، أظهرت ارتفاع متوسط الإنتاج في يوليو بشكل طفيف إلى 12991 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ12900 مليون برميل يوميا في يونيو.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.