الإسقربوط مرض ناتج عن النقص الفادح في فيتامين “سي” بالجسم، وقد كشف الأطباء والباحثون في دراسة حديثة عن انتشار هذا المرض بين صفوف الأطفال وتسارع انتشاره منذ جائحة “كوفيد-19”.
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “ميديا بارت” الفرنسية، قالت كارولين كوك تشودورج إن الأطباء لاحظوا منذ سنوات في مختلف أقسام طب الأطفال بفرنسا عودة مرض الإسقربوط.
وقال البروفيسور أولريش ماينزر من مستشفى روبرت دوبريه للأطفال في باريس “أدى هذا المرض إلى وفاة مليوني شخص على الأقل بين القرنين الـ16 والـ20، كان الضحايا في المقام الأول من البحارة الذين كانوا يمضون أشهرا في البحر وكان نظامهم الغذائي يفتقر إلى الفواكه والخضروات، بعد ذلك، اختفى المرض بشكل تقريبي من البلدان الغنية، ولم يتم رصده إلا بين السكان المهاجرين”.
ويبدو أن هذا المرض قد عاد إلى فرنسا، ويقول ماينزر “يقع مستشفى روبرت دوبريه الذي أعمل فيه في شمال باريس، حيث يعيش السكان الفقراء، لاحظنا لسنوات عديدة زيادة مثيرة للقلق في عدم الاستقرار، تعيش العائلات في الشوارع ولا تأكل كل يوم، بدأنا نسجل انتشار الإسقربوط مرة أخرى”.
وبناء على هذه الملاحظات في الأقسام أراد أطباء الأطفال من مستشفى روبرت دوبريه في باريس ومستشفى كايين في غويانا بالتعاون مع باحثين من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية تحديد العدد الدقيق للحالات التي تم تشخيصها في فرنسا بين يناير/كانون الثاني 2015 ونوفمبر/تشرين الثاني 2023 بناء على بيانات الاستشفاء الطبية.
وتُظهر دراسة الأطباء -التي نشرت في المجلة الطبية الرائدة “ذا لانسيت”- عودة مثيرة للقلق لمرض الإسقربوط في صفوف الأطفال بفرنسا منذ عام 2015.
وحسب الإحصائيات، دخل 888 شخصا المستشفى بسبب الإسقربوط حتى عام 2023، وقد تم تشخيص الحالات في جميع أنحاء فرنسا.
نقص خطير في فيتامين “سي”
مرض الإسقربوط ناتج عن النقص الخطير في فيتامين “سي”، وحسب البروفيسور ماينزر يتجلى هذا المرض في تدهور قوي بالوضع الصحي وآلام في العظام وضعف العضلات ونزيف اللثة.
وعلى الرغم من أن مرض الإسقربوط يمكن أن يؤدي إلى الوفاة فإنه يمكن علاجه بسهولة عن طريق تناول كمية صغيرة من فيتامين “سي”.
وبالعودة إلى فرنسا، ارتفع معدل الإصابات بمرض الإسقربوط منذ بداية جائحة كورونا بين مارس/آذار 2020 ونوفمبر/تشرين الثاني 2023 بنسبة 34.5%.
ويقول ماينزر “تصل هذه الزيادة إلى 200% وسط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات”، ويرتبط هذا الارتفاع بزيادة بالقدر نفسه خلال الفترة نفسها في سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
ويتّبع الأطفال المصابون بالإسقربوط غالبا نظاما غذائيا سيئا يقوم على تناول المعكرونة أو الأرز، مما يعطي شعورا بالشبع بتكلفة أقل.
ويضيف ماينزر “إنهم يأكلون القليل من الفواكه والخضروات لأسباب اقتصادية بلا شك، مما يجعلهم عرضة بشكل كبير لنقص فيتامين سي”.