الدوحة – بمشاركة أكثر من 325 جهة عارضة تمثل 25 دولة، بدأت فعاليات الدورة الـ19 من معرض “بروجكت قطر” لمواد ومعدات وتقنيات البناء، الذي يستمر خلال الفترة من 29 مايو/أيار الجاري حتى الأول من يونيو/حزيران المقبل، لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في سوق الإنشاءات القطرية أمام أصحاب المصلحة والمعنيين من جميع أنحاء العالم.
ويمثل المعرض، الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فرصة لجميع المشاركين للدخول إلى السوق القطرية، وبناء العلاقات والشراكات التي من شأنها تعزيز مسارات النمو على المدى الطويل، فضلا عن كونه منصة بارزة لتنمية الأعمال التي تقدم للشركات مجالا واسعا من الفرص لتوسيع أعمالها وبناء شراكات جديدة.
ويواكب المعرض هذا العام التطورات المتغيرة للسوق القطرية وعملائها، ويعمل على تلبيتها من خلال تخصيص مناطق للعروض وأنشطة متنوعة للزوار، وعقد جلسات حوارية حول أهم القضايا في القطاع، فضلا عن توفير جلسات تدريبية معتمدة وورش تركز جميعها على دعم التطوير المستمر لمهارات وخبرات العاملين بقطاع البناء والإنشاءات في قطر.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أنه من المتوقع نمو قطاع البناء والإنشاءات في قطر بنسبة 2.3% هذا العام، وبمعدل 3.6% بين عامي 2023 و2026 بفضل استثمارات رؤية قطر الوطنية 2030.
تدفق الاستثمارات الخارجية
وقال المدير العام للشركة الدولية للمعارض في قطر حيدر مشيمش للجزيرة نت إن نسخة هذا العام من المعرض تركز على عنوانين رئيسيين، الأول هو الصناعات القطرية، خاصة في ظل ما يشهده القطاع الصناعي في البلاد من تنام وتطور واستثمارات متزايدة في الفترة الأخيرة، وهي إحدى أهم الركائز لخطط التنويع الاقتصادي ضمن رؤية قطر 2030.
وأشار إلى أن العنوان الثاني للمعرض هو التقنيات المتقدمة في قطاع البناء، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم فإن جل التركيز ينصب على التقنيات المتقدمة ذات التطبيقات المتعددة في قطاع البناء، خاصة وأن هناك توجها قطريا لتبني هذه التطبيقات واستخدامها في المشاريع المستقبلية.
ويخاطب المعرض بشكل خاص في هذه الدورة مستقبل قطاع البناء في قطر من خلال تسليط الضوء على الابتكارات التكنولوجية التي ستؤدي دورا مهمّا في مستقبل القطاع ضمن جناح “المدن الذكية”، الذي يضم عددا من مزوّدي التقنيات المتقدّمة ذات الاستخدامات المتعددة في مشاريع البناء.
وفي هذا الشأن، استعرض مشيمش أحد أساليب التكنولوجيا الحديثة في مجال البناء، التي يتم عرضها بالمعرض وتتمثل في إمكانية استحداث نسخ من المشاريع على تقنية “الميتافيرس”، ومن ثم يمكن لجميع أصحاب المصلحة المعنيين بهذه المشاريع متابعتها عن بعد دون الحضور على أرض الواقع.
وأوضح أن المعرض يركز على مواد ومعدات البناء، وليس العقارات في حد ذاتها، متوقعا استمرار ارتفاع أسعار هذه المواد في ظل تنامي معدلات التضخم في العالم وتأثر سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة.
واعتبر مشيمش المعرض فرصة لمواجهة ارتفاع الأسعار من خلال فتح منافذ جديدة للمصدرين والموردين، ومن ثم خلق منافسة والعمل على جذب عملاء من خلال تحسين الأسعار.
ويرى أن هناك ثقة تامة في أن يلعب المعرض دورا تحفيزيا كبيرا لرواد القطاع العقاري من المشاركين لتعزيز جهودهم، ومشاركة أفضل الممارسات والحلول المستدامة بهدف الإسهام في دعم التنمية الاقتصادية لدولة قطر.
اتفاقات وصفقات
وتوقع أن يشهد المعرض التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وصفقات بين أطراف عديدة، وهذا هدف من وجود هذا الكم الكبير من الشركات العاملة في مجال البناء والمعدات، موضحا أن العديد من الشركات الموجودة حاليا في السوق القطرية هي نتاج لشركات بين أطراف شاركت في المعرض خلال دوراته الماضية.
ويعد المعرض، الذي افتتحه وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبد الله آل ثاني، هو الأول والأقدم في البلاد المتخصص في قطاع التشييد والبناء وغيرها من الصناعات المرتبطة به، ويقدم المعرض فرصة الوصول إلى سوق البناء القطرية المزدهرة، بالإضافة إلى إمكانية خلق فرص جديدة للأعمال مع الشركات على اختلاف أحجامها.
ومن المقرر أن يشهد المعرض عددا من الجلسات في موضوعات مختلفة تتعلق بمستقبل البناء في قطر والعالم، ومنها:
- جلسة “كيو إنفيست” (Q Invest): لإلقاء الضوء على أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع البناء في قطر.
- جلسة “كيو إندستري” (Q Industry): للتركيز على تطوير الصناعة والإنتاج المحلي.
- جلسة “كيو تيك” (Q Tech): لبحث دور التكنولوجيا الذكية في قطاع البناء.
- جلسة “كيو غرين” (Q Green): لبحث التحديات البيئية وقضية الاستدامة والبناء الأخضر.
فرص استثمارية
وأشاد عارضون، في حديثهم للجزيرة نت، بتنظيم المعرض بصورة دورية، معربين عن طموحهم وتطلعاتهم للتوصل إلى فتح منافذ جديدة وفرص استثمارية لمنتجاتهم، سواء في السوق القطرية أو خارجها، وذلك من خلال الشراكات مع المشاركين الذين يبلغ عددهم 325 شركة قطرية ودولية.
وقال أسامة محمد من شركة السلاطين للحدائق في قطر إن جميع أعمالهم تتركز في السوق القطرية ويتطلع من خلال المشاركة في المعرض إلى إبرام عقود جديدة مع شركات محلية جديدة لتوسيع نطاق التوزيع، بالإضافة إلى التعرف على مصادر جديدة للاستيراد بما يسهم في السيطرة على الأسعار المتنامية بشكل كبير.
من جهته، أشار وجيه مؤنس من شركة “غرين تاور” بالكويت، والمتخصصة في تدوير الإطارات، إلى أن هذه هي المشاركة الأولى للشركة في المعرض، معربا عن أمله في فتح مجالات ونوافذ تصديرية جديدة لمنتجات الشركة، التي تهتم بالأرضيات الخاصة بالصالات الرياضية ومناطق الألعاب وعزل الصوت وغيرها، مشيرا إلى أنه خلال اليوم الأول من المعرض لمس بالفعل اهتماما من جانب عدد من الجهات القطرية والدولية التي تسعي لإبرام اتفاقات للتعاون مع الشركة.
وفى الوقت نفسه أشاد محمد الشوحي من شركة البراك السعودية للبلاستيك، بالفرص التي يوفرها المعرض لفتح مجالات استثمارية جديدة والوصول للسوق القطرية، موضحا أن شركة البراك تصدّر 70% من إنتاجها لدول الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، وتسعى للوجود في السوق القطرية من خلال المشاركة في المعرض.