توقع محللون استمرار مكاسب أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد سبعة أسابيع من المكاسب المتتالية بفعل تنامي الطلب واستمرار قيود العرض من جانب تحالف “أوبك +”، مسلطين الضوء على المعنويات الإيجابية بعد بيانات “أوبك” التي احتفظت فيها بتوقعات نمو قوية للطلب على النفط لـ2023 و2024، وتعديل توقعات نمو إمدادات السوائل من خارج “أوبك” إلى 1.5 مليون برميل في اليوم في 2023.
ولفت المحللون في تصريحات لـ”الاقتصادية”، إلى انخفاض إنتاج أوبك ليوليو بمقدار 836 ألف برميل في اليوم إلى متوسط 27.31 مليون برميل في اليوم، حيث تواصل “أوبك” توقع نمو الطلب على نفطها بشكل كبير حتى نهاية 2023 وإن كان بمعدل أقل قليلا مما توقعته سابقا، في إشارة إلى أنها تتوقع تشديدا كبيرا في السوق في الأشهر المقبلة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة “إن النفط الخام على الأرجح سيواصل وتيرة المكاسب للأسبوع الثامن على التوالي بدعم من تعافي الطلب العالمي واستمرار وتمديد تخفيضات تحالف أوبك +”.
ونوه بتأكيد وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على النفط إلى مستويات قياسية مدعوما بقوة السفر الجوي في الصيف وزيادة استخدام النفط في توليد الطاقة وتزايد نشاط البتروكيماويات الصيني، موضحا أن مخزونات النفط الخام والمنتجات سجلت انخفاضا حادا ومن المتوقع أن تتقلص المخزونات بشكل أكبر في الخريف.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية أن النفط الخام سجل هذا الأسبوع أعلى مستوى في ستة أشهر فوق 88 دولارا للبرميل وسط عودة ظهور نمو الاستهلاك ما بعد الوباء في استخدام الوقود وضبط الإمدادات من قبل تحالف “أوبك +” بقيادة السعودية.
ونوه بأن الانخفاض في الطلب العالمي على النفط خلال أزمة كورونا قبل ثلاثة أعوام أدى إلى تنامي تكهنات بأن الاستهلاك قد يكون قريبا من الذروة مع اكتساب العمل عن بعد شعبية كبيرة، كما وسعت الحكومات جهودها في الابتعاد عن الوقود الأحفوري لتجنب تغير المناخ الكارثي.
بدوره يشير بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إلى أن أسعار النفط تواصل المكاسب مع انحسار المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي حيث فاجأ الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الأوساط الاقتصادية بشكل كبير في يوليو كما جاء الناتج المحلي الإجمالي البريطاني أفضل من المتوقع، لكنه لا يزال عند مستويات منخفضة.
وأوضح أن ديناميكية العرض والطلب لنفط “أوبك” تقود السوق، كما من المرجح أن أسعار النفط ستظل مرتفعة حتى نهاية العام، ووفقا لآخر تقرير تحتفظ “أوبك” بتوقعاتها للطلب على النفط التي ترى نموا قدره 300 ألف برميل يوميا للربع الثاني و1.3 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث ومليونا برميل في اليوم للربع الرابع.
وتتفق أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية مع أن استمرار المكاسب الأسبوعية هو مؤشر على الاتجاه الصعودي للأسعار بوتيرة قوية بدعم من الطلب، موضحة أن بيانات وكالة الطاقة الدولية تظهر أن استخدام النفط أصبح أقوى من أي وقت مضى وستشكل الصين 70 في المائة من نمو الطلب لهذا العام.
وأشارت إلى أن الأسواق العالمية تشهد تضييقا، تاركة مخزونات النفط في الدول المتقدمة أقل بنحو 115 مليون برميل من متوسط الأعوام الخمسة، إذ إن المخزونات العالمية من المقرر أن تستنفد 1.7 مليون برميل في اليوم في النصف الثاني من العام مع ضغوط الارتفاع التضخمي المتجدد على المستهلكين الذي يعرض الانتعاش العالمي للخطر، مشيرة إلى أن “أوبك +” قد تعمق التخفيضات الحالية إذا لزم الأمر.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية طلبا عالميا ‏قياسيا وتقلص الإمدادات، ما دفع النفط إلى تحقيق مكاسب للأسبوع السابع على ‏التوالي في أطول سلسلة مكاسب منذ 2022.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.5 في المائة لتبلغ عند التسوية 86.81 ‏دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ‏‏37 سنتا أو 0.5 في المائة لتسجل 83.19 دولار للبرميل عند التسوية، وحقق كلا الخامين مكاسب أسبوعية بنسبة 0.5 في المائة.
وارتفعت معنويات المستثمرين جراء بيانات اقتصادية أمريكية صدرت هذا ‏الأسبوع، ما أثار التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يقترب من إنهاء دورة ‏رفع أسعار الفائدة.‏ وقال كريج إيرلام المحلل لدى “أواندا”، “إن تخفيض الإمدادات وتحسن التوقعات ‏الاقتصادية بثا التفاؤل في صفوف مستثمري النفط”. لكنه أشار إلى علامات تدل ‏على تقلص الزخم بعد ارتفاع مستمر في الأسعار. وسجل خام برنت الخميس ‏أعلى مستوياته منذ يناير غداة تسجيل خام غرب تكساس الوسيط ‏الأمريكي أعلى مستوياته هذا العام.‏ وكانت آخر مرة ارتفع فيها سعر خام برنت لمدة سبعة أسابيع متتالية في الفترة من ‏يناير إلى فبراير 2022 قبل الحرب الروسية في أوكرانيا، وأثرت البيانات الاقتصادية غير المستقرة القادمة من الصين في المعنويات.‏ وبينما أظهرت بيانات الجمارك ارتفاع واردات النفط الخام على أساس سنوي، ‏انخفض إجمالي صادرات الصين 14.5 في المائة في يوليو مع تراجع واردات الخام ‏الشهرية من مستويات مرتفعة تقترب من القياسية في يونيو إلى أدنى ‏مستوياتها منذ يناير.
من جانب آخر، انخفض العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار خمس منصات مرة أخرى هذا الأسبوع، حيث تقلص إجمالي عدد الحفارات إلى 654 هذا الأسبوع.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أنه حتى الآن هذا العام تم تسجيل خسارة 125 من منصات الحفر النشطة حيث انخفض عدد الحفارات هذا الأسبوع بمقدار 421 منصة مقارنة بعدد الحفارات في بداية 2019 قبل تفشي الوباء.
ولفت إلى بقاء عدد حفارات النفط على حاله هذا الأسبوع عند 525 بانخفاض 96 حتى الآن في عام 2023، وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار خمس منصات إلى 123 وهو ما يمثل خسارة 33 منصة غاز نشطة منذ بداية العام حيث ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه التقرير بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بحفارين -19 منصة أقل من الوقت نفسه من العام الماضي- حيث انخفض عدد الحفارات في “إيجل فورد” بمقدار حفار واحد، وهو الآن أقل بـ19 من هذا الوقت من العام الماضي.
وأشار إلى ارتفاع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.6 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 4 أغسطس -وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية- وهي أعلى مستويات الإنتاج وفقا للبيانات الأسبوعية منذ عام 2019، وقد ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن 400 ألف برميل يوميا منذ عام.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.