استمرت تقلبات أسعار النفط الخام بعد زيادة المخزونات النفطية الأمريكية مقابل اتساع المخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، فيما تفاقمت الضغوط الهبوطية بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأوروبي التي سلطت الضوء على الرياح المعاكسة التي تواجه الاقتصاد في المنطقة، ما أثار المخاوف بشأن الطلب في المستقبل.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون “إن الإقراض المصرفي في جميع أنحاء منطقة اليورو بقي ثابتا تقريبا”، وفقا لبيانات البنك المركزي الأوروبي، معتبرين تدهور ظروف الائتمان عادة ما يسبق فترات الركود الاقتصادي.
وأشاروا في تصريحات لـ”الاقتصادية”، إلى تلقي الأسعار دعما صعوديا في المقابل من بيانات ومؤشرات إيجابية للاقتصاد الصيني وسط محاولات الحكومة تحفيز النمو، في خطوة من شأنها أن تعزز المعنويات، خاصة أن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم.
ولفت المحللون إلى أن حالة المخاوف وعدم اليقين في السوق النفطية لا يمكن استبعادها خلال فترة الصراع في الشرق الأوسط، حيث تهدد الأحداث المستمرة بالتوسع إلى صراع إقليمي أوسع في منطقة من العالم تنتج كمية كبيرة من نفط العالم.
وفي هذا الإطار، قال هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن أسعار النفط الخام مالت إلى التراجع بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة المخزون بمقدار 1.4 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر”، مشيرا الى تزامن ذلك مع انحسار نسبي في المخاوف من تصعيد في الشرق الأوسط وسط تكثيف الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع الحالي.
واعتبر أحدث البيانات الاقتصادية الصادرة من أوروبا ساعدت على تخفيف مكاسب الأسعار أيضا مع انخفاض مؤشر مديري المشتريات لمنطقة اليورو، بينما في المقابل ترصد بعض التقارير أن الطلب أقوى مما يفترضه المحللون.
من جانبه، يرى أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن وتيرة مكاسب النفط مستمرة على الرغم من حدوث تقلبات مؤقتة، ولا سيما مع تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن تخفيضات الإنتاج ستؤدي مجددا إلى ارتفاع أسعار النفط على الرغم من أن الطفرة النفطية في جيانا تقاوم جهود خفض الإمدادات من جانب “أوبك +”.
وسلط الضوء على أن عمليات الاستحواذ الضخمة التي تقوم بها شركات النفط الكبرى تثير تساؤلات حول ذروة الطلب على النفط، موضحا أن الطلب على الطاقة في صناعة الذكاء الاصطناعي يتزايد بشكل كبير على مستوى العالم.
من ناحيته، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة إل إم إف النمساوية للطاقة، “إن الأسواق في حالة ترقب وحذر شديدين، حيث إن حالة التأهب الحالية للقوات الغربية لا مثيل لها حيث يتعين على تجار السلع الأساسية خاصة النفط الخام وصناديق الاستثمار والشركات البحرية أن يعيدوا تقييم استراتيجياتهم على وجه السرعة”.
ونوه بتقارير دولية ترى أن استهلاك الطاقة العالمي سيرتفع بنسبة 1.8 في المائة في 2024، ليصل إلى مستوى قياسي جديد على الرغم من ارتفاع الأسعار وتعطل الإمدادات، حيث تؤكد التقارير ارتفاع الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي في 2024 كما من المتوقع أيضا أن يرتفع الطلب على الطاقة المتجددة في 2024 بنسبة 11 في المائة.
وتتفق ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية مع أن تقلبات خام برنت ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر، وفقا لبنك ستاندرد تشارترد، مرجحا تسجيل انخفاض إضافي قدره 120 مليون برميل في المخزونات العالمية في الربع الرابع من هذا العام.
وذكرت أن الهيمنة الحالية على تداول النفط تعود إلى أحداث الشرق الأوسط لكن في المقابل حدث انخفاض في الأسعار عن طريق صرف انتباه السوق إلى انخفاض المخزونات وإلى سياسات المنتجين التي تهدف إلى تحقيق هبوط سلس للسوق عند مستويات الأسعار المفرطة في الارتفاع.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة أمس، وسط زيادة المخزونات الأمريكية، ومع متابعة آخر تطورات التوترات في الشرق الأوسط. وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.2 في المائة، إلى 89.83 دولار للبرميل. كما انخفضت عقود الخام الأمريكي بنسبة 0.1 في المائة، عند 85.28 دولار للبرميل.
وافتقرت الأسعار إلى اتجاه واضح الخميس، إذ نظر المستثمرون إلى ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية على أنه مؤشر على ضعف الطلب. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية “إن مخزونات الخام في أمريكا زادت 1.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي إلى 421.1 مليون برميل مقارنة بتوقعات زيادتها بنحو 240 ألف برميل”.
ويرى محللون في “سيتي” أن الأسواق لا تزال متقلبة مع المد والجزر في التوترات في الشرق الأوسط، لكن الأساسيات المهمة أضعف موسميا من المتوقع مع ضعف الطلب على المنتجات في أمريكا.
من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أسعار سلتها التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة بسبب عطلة اليوم الوطني النمساوي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.